Advertisement

خاص

كلّ ما تريدون معرفته عن كواليس فرنسا: هكذا هدّأ ماكرون "الثورة" بـ13 دقيقة!

ترجمة: سارة عبد الله

|
Lebanon 24
11-12-2018 | 07:30
A-
A+
Doc-P-536354-636801345690227160.jpg
Doc-P-536354-636801345690227160.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
بعد شهر من انتشار "السترات الصفراء" في فرنسا، خرج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتهدئة الأوضاع، وأعلن عن زيادة الحد الأدنى للرواتب بدءاً من عام 2019، ووعدَ بإدخال حوافز مالية وتدابير عاجلة لمساعدة من تقلّ رواتبهم عن 2000 يورو، إضافةً إلى مراجعة نظام الضرائب وإجراء إصلاحات عميقة.
Advertisement

الأمور التي أعلنها ماكرون كانت قد عدّدت بعضًا منها وكالة "بلومبرغ" الأميركية في مقالٍ تحدّثت فيه عن خطوات يمكن أن يتخذها ماكرون  لوقف "أعمال الشغب في باريس".
 
وبعد خطاب ماكرون، نقل أوستين فانسان، الصحافي في صحيفة "لو موند" بعض المشاهدات والتصريحات التي أطلقها المتظاهرون، وتحدّث الى مُسعف يبلغ من العمر 31 عامًا، إذ حيّا الأخير "الخطوة الجميلة جدًا" لماكرون بزيادة 100 يورو شهريًا للعمّال، وإلغاء الضرائب عن ساعات العمل الإضافيّة، إلا أنّه أعرب عن صدمته بمدّة خطاب ماكرون الذي استغرق 13 دقيقة فقط والذي كان مسجلاً، مشيرًا الى أنّ متظاهري "السترات الصفراء" ينتظرون أن يتحدّث اليهم مباشرةً.  

ارتياحٌ في صفوف النوّاب

من جانبه، قال ألكسندر لومارييه، وهو كاتب سياسي في الصحيفة: "إنّ تصريحات ماكرون أثارت استحسانًا في صفوف معظم الفرنسيين".  

توازيًا، فقد أعرب عددٌ من النواب عن ارتياحهم وأنّهم اطمأنّوا في أعقاب التدابير الجديّة التي أعلنها ماكرون. وقالت النائبة ساشا هولييه إنّ الإعلان مهمّ جدًا، لا سيما وأنّ عددًا من النواب يشدّدون على ضرورة اتخاذ تدابير قويّة ومهمّة لإخراج فرنسا من نفق الأزمة. كما علّقت النائبة لتيسيا آفيا معتبرةً أنّ التدابير التي اتخذت كبيرة، وستُغيّر بالتأكيد حياة المواطنين.

الى ذلك، رأى النائب برونو كيستيل أنّ الوعود الرئاسية ستكون ملموسة، وهي تردّ على المطالبات بزيادة الرواتب وعلى تمكين القدرة الشرائية لدى الأفراد.

المشهد إقتصاديًا

لا يُخفى على أحد أنّ ما جرى في فرنسا قبل عيد الميلاد بأسابيع وفي العاصمة التي يقصدها آلاف السيّاح سنويًا، قد أدّى الى خسائر هائلة، وكانت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد حذّرت من أنّ "السترات الصفراء" سيكون لهم تأثير سلبي من الناحية الإقتصاديّة، ودعت لكي "يتمكن الناس من التعبير عن آرائهم وأن تسمع طموحاتهم".

 من جهته، كشف أوليفيه ديبو، في وزارة الحسابات العامة في فرنسا أنّ الإجراءات التي اتخذها ماكرون ستُكلّف الخزينة ما بين 8 و10 مليارات يورو. وقال: "نحن في طور التحديد والبحث عن طرق تمويل هذه الخطط"، بحسب "لو موند".

