Advertisement

خاص

مراعاة روسية للجنوب والشمال.. ماذا عن الحدود السورية– العراقية؟

هتاف دهام - Hitaf Daham

|
Lebanon 24
01-02-2019 | 11:00
A-
A+
Doc-P-552185-636846330709476256.jpg
Doc-P-552185-636846330709476256.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
من المقرر أن يصوّت مجلس الشيوخ الأميركي الأسبوع المقبل على تعديل مشروع القانون المتعلق بسياسة واشنطن في منطقة الشرق الأوسط، بنسخته الكاملة والذي من شأنه عرقلة خطط الرئيس دونالد ترامب بشأن سحب قوات بلاده من سوريا وأفغانستان. وهذا التحرك لمجلس الشيوخ هو الثاني من نوعه خلال شهرين ضد سياسة ترامب الخارجية.
Advertisement

ومع ذلك، فإن الرئيس ترامب يبدي عدم رضاه عن التدخل العسكري في أفغانستان، وقراره خروج الجنود الأميركيين من المنطقة هو قرار استراتيجي، سيتحقق قبل انتهاء ولايته، فإدارة ترامب تلتقي نوعاً ما مع توجه الرئيس السابق باراك أوباما، انطلاقا من نظرية لماذا ندافع عن شعوب المنطقة ونموت من أجلهم، والتي أكدها ترامب عندما قال "حان الوقت ليقاتل آخرون" في الشرق الاوسط
".

 

لا شك أن قرار الانسحاب الاميركي أثار هلع حلفاء واشنطن في الإقليم، غير أن ترامب لجأ في المقابل إلى اعتماد سياسات من شأنها تقويض النفوذ الإيراني في المنطقة من خلال:

1-خوض معركة اقتصادية ضد ايران عبر عنها كل من ترامب ووزير الخارجية مايك بومبيو ووكيل السياسة الخارجية ديفيد هيل، وتتمثل بتشديد الضغوطات الاقتصادية والتجارية على طهران والحد من تمددها ونفوذها في المنطقة لاعتقاده أن تأثير القيود الاميركية لن يتوقف فقط على إيران، انما سيصيب كل حلفائها الذين سيعانون من شح في الدعم المالي والعسكري، علما أن 40 عاما من العقوبات لم تقف، بحسب مصادر ايرانية لـ"لبنان24"، عائقاً أمام التوسع الايراني في المنطقة.

 

2-مؤتمر وارسو الذي انطوت التحضيرات له بداية تحت عنوان الدور الإيراني في المنطقة، علماً أنه فشل قبل أن يعقد. فتوعد طهران باتخاذ خطوات ضد وارسو ردا على التجمع الدبلوماسي الذي وصفه الوزير محمد جواد ظريف بـ" العمل العدائي" دفع عدداً من الدول الاوروبية إلى الاعتذار عن الحضور، بالتوازي  مع اعتبار روسيا المؤتمر بمثابة خلق شروط مسبقة لإفشال نهائي لخطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني، وإيفاد بولندا مساعد وزير خارجيتها للقاء المسؤولين الايرانيين وإعلانه في ختامها أن المؤتمر ليس موجها ضد ايران، إنما تحت عنوان الأمن في الشرق الاوسط، أحبط المخططات الترامبية.

 

3-الاتفاق النووي الذي يشكل محل افتراق أميركي – أوروبي، فترامب سارع في اليومين الماضي إلى تهديد كل من يشارك فى أنشطة خاضعة للعقوبات مع إيران بعواقب وخيمة في محاولة سحب أو جر الأوروبيين إلى  جانب الموقف الأميركي والإسرائيلي من بوابة ما يسمى دور إيران في المنطقة، وتأكيده أن الآلية الأوروبية الجديدة لتسهيل التجارة مع إيران دون استخدام الدولار لن تؤثر على حملة واشنطن لممارسة أقصى ضغط اقتصادي على طهران.

 

وسط هذا المشهد، تواصل إسرائيل تهديداتها بضرب مقرات عسكرية لايران وحزب الله في سوريا، انطلاقاً من أنها وجدت نفسها محكمة بطوق استراتيجي ( غزة – الجولان السوري- جنوب لبنان). وإذا كان العدو جهد ولا يزال لمنع أن يتحول الجولان إلى قاعدة جديدة للعمل المقاوم ضده، فإن خطوات عديدة مطروحة عنده بما فيها الحرب لكن هناك محاذير تردعه من ذلك؛  فاسرائيل ليست واثقة ان نتائج الحرب ستكون محسومة عسكريا لها، لا سيما أن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أكد في مقابلته الاخيرة أن أي عملية واسعة يشنها العدو سنتعامل معها على أنها حرب، وان المقاومة وكل محورها جاهزون للرد في حال حصول أي عدوان".

 

وعليه، لا ريب أن اسرائيل التي لم تقدم على أي عمل عسكري خلال السنوات الماضية من عمر الأزمة السورية، علما أن حزب الله كان منشغلا بمحاربة الارهاب، تهدد وترفع الصوت اليوم لتحقيق جملة مطالب، لعل أبرزها، بحسب مصادر دبلوماسية، أن يراعي الحل السياسي السوري مصالحها، فترامب سيخرج من المنطقة لصالح روسيا التي عليها أن تأخذ بعين الاعتبار ثلاثة امور:

 

-إسرائيل في ملف الجنوب السوري

 

-تركيا في الشمال وإيران و"حزب الله"

 

-إيران و"حزب الله

 

لذلك فقد فرضت موسكو خطوطاً حمراء لا يمكن لتل أبيب أن تتجاوزها في طيرانها وقصفها، بدليل أن كل الضربات الاسرائيلية لم تستهدف على الاطلاق، بحسب المصادر نفسها، مواقع لحزب الله وايران في سوريا، على رغم  كل ما يشاع.

 

أما في ما يتصل بإيران وحزب الله فلأن مجرد بقاء الرئيس بشار الاسد على رأس السلطة يعني بقاء سوريا ضمن محور المقاومة الذي يتجه إلى تطوير التعاون والاقتصادي والتجاري وتعزيزه من بوابة إعادة الاعمار.

 

وفي هذا السياق، تشدد المصادر على أن التباين الايراني-الروسي، لا يفسد الاتفاق الاستراتيجي، بدليل أن لقاءات استانا لا تحل أي ملف إلا وفق مصالح الدول الثلاثة المشاركة (أنقرة - طهران- موسكو).  لتبقى الحدود السورية العراقية بعيدة عن الحسم حتى الساعة من منطلق أن المصلحة الأميركية تكمن في منع إيران من الاستفادة منها.

المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك