بعنوان "رينو" و"نيسان" تتجهان نحو الحرب، نشرت وكالة "بلومبرغ" تقريرًا تطرّقت فيه الى الإتهامات الأخيرة التي طالت رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركتي "نيسان" اليابانية و"رينو" الفرنسية، ورئيس مجلس إدارة "ميتسوبيشي موتورز" اليابانية كارلوس غصن.
وبحسب الوكالة، هناك أمرٌ واضح حتّى الآن هو أنّ الشركة اليابانية تُريد أن يرحل غصن، فيما يبقى مستقبل حلف الشركتين غير مؤكد، لا سيما مع تمسّك "رينو" به.
وقالت الوكالة إنّه عندما اغتال القوميون الصرب وريث عرش الإمبراطورية النمساوية الهنغارية الأرشيدوق فرانز فرديناند عام 1914، كانوا يأملون في أن يؤدّي ذلك الى الاستقلال الذي كان يتوقون اليه، ولكن بدلاً من ذلك وقعت الحرب العالميّة الأولى التي كانت الأكثر دمويّة بتاريخ الحروب.
وحذّرت الوكالة من أنّ اللاعبين الرئيسيين في معركة مستقبل الحلف الأكبر في عالم السيارات، يجب أن يأخذ بعين الإعتبار ما جرى في الحرب العالميّة الأولى كإنذار لهم، واتخاذ القرار على أساسه في المستقبل.
من جانبه، كشف الرئيس التنفيذي لشركة "نيسان" هروتو سايكاوا يوم الاثنين عن تحقيق تُجريه الشرطة اليابانيّة يطال الرئيس النجم كارلوس غصن، وأعلن عن خطط لعزله من رأس "نيسان". أمّا ردّ "رينو" الفرنسيّة بعد اجتماع مجلس الإدارة في وقت متأخر يوم الثلاثاء، فيعني أنّه لن يكون هناك استسلام فوري من الفرنسيين، محيث أعلنت الشركة أنّه يبقى على رأس الشركة، وعيّنت نائبًا له ليسيّر أعمال الشركة في غيابه.
وكشفت الوكالة أنّ الادعاءات تشير إلى أنّ غصن لم يصرّح عن خمسة مليارات ين من راتبه الذي يحصل عليه من نيسان، وأساء إنفاق أموال الشركة، كما استخدم أصول الشركة لأغراض شخصية مثل المنازل الفاخرة في ريو دي جانيرو وبيروت ورحلات عائلية وغير ذلك.
وأشارت الوكالة الى أنّه حين ضُبطت شركة "آبل" وهي تدفع لستيف جوبز مبلغ 20 مليون دولار أميركي من خلال طرق غير قانونية، سقطَ حينها المستشار العام للمجموعة، وعدّدت أمثلة أخرى عن تجاوزات في شركات وكيف جرى حلّها، ومن ضمنها "توشيبا".
ورأت أنّه من الصعب تصديق أن سوء السلوك المزعوم لغصن كان يمكن أن يحدث بدون علم سايكاوا ومجموعة أخرى من مسؤولي التدقيق والمحاسبة. ولفتت الى أنّه إذا كانت نيسان تأمل في أن تؤدي ضربة سريعة ضد "الإمبراطور" إلى انتصار فوري، فإن قرار "رينو" بالإنتظار يشير إلى أنها أخطأت بالحساب.
وختمت الوكالة التقرير بالإشارة الى أنّ الوفاق الودي الذي جمع هذه المجموعة العالمية لصناعة السيارات، قد انهار بشكل نهائي، ومن المستبعد أن تنتهي هذه المعركة قبل عيد الميلاد.