Advertisement

عربي-دولي

اندفاعة أميركية بوجه إيران وتركيا تطاول سوريا ودول الجوار

مصباح العلي Misbah Al Ali

|
Lebanon 24
11-01-2019 | 04:30
A-
A+
Doc-P-545234-636828023736792425.jpg
Doc-P-545234-636828023736792425.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
على الرغم الانطباع الذي اعطاه اتصال الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظيره التركي رجب طيب أردوغان بأن بلاده تخلي المسرح لصالح تركيا عبر انسحابها العسكري من شرق الفرات، ما دفع بتركيا نحو التقاط الفرصة لتعيد حضورها ونفوذها الفاعل عبر مسك العصا السورية ما بين اميركا عبر الحلول مكان الوجود الاميركي في مناطق داعش من جهة كما الاتفاق مع روسيا حيال السيطرة على ادلب، عاصمة جبهة النصرة، دون تدخل عسكري من الجهة الاخرى .
Advertisement

أيضاً، ورغم الشعور بالزهو الذي أبدته ايران كونها حققت نصراً كاملاً إقليمياً من البوابة السورية، فالانسحاب الاميركي كان من المفترض ان يكرس دور ايران المؤثر على مساحة العالم العربي ويعطي دفعا لطموحاتها التوسعية على دول الجوار حتى شواطىء البحر الابيض المتوسط .  

غير ان اميركا خذلت السلطان الجديد كما حكم "الملالي" على حد سواء إذ بدأت تظهر ملامح تفاهم روسي – أميركي لتقاسم النفوذ كما الثروات الطبيعية، فالانسحاب الاميركي من سوريا يندرج في اطار عملية تظهير فعلي للاتفاق المذكور يأخذ طابع التمهيد الاولي للضغط على ايران لسحب المليشيات الشيعية المسلحة بعد النجاح في القضاء على داعش والنصرة كما كبح جماح تركيا في الشمال السوري عن طريق منعها من نشر قواتها في مناطق الاكراد .

في هذا الاطار، سجلت الاسبوع المنصرم اندفاعة أميركية نحو المنطقة عبر ثلاثي الصقر الاميركي، ديبلوماسياً وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الامن القومي جون بولتون بالاضافة الى المكلف بالملف السوري السفير جيمس جفري، أسفرت عن خلاصة غير مرضية للطرفين الايراني والتركي .

فالوزير بومبيو وخلال جولته على مصر والاردن عمل على نقطتين: الاولى تتعلق بتقويض النفوذ الايراني على العالم العربي، والثانية وربما الاهم التحضير لقيام حلف الناتو العربي والذي يضم دول الخليج بالإضافة الى مصر وسوريا والذي يتزامن مع عودة سوريا الى الحضن العربي، فالرؤية الاميركية تقضي بنزع ايران من الورقة السورية عبر زيادة العقوبات والمراهنة عليها بإحداث اضطرابات تجبر ايران على الانكفاء لمعالجة ازماتها الداخلية .

في نفس السياق، استكمل جون بولتون ترتيب ملفه المتكامل حيال التعامل الاميركي مع سوريا والمتعلق بعدم التخلي عن التحالف مع المجموعات الكردية واعطائها ضمانات فعلية بمنع التدخل التركي، ما دفع بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان لعدم استقباله على اعتبار بان تركيا تنظر للمجموعات الكردية في سوريا على انها منظمات ارهابية وهي اوقفت الحملة العسكرية على منبج للقضاء عليها عقب الاعلان الاميركي الانسحاب من سوريا .

أبعد من ذلك، تمتعض أنقرة من رعاية روسيا للمفاوضات الجارية بين الاكراد والنظام السوري والتي أحرزت تقدما بارزا في الاونة الاخيرة، وأكثر ما يثير التوجس التركي هو الاشراف الروسي المباشر لوحدات الجيش السوري على الحدود الشمالية ما يعتبر منع  تركيا من الامساك بمصير الشمال السوري خلفا للانسحاب الاميركي .

الملفت هو اجتماع السفير جيمس جيفري مع الهيئة العليا للمفاوضات في الرياض، فوفق مصدر معارض لـ "لبنان 24" تقصد المشرف الاميركي على الملف السوري توقيت اجتماعه مع وصول جون بولتون الى تركيا محملا بخرائط تحدد مناطق انتشار الاكراد حيث على الجيش التركي الاقتراب منها، الامر الذي اصاب اردوغان بالغضب الشديد زاد منه التفاهم مع روسيا وإدخال نظام الاسد في عمق التفاهم حول مصير شمال وشرق سوريا .

كما كشف المصدر المذكور نقلا عن جيفري بأن واشنطن مصرة على موقفها بضرورة سحب المليشيات الشيعية فورا من سوريا بالإضافة الى وقف ايران تدخلاتها في الشؤون الداخلية لدول الجوار وتحديدا سوريا والعراق وتاليا لبنان والاراضي المحتلة، يضاف اليها قرارها بالانسحاب العسكري على مراحل مع الاحتفاظ بقاعدة التنف والتنسيق مع الجانب الاردني على مصير الجنوب السوري حيث تتمركز الميلشيات الشيعية بشكل أساسي.
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك