Advertisement

عربي-دولي

الإرهاب إرهاب... لا دين له أينما كان!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
16-03-2019 | 06:30
A-
A+
Doc-P-566592-636883232548740313.jpg
Doc-P-566592-636883232548740313.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
صحا العالم صباح أمس على حادث الاعتداء الوحشي الذي طال المصلين في مسجدين في نيوزيلندا، في الوقت الذي لم يكن حبر الوثيقة التاريخية التي وقعها كل من البابا فرنسيس وشيخ الأزهر الدكتور أحد الطيب قد جفّ بعد، والتي جاء فيها  أن الإرهاب البغيض الذي يهدد أمن الناس، سواء في الشرق أو الغرب،  وفي الشمال والجنوب، ويلاحقهم بالفزع والرعب وترقب الأسوأ، ليس نتاجا للدين - حتى وإن رفع الإرهابيون لافتاته ولبسوا شاراته - بل هو نتيجة لتراكمات المفاهيم الخاطئة لنصوص الأديان وسياسات الجوع والفقروالظلم والبطش والتعالي؛ لذا يجب وقف دعم الحركات الإرهابية بالمال أو بالسلاح أو التخطيط أو التبرير، أو بتوفير الغطاء الإعلامي لها، واعتبار ذلك من الجرائم الدولية التي تهدد الأمن والسلم العالميين، ويجب إدانة ذلك التطرف بكل أشكاله وصوره".
Advertisement

 ما حصل بالأمس ليس حادثاً عابراً، فهو جزء من مشهد الإرهاب والتطرف في العالم، وهذه المرة يأتي من مكان غير متوقع، ما يدل إلى أن الإرهاب لا دين محدّدًا له ولا لغة معينة أو جنس أو عرق أو لون. 

الإرهاب إرهاب، أيًّا كان منفذوه، وهو لا يعترف بأي دين أو شريعة أو مبادىء أو أخلاق، فهو أستهدف بالأمس مسلمين أبرياء كانوا يؤدون صلاة الجمعة، كما أستهدفت بعض الكنائس في مصر، وما كان يقوم به تنظيم "داعش" من مجازر في حق الإنسانية من دون تمييز بين دين وآخر.

وهذا ما كانت حذرت منه وثيقة أبو ظبي التاريخية، وقد جاء فيها "أن أهم أسباب أزمة العالم اليوم يعود إلى تغييب الضمير الإنساني وإقصاء الأخلاق الدينية، وكذلك استدعاء النزعة الفردية والفلسفات المادية، التي تؤله الإنسان، وتضع القيم المادية الدنيوية موضع المبادئ العليا والمتسامية، وإن كنا نقدر الجوانب الإيجابية التي حققتها حضارتنا الحديثة في مجال العلم والتقنية والطب والصناعة والرفاهية، وبخاصة في الدول المتقدمة، فإنا - مع ذلك - نسجل أن هذه القفزات التاريخية الكبرى والمحمودة تراجعت معها الأخلاق الضابطة للتصرفات الدولية، وتراجعت القيم الروحية والشعور بالمسؤولية؛ مما أسهم في نشر شعور عام بالإحباط والعزلة واليأس، ودفع الكثيرين إلى الانخراط إما في دوامة التطرف الإلحادي واللاديني، وإما في دوامة التطرف الديني والتشدد والتعصب الأعمى، كما دفع البعض إلى تبني أشكال من الإدمان والتدمير الذاتي والجماعي.

وأضافت الوثيقة: "إن التاريخ يؤكد أن التطرف الديني والقومي والتعصب قد أثمر في العالم، سواء في الغرب أو الشرق، ما يمكن أن نطلق عليه بوادر "حرب عالمية ثالثة على أجزاء"، بدأت تكشف عن وجهها القبيح في كثير من الأماكن، وعن أوضاع مأساوية لا يعرف - على وجه الدقة - عدد من خلفتهم من قتلى وأرامل وثكالى وأيتام، وهناك أماكن أخرى يجري إعدادها لمزيد من الانفجار وتكديس السلاح وجلب الذخائر، في وضع عالمي تسيطر عليه الضبابية وخيبة الأمل والخوف من المستقبل، وتتحكم فيه المصالح المادية. 

فالإرهاب جاء هذه المرة من اليمين الغربي المتطرف، وهو وجه آخر للإرهاب القائم على فكرة التدين المغلوط، إذ أن التدين هو غير الدين. فالتدين مظاهر وبهرجات وتقاليد وممارسات بالية، فيما الدين بمفهومه التسامحي يقوم على المحبة والخير. التدين الزائف يحمل في مفاهيمه الخاطئة لإصول الدين الحقيقية عقدا متوارثة عبر القرون، ترتب عليه خطاب ديني متناقض، ووجدت فيه تيارات الظلام ضالتها نحو تبرير إجرامها. ولذلك رأينا قادة العالم، مسيحيين ومسلمين، أجمعوا على تقبيح هذا الإجرام غير المبرر القائم على مفاهيم خاطئة للدين، ومن بين هؤلاء اليمين المتطرف، الذي يوازي بإجرامه "داعش" وأخواتها، وعليه يجب التعامل مع هذا التطرف الغربي المبني على الكراهية، باعتباره ظاهرة مركبة ومعقدة، تسللت إلى عقول ونفوس بعض الذين أعمى التعصب عقولهم وقلوبهم.

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك