تشهد المملكة المتحدة أزمة داخلية بعدما توصلت حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي الى اتفاق مع بوركسل للخروج من الاتحاد الاوروبي لم يرض حزب العمال البريطاني الذي تعهد بالتصويت لإسقاط الصفقة متعهدين بإعادة الاستفتاء على البريكسيت في حال لم توافق الحكومة على الصيغة التي تم التوصل اليها.
واعتبر نواب العمال أن اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الذي أعلنت عنه ماي وحصل على دعم حكومتها الليلة الماضية، كان "فشلًا ذريعًا للتفاوض" بعد عامين من المحادثات مع الاتحاد الأوروبي، وهو لا يمثل خيارات البريطانيين الذين يرفضون التوقيع على وثيقة دون أن يعرفوا الى أين يتجهون".
في هذا الوقت تتهاوى حكومة ماي وزيراً تلو الآخر اعتراضاً على الصفقة.
الحكومة تتهاوى
وفي غضون ذلك، استقال وزير شؤون أيرلندا الشمالية شايليش فارا من الحكومة بعدما قرر أنه لن يتمكن من دعم خطة رئيسة الوزراء لمغادرة الاتحاد الأوروبي، وقال في رسالة استقالته: "قدم الاستفتاء في الاتحاد الأوروبي خيارًا بسيطًا إما البقاء في الاتحاد الأوروبي أو مغادرته، كان التصويت حاسمًا مع تصويت المملكة المتحدة العام بالمغادرة، وهذا ما يجب علينا نحن، ممثليهم المنتخبين تقديمه".
وأعلنت وزيرة العمل والمعاشات التقاعدية البريطانية إيستر ماكفي، وهي من أشد مؤيدي بريكست، استقالتها على خلفية مسودة اتفاق الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في ضربة جديدة لرئيسة الحكومة تيريزا ماي.
وكتبت ماكفي في رسالة استقالتها أن "الاتفاق الذي عرضته أمام الحكومة أمس لا يحترم نتيجة الاستفتاء" مضيفة أن النص يقدم الكثير من التنازلات للاتحاد الأوروبي و"يهدد سيادة المملكة المتحدة".
كذلك، تلقت ماي نكسة شديدة مع استقالة الوزير المكلف بريكست دومينيك راب احتجاجا على مشروع الاتفاق على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.
وقال راب في رسالة استقالته التي نشر نصها في حسابه على تويتر "لا يمكنني التوفيق بين شروط الاتفاق والوعود التي قطعناها للبلاد في بيان حزبنا".
هذا وأعلنت وزيرة الدولة لشؤون بريكست سويلا بريفرمان استقالتها من الحكومة البريطانية لتصبح رابع وزير يستقيل من الحكومة احتجاجا على مشروع اتفاق الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.
وكتبت بريفرمان في رسالة استقالتها أن "التنازلات" المقدمة لبروكسل في مسودة الاتفاق "لا تحترم إرادة الشعب".
يشار الى أن وزير الخارجية السابق بوريس جونسون كان استقال منذ قرابة شهر احتجاجاً على سياسة الحكومة البريطانية في التفاوض مع الاتحاد الاوروبي بشأن خروج بريطانيا منه.
وقال جونسون تعليقاً على الاتفاق بين بروكسيل ولندن، إن اتفاق "بريكست"، يهدد بوضع المملكة المتحدة في مكانة "مستعمرة" للتكتل.
وكتب جونسون على تويتر: "لا أحد ينخدع بهذه المسرحية، سيتم التوصل إلى اتفاق وستكون بمثابة استسلام من قبل المملكة المتحدة، سنكون محكومين بالبقاء في الاتحاد الجمركي وتحت رقابة بروكسل التنظيمية".
وختم بالقول: "لم يصوت الناس للحصول على مكانة وضع مستعمرة. المستقبل قد يكون مشرقا إن غيرنا المسار الآن فقط".
وكان رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك أعلن الخميس عن عقد قمة في 25 تشرين الثاني لتوقيع مشروع الاتفاق حول بريكست الذي تم التوصل إليه مساء الاربعاء مع بريطانيا.
وعلّقت رئيسة الوزراء البريطانية إن مسودتها لاتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي تفي بنتيجة التصويت في 2016 لصالح الخروج، وإن حكومتها لن تنظم أبدا تصويتا عاما ثانيا على الأمر، في الوقت الذي شارك فيه مؤيدون ومعارضون للخروج في مظاهرة خارج مقر الحكومة في لندن .
وقالت ماي يوم الأربعاء أمام البرلمان "لن نعيد إجراء الاستفتاء، لن نخالف قرار الشعب البريطاني... سنحقق الخروج من الاتحاد الأوروبي وستغادر المملكة المتحدة الاتحاد في التاسع والعشرين من اذار 2019".
في المقابل، أعلن المتحدث باسم شؤون الخروج من الاتحاد الأوروبي في حزب العمال البريطاني المعارض، كير ستارمر أن الحزب سيدعو إلى إجراء انتخابات عامة وربما استفتاء جديد إذا تم رفض الاتفاق الذي تقترحه ماي للخروج من التكتل.
تراجع الاسترليني
وتراجع الجنيه الاسترليني الخميس بعد إعلان وزير بريكست في الحكومة البريطانية دومينيك راب استقالته، لتخسر العملة حوالى 1% من قيمتها مقابل الدولار.
وتدنت قيمة الجنيه قرابة الساعة 9,15 ت غ إلى 1,2858 دولار مقابل 1,2992 دولار مساء الأربعاء قرابة الساعة 22,00 ت غ، ليعود إلى المستوى الذي كان عليه الثلاثاء قبل إعلان مشروع الاتفاق حول بريكست ومصادقة حكومة تيريزا ماي عليه مساء الاربعاء.