أمّا صحيفة "دايلي صباح" التركية فأوضحت أنّه عندما كبرت مشاكل فرنسا الإجتماعية والإقتصاديّة، سمح السياسيون القدامى لماكرون الذي لم يكن يتمتّع بخبرة سياسية بتولّي المسؤولية، والمعروف أنّ ماكرون ليس هو من تسبّب بدفع الناس الى الشارع للاحتجاج، لكنّه هو من يعمل لإيجاد حلّ معهم.

وقد اتهم بعض الفرنسيين على وسائل التواصل الإجتماعي الرئيسين السابقين فرانسوا هولاند ونيكولا ساركوزي بأنّهما وراء السياسات الإقتصاديّة التي وصلت اليها فرنسا.

 تدخلات خارجية

بعد "بلومبرغ"، لمّحت صحيفة "Chicagotribune" إلى وجود تدخّل روسي في الأزمة التي اندلعت في فرنسا، مشيرةً الى أنّ موقع هاميلتون 68 الذي يرصد الدعاية الروسية في "تويتر" والقرصنة التي يقوم بها روسيون، اكتشفَ أنّ أولّ هاشتاغَين استُخدما في روسيا كانا "السترات الصفراء" و"فرنسا".

من جانبها، سألت صحيفة "دايلي صباح التركية" إذا ما كان المتظاهرون بفضّلون الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وذلك بعد يومٍ ممّا أكدته صحيفة "نيوزويك" الأميركية، عن أنّ متظاهري "السترات الصفراء" لم يهتفوا باسم ترامب، كاشفةً أنّ بعض الناشطين التابعين لليمين المتطرف بالولايات المتحدة هم من روّجوا لهذا الأمر.

وتحدّثت الصحيفة عن العلاقة الفرنسية الألمانية، وخروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي، وصولاً الى فكرة إقامة "الجيش الأوروبي" الذي طرحته فرنسا، لكن باريس لم تكن هي صاحبة الفكرة أصلاً. كذلك واجهت فرنسا علاقة متوترة مع تركيا لسنوات مضت. وأبرز تعليق جاء على لسان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، عندما رأى أنّ الإحتجاجات التي انطلقت من فرنسا وبدأت تتسع خارجها، كشفت "فشل أوروبا في امتحان الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات".

 تعليقات الصحف الإيطاليّة والألمانيّة

من جانبها، تابعت الصحافة الإيطاليّة عن كثب الأصداء التي تلت خطاب ماكرون، فقد تحدّثت صحيفة Corriere della Sera الإيطالية عن أنّ الوعود لإعادة بسط الهدوء في فرنسا كلّفت 10 مليارات دولار. ويأتي هذا الإهتمام الإيطالي لأنّ الطبقة الوسطى بدأت تعاني من الفقر أيضًا وتتطلع إلى مستقبلها بقلق. وهنا برز الناشط الشهير بيبيه غريو، معلنًا دعمه للسترات الصفراء.

لكنّ صحيفة Libero التابعة لليمين الإيطالي، فاعتبرت أنّ ما حصل السبت الماضي أظهر ما تبقّى من المصداقيّة السياسية لماكرون، معتبرةً أنّ ماكرون يتصرّف كأنّه بمملكة بعيدًا عن شعبه، وهو غير قادر على استيعاب الوضع الإقتصادي والإجتماعي في عصره.

أمّا من الجانب الألماني، فقد أشارت صحيفة "ديرشبيغل" إلى التواضع الذي أبرزه ماكرون، مشيرةً الى أنّ الرئيس الفرنسي يريدُ تصحيح صورته بأنّه "رئيس للأغنياء"، وأشارت الى أنّه تحدّث بلطافة غير مُعتادة. فيما رأت صحيفة "بيلد" أنّ ماكرون بذل جهودًا كافية لترطيب الأجواء في بلاده.
المصدر: بلومبرغ - لو موند - نيوزويك - ايكو - دايلي صباح
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك