Advertisement

عربي-دولي

سوريا وأكثر.. تركيا في ميزان الربح والخسارة بعد الانسحاب الاميركي

Lebanon 24
25-12-2018 | 17:30
A-
A+
Doc-P-540636-636813535240423692.jpg
Doc-P-540636-636813535240423692.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
بعد القرار الاميركي الأخير بالانسحاب من سوريا، تباينت آراء المابعين للشأن التركي حول مدى استفادة تركيا من هذا الإنسحاب، وما إذا سيوفّر لها أوراق قوة في مقابل الطرفين الروسي والإيراني الفاعلين في سوريا.
Advertisement

وتدفع تركيا بقوة من أجل الدخول إلى مناطق محاذية لحدودها في الشمال السوري لطرد منظمات مسلحة كردية تصنفها أنقرة "إرهابية"، وهي خطوة في حال حدوثها ستوفر لتركيا أوراقاً جديدة في سوريا لكنها محفوفة بمخاطر، حيث تفتح الباب لاحتمال خلق توترات مع روسيا وايران اللتان تملكان نفوذاً في الميدان.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن قبل أيام رسميا سحب قواته من سوريا، بعد ساعات من حديث مسؤولين أميركيين عن أن الولايات المتحدة "تبحث سحبا كاملا لقواتها من سوريا".

ايران والأسد.. أول المستفدين
ورأى المحلل السياسي والمختص في الشأن التركي علي باكير أن المستفيد الأكبر من الخطوة الأاميركية هو محور "الأسد وإيران وروسيا" لافتا إلى أن استقالة وزير الدفاع الأميركي جميس ماتيس تؤكد صحة هذا التقييم.

وقال باكير إن "الإيرانيين يمتلكون القدرة البشرية للسيطرة على الأرض، من خلال نظام الأسد ومجموعاتهم العابرة للحدود والتشكيلات التي يسيطرون عليها.
 في المقابل، تمتلك موسكو القوّة النارية الكبرى في سوريا، ومع انسحاب واشنطن ستمتلك الحرية الكاملة للتحرك عسكريا كما تشاء".

ورأى  أن انسحاب أميركا من المشهد "قد ينقل الصراع أيضا الى داخل محور تركيا إيران روسيا، بعدما كانت هذه الدول تحاول تحجيم التناقض الموجود بين أجنداتها المختلفة بالتصويب على الأجندة الأميركية". 

وأشار إلى أن طهران وموسكو "تمتلك حوافز قوية لتمكين الأسد من السيطرة التامة على كامل مساحة سوريا، ومع انسحاب الولايات المتّحدة طوعاً، سيصبح من الأسهل لهما الضغط على تركيا، بعد أنّ كان التركيز يطال الجانب الأميركي".
 
توسع رقعة النفوذ
في المقابل قال المحلل السياسي السوري أحمد كامل إننا سنشهد خلال الفترة المقبلة "تسابقا تركيا من جهة وروسيا إيرانيا ومن النظام من جهة أخرى على الفراغ الذي ستتركه أميركا خلفها شمال سوريا" لكنه أكد "أن تفاهمات أنقرة مع واشنطن ستمنحها الأفضلية لشغل تلك المنطقة.

وقال كامل إن "تركيا ستحصل على أوراق قوة متعددة بسوريا بعد رحيل ألاميركيين أبرزها التخلص من كيانات إرهابية مرتبطة بمشروع كردي تركي انفصالي وهو حزب العمال الكردستاني يشكل تهديدا لأمنها فضلا عن السيطرة على مساحات كبيرة جديدة تضاف لمناطق المعارضة".

وأشار إلى أن "توسع رقعة المناطق التي تشرف عليها تركيا وتسلمها للمعارضة والجيش الحر الذي أشرفت على تدريبه سيمنحها قوة في أي مباحثات مقبلة للحل بسوريا ويوفر مساحة كبيرة لشروطها على الطاولة بشأن المعارضة"، بحسب "عربي 21".

وأضاف كامل: "في حال سيطرة تركيا على المناطق التي ستغادرها أميركا وانتزاعها من يد الوحدات الكردية فنحن نتحدث عن مساحة تقارب 13 ألف كيلومتر مربع تشمل كامل إدلب وأجزاء من حماة وحمص ونصف حلب وجزءا من اللاذقية".
 
وأكد أن التنسيق الاميركي التركي يظهر أن الأخير في "موقع قوة" مشددا على أن "المعارضة السورية بالمقابل مع تخليص مناطقها من الفصائل الكردية الانفصالية والروس والإيرانيين وتوسيع مساحة المناطق الخارجة عن سيطرة النظام".

ولفت كامل إلى أن هناك 30 ألف مقاتل من الجيش الحر الذي قامت تركيا بتدريبه وإعداده طيلة الفترة الماضية وهذه التشكيلات بالتأكيد نقطة قوة مشتركة لتركيا وللمعارضة السورية بالمجمل في ظل اختلال موازين القوى ومشاركة دول عظمى في الملف السوري وما لحق بالسوريين من مجازر وتشريد خلال السنوات الماضية.
 
حليف معقول
من جانبه قال الباحث والمختص بالشأن التركي معين نعيم إن الاميركيين "وبسبب حسابات دبلوماسية واقتصادية فضلوا الانسحاب الآن لصالح حليف معقول في سوريا".

وأوضح أن الوحدات الانفصالية شمال سوريا لم يكن بمقدورها "وضع حد للقوة التركية في الميدان بعد تدريب عشرات الآلاف من عناصر الجيش الحر وتجهيزهم لتسلم تلك المناطق".

وأضاف: "الولايات المتحدة لا تريد الانسحاب بشكل سريع بدون توافق يفتح الساحة لقوى وأطراف غير محسوبة النتائج مثل داعش ومجموعات مسلحة لا يمكن ضبطها وبالتالي كان الأفضل تسليم ذلك الملف لتركيا وما يوفره لها من أفضلية على الطاولة أمام الروس والإيرانيين".

ورأى أن الحضور التركي "سيتعزز في الملف السوري وسيكون لديها أوراق قوية بشأن المناطق الخارجة عن سيطرة النظام عبر قوات المعارضة التي دربتها وشاركت في عمليات سابقة مثل درع الفرات وغصن الزيتون بمدينة عفرين".

وقال نعيم إن التوافقات الاميركية التركية "ستتعدى الملف السوري أمام الإيرانيين أيضا إلى شمال العراق بعد حديث عن إنهاء غرفة العمليات المشتركة مع فصائل تابعة لحزب العمال الكردستاني شمالي العراق"، بحسب "عربي 21".

وأشار إلى أن تركيا "ستملك ورقة قوة داخلية سورية ودولية بشأن المعارضة عبر حمل مطالبها في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام والتي تنادي بوحدة الأراضي السورية ولا تطلب الانفصال وهي مطالب مشروعة ومنطقية وقانونية ومقبولة دوليا".
المصدر: عربي 21
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك