Advertisement

عربي-دولي

النظام السوري أمام عرض جديد وبوادر تغيير تقلق طهران!

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem

|
Lebanon 24
21-12-2018 | 02:50
A-
A+
Doc-P-539390-636809792571087167.jpg
Doc-P-539390-636809792571087167.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ما الذي تبدل في المشهد السياسي العام للمنطقة لتتخذ واشنطن في هذا التوقيت بالذات قرار الانسحاب من سوريا، سيما وانه لم تحصل تبدلات جوهرية في أوضاعها التي ما زالت تترنح بين التعقيد وفك العقد، كما أن حبر تصاريح مسؤوليها عن أحد أهم أهداف تواجدها في سوريا هو "اخراج القوات الايرانية" لم يجف بعد؟!
Advertisement

للاجابة عن هذا السؤال، لا بد، ربما، من العودة الى عبارتين حملها موقف الرئيس الاميركي الاخير عقب اعلانه الانسحاب من سوريا، تختصر في مدلولاتها السياسية الاميركية للمرحلة المقبلة والتي جاء فيها: "روسيا وايران وسوريا وآخرون هم العدو المحلي للدولة الاسلامية. نحن نؤدي عملهم"  و"حان الوقت اخيرا لكي يقاتل الآخرون".

لاشك انها مرحلة جديدة تهمّ أميركا الدخول فيها بعدما خلق اعلانها عنها شكوكاَ  لدى موسكو، عبرت عنها المتحدثة باسم وزارة خارجيتها "ماريا زاخاروفا"، وهي التي تدرك ان تاريخ واشنطن يؤكد على انها لا تنسحب ابدا من مواقع سبق ان دخلتها "لا بل تبتكر حيلا ما للبقاء فيها " من هنا فان الخطوة الاميركية الجديدة في الساحة السورية ليست سوى مؤشراً واضحاً على تسليمها الميدان لسلاح الحلفاء على ان  تعود لارتداء القفازات مرخية ثقل مهمة المواجهة على حلفائها في اعادة هندسة طريق العودة الى سوريا ومواجهة اشواك ساحتها والتخلص منها، لتتفرغ واشنطن بدورها في هندسة الحديقة الخلفية لسياستها الداخلية والخارجية مع القوى اللاعبة والمؤثرة في المنطقة آخذة بعين الاعتبار تطويق اثار انسحابها من سوريا، مطمئنة في آن اسرائيل على أمنها.

وهنا يُفتح هلالين كبيرين عن السياسة الاميركية للمرحلة المقبلة خاصة في علاقتها مع النظام السوري والتي يبدو ان رائحة الضمانات بدأت تفوح منها، وكانت قد عبرت عنها تصريحات أخيرة لمسؤولين اميركيين ربطت فيها بقاء رأس النظام بشار الاسد بإحداث تغيير جوهري في نظامه. هذا التغيير لاشك انه محكوم بالسقف الروسي الذي مازال محافظا على حد معقول من التنسيق مع اللاعب الاميركي والذي ربما دقت ساعة رفع مستواه الى مرحلة التوافق على تسهيل مهمة عودة الحرارة بين الخطوط السورية وخطوط النظم العربية والتي كسر حاجز "الخجل" فيها الرئيس السوداني في زيارته الاخيرة لسوريا، اضف اليها ما تناقلته بعض المصادر الاعلامية عن مماطلة النظام السوري في توقيع اتفاق يقتضي بمنح قواعد عسكرية لايران في سوريا دائمة على غرار القواعد الروسية في اللاذقية وطرطوس. عدا عن ذلك التقارب التركي الاميركي الاخير وغض الطرف الاميركي عن الاستعدادات التركية لشن عملية عسكرية ضد المسلحين الاكراد في شرق الفرات التي تشكل مؤشر اضافي على ترك مهمة مضايقة اللاعب الايراني وتقويض وجوده في سوريا لقوى اخرى من الحلفاء وكل من استطاعت اليهم سبيلا. وربما هذا ما يفسر القلق الايراني الذي انعكس ازدواجية في التعاطي مع انقرة، فمن جهة حذرت خارجية طهران تركيا من القيام باي عملية داخل الاراضي السورية دون اذن الحكومة السورية، ومن جهة اخرى تسعى حاليا لالباس العلاقة الايرانية التركية ثوبا استراتيجيا خال من الشوائب. 

(ميرفت ملحم - محام بالاستئناف)                           
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك