دخلت حرب اليمن عامها الرابع قبل أن تتحول لاحقاً الى عملية "إعادة الأمل"، وذلك على وقع التطورات الميدانية وعمليات الكر والفر بين القوى المتصارعة من دون تحقيق أي هدف واضح لأي طرف، في وقت لا تزال مختلف الجبهات مشتعلة.
وتزامن دخول الحرب على اليمن عامها الرابع وإعلان بعض الدول وقف مشاركتها في التحالف العسكري، حيث توصّلت السلطة المعترف بها دولياً والحوثيين خلال مفاوضات السويد في كانون الأول إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في مدينة الحديدة الاستراتيجية المطلة على البحر الاحمر، وذلك بعد أسابيع من نجاح قوات الحكومة في دخولها لأول مرة، الأمر الذي دفع بالخبراء "للقول ان هذه المحادثات هي أفصل فرصة لوضع اليمن على طريق السلام"، الذي يبدو أنه لا يزال بعيداً في ظل التعثر الحاصل في تنفيذ الإتفاقات والتفاهمات التي يتم التوصل اليها، لكن من دون أن تتم ترجمتها على أرض الواقع.
وأثار الاتفاق آمالا لدى اليمنيين بالتوصّل إلى اتفاق سلام شامل في وقت قصير، لكن الطرفين لم يحترما اتفاق الهدنة في الحديدة، ولم يتبادلا الاسرى، ورفضا الانسحاب من المدينة الساحليّة بعدما تبادلا الاتهامات بخرق التفاهمات، لكن المحلّلة في "مجموعة الأزمات الدولية" إليزابيث ديكنسون أشارت الى أن الاتفاق يواجه "تأجيلا وعقبات وتراجعا وتطبيقه على الأرض "لم يكن سهلا أو سريعا، إلا انه لم يمت بعد".
وأوقعت الحرب في اليمن حوالى 10 آلاف قتيل منذ بدء عمليات التحالف في 26 آذار 2015، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، في حين تقول منظمات حقوقية مستقلة إن عدد القتلى الفعلي قد يبلغ خمسة أضعاف ذلك.
وتسبب النزاع بأسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب الامم المتحدة، التي تقول ان نحو 22 مليون يمني في وضع صعب إذ يحتاجون إلى مساعدة غذائية، وبينهم حوالى 14 مليونا نصفهم من الأطفال يواجهون خطر المجاعة، وتفشى وباء الكوليرا في البلاد مؤديا إلى وفاة أكثر من 2500 شخص منذ نيسان 2017. وتم الإبلاغ عن الاشتباه بنحو 1,2 مليون حالة إصابة، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وقالت رئيسة مجلس حقوق الإنسان في الامم المتحدة ميشيل باشليه لوكالة الصحافة الفرنسية إن قتل وإصابة الأطفال في اليمن مستمر بوتيرة مقلقة رغم اتفاق الهدنة في الحديدة. وأوضحت أنّه "منذ اتفاق ستوكهولم في 13 كانون الأول لا يزال ثمانية أطفال يقتلون أو يصابون في اليمن يوميا".