Advertisement

عربي-دولي

بعد هجرة 8 سنوات: النازحون السوريون غير متحمسين للعودة.. وهذا ما ينتظرهم

Lebanon 24
07-04-2019 | 07:00
A-
A+
Doc-P-574303-636902365142308129.jpg
Doc-P-574303-636902365142308129.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أن اللاجئين السوريين في الأردن بدأوا يعودون لبلادهم بأعداد قليلة منذ إعادة الأردن فتح معبر جابر الحدودي مع سوريا في تشرين الأول الماضي.

وقال مراسل المجلة ميكا سبانغلر في تقرير من المعبر إنه شاهد بضع عشرات من أسر اللاجئين السوريين الذين كانوا يعيشون بالعاصمة عمّان ومخيمي الزعتري وأزرق للاجئين بالمملكة وهم يكملون بعض المعاملات المتعلقة بعودتهم مع فريق من المفوضية الأممية السامية للاجئين بمعبر جابر.
Advertisement

ويشير سبانغلر لقدوم تلك الأسر من عمان ومن مخيمي الزعتري والأزرق للاجئين، حيث أقاموا منذ اندلاع الحرب في سوريا حينما اضطروا لمغادرة بيوتهم.

وحسب كاتب المقال، هؤلاء النازحون محظوظون لأنهم نجوا من حرب قضت على أكثر من نصف مليون شخص، منذ نشوب القتال في 15 آذار قبل 8 سنوات.

آمال
ويلفت سبانغلر إلى جهود بذلتها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR ، طيلة ثماني سنوات، عبر العمل مع الحكومتين الأميركية والأردنية، للمساعدة على إبقاء الأمل حياً في نفوس ضحايا هذه المأساة الكبرى. وعن طريق توفير المأوى والرعاية الطبية والغذاء والدعم المالي، وأشياء أخرى، أمنت الأمم المتحدة وعمَّان سلامة لاجئين سوريين، لحين تمكنهم من العودة إلى وطنهم.

خيار صعب
وبنظر غرباء، قد يبدو قرار العودة إلى سوريا، أمراً شديد الصعوبة – ولربما خياراً مستحيلاً. ولكنه خيار ترك للسوريين أنفسهم، وبات بعضهم مستعداً لاتخاذ تلك الفرص.

وقبل بضعة أشهر وحسب، لم يكن متاحاً أمامهم هذا الخيار، لكن في نهاية 2018، أعلن الأردن عن إعادة فتحه معبراً وحيداً مع جارته إلى الشمال، سوريا. وبعد إغلاقه منذ عام 2015، سمحت إعادة افتتاح المعبر لتدفق أشخاص وسلع بين البلدين، ومعهم عودة إحساس بحياة طبيعية إلى نقطة عبور شهدت اضطرابات شديدة.

ومنذ إعادة افتتاح معبر جابر، قرر حوالي 15,000 شخص، نسبة صغيرة جداً من بين 600,000 لاجئ مسجلين لدى UNHCR في الأردن، الاستفادة من هذا التطور، ومعرفة أي نوع من الحياة ينتظرهم عند الجانب الآخر للحدود.

تفاؤل حذر
وعند زيارته إلى معبر جابر في الشهر الماضي، برفقة أول وفد أميركي يجري جولة في المكان مند إعادة فتح الحدود، لمس كاتب المقال تفاؤلاً حذراً لدى حوالي 100 شخص وصلوا إلى مسافة خطوات عن موقع صراع أجبر قرابة 5 ملايين سوري، على البحث عن الأمان في الأردن ولبنان وتركيا، ومناطق أخرى.

وعند نقطة العبور، اصطفت مجموعة من الرجال أمام مكتب خصص لأجلهم، ممسكين بوثائق لجوء صادرة عن UNHCR تعطي صفة لإقامتهم هناك. وخارج المكان، بقيت أسرهم بانتظارهم داخل 3  حافلات بيضاء.

وجوه باسمة
وشاهد كاتب المقال، من خلف نوافذ الحافلات، أطفالاً سعداء، تحدث بعضهم بإنكليزية مكسرَّة، وتواصل آخرون بواسطة مترجم.

من بين هؤلاء صبي عرَّف عن نفسه باسم حمزه، وقال إنه في السابعة، وأنه خرج من سوريا مع عائلته، عندما كان رضيعاً.

وفيما انشغل الكاتب بالحديث إلى حمزة، شاهد طفلة أصغر منه تقترب من الوفد الأميركي وتمد يدها لمصافحتهم قائلة: "مرحباً أميركا".

وسرعان ما عاد الرجال من المركز الحدودي وعبّروا عن أملهم بالعودة أخيراً إلى حياة طبيعية، وكرروا شكرهم للأمم المتحدة وللأردن لاحتوائهم. وفيما أمعن أولئك الرجال التفكير في مدى قصر مسافة رحلة استغرق تحقيقها سنوات، رحب بهم مسؤول بالعربية بكلمات تعزز لديهم الثقة والأمل.

ويختم الكاتب بالإشارة لعدم اليقين من طبيعة الحياة التي تنتظر أولئك السوريين العائدين، ومن سيتبعهم. إذ فيما دعت الحكومة السورية مواطنيها للعودة، فإن جذور الصراع لم تحل بعد.

ورغم هزيمة داعش في الميدان، فهو لم يدمر تماماً. ولهذه الأسباب، وسواها، يرجح أن يواصل معظم السوريين الذين هربوا جنوباً نحو الأردن حياتهم هناك في المستقبل المنظور، وخاصة بسبب مخاوفهم بشأن فرص اقتصادية بقيت لهم في بلد نكب بحرب مدمرة.
المصدر: 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك