Advertisement

خاص

إيران.. بين شروط ترامب والحرب الاقتصادية

هتاف دهام - Hitaf Daham

|
Lebanon 24
24-04-2019 | 06:00
A-
A+
Doc-P-580519-636917012074823702.jpg
Doc-P-580519-636917012074823702.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لم تفاجأ إيران بالقرارات الأميركية الأخيرة المتصلة بتصنيف الحرس الثوري إرهابيا وعدم رفع الولايات المتحدة الإعفاءات من بعض الدول المستوردة لنفطها. فهي ترى أن إجراءات الرئيس دونالد ترامب تندرج في إطار سياسة ممارسة الحد الأقصى من الضغط عليها، فالقرار كما بات معروفاً يهدف الى الوصول بصادرات طهران النفطية إلى صفر صادرات.
Advertisement

قد تكون العقوبات الاقتصادية على ايران، بحسب مصادر مطلعة على الموقف الأميركي لـ"لبنان24" الطريقة الأسهل عند واشنطن لمحاربتها والتصدي لها، خصوصا وأنها ستستفيد من عدم تجديد الإعفاءات الممنوحة لبعض الدول، لانها باتت أكبر منتج للنفط الخام في العالم، بالتوازي مع ارتفاع أسعار النفط لأعلى مستوى من 45 الى 70 دولار مدفوعة بتخفيضات الإنتاج الحالية التي تطبقها أوبك والعقوبات الأمريكية على إيران وفنزويلا، هذا فضلاً عن ان روسيا، وفق المصادر عينها ستستفيد لأنها تنتج 10 مليون برميل ونصف من النفط يومياً، كذلك الحال مع المملكة السعودية فبعض التقديرات تشير الى ان متوسط إنتاج المملكة من النفط نحو 10 مليون برميل يوميا هذا العام، وبامكان هذه الدول تزويد أسواق النفط العالمية بما يكفي فضلا عن الإمارات.

لا ريب ان تشديد الإدارة الاميركية الضغوطات على ايران بأشكالها المختلفة من دون تهاون، يهدف بحسب المصادر عينها، الى دفعها نحو مفاوضات وفق أسس جديدة لا تستند إلى ركائز الاتفاق النووي الموقع في جنيف العام 2013، لان مفاوضات إدارة الرئيس السابق باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري هدفت إلى استمالة ايران الى اتفاق نووي بموازاة غض النظر عن دورها في سوريا وتمددها في العراق. في حين ان سياسة ترامب تقوم راهنا على ربط البرنامج النووي ببرنامج الصواريخ البالستية ودور ايران في المنطقة ضمن One package. وبالتالي فإن الإدارة الاميركية تريد الزام ايران ضوابط جديدة للحد من برنامجها في مجال الصواريخ الباليستية، فضلاً عن منعها من التدخل في الإقليم وتمويلها حزب الله والحركات المقاومة الأخرى في حين أن خروجها من سوريا أمر مسلم به أميركيا ومرحب به روسيا وغير قابل للمساومة، يقول زوار واشنطن المطلعون على سياستها.

ومع ذلك، فإن ايران، وفق مصادرها لـ"لبنان24" ستواصل إنتهاج سياسة "الصبر الاستراتيجي" و "المقاومة" إزاء الضغوطات وستضبط مواقفها على ايقاع منسوب إجراءات إدارة واشنطن، وستحجم عن إتخاذ إجراءات قد تستغل، إلا إذا لجأت الأخيرة إلى تصعيد الصراع ورفعه من مستواه الحالي إلى مستوى أكثر تعقيدا، معتقدة ان طهران سوف تلتف على العقوبات للحفاظ على الحد الأدنى من تصدير النفط لحماية الاقتصاد.

وليس بعيدا، فإن إيران، بعد تصنيف الحرس الثوري إرهابيا، لجأت إلى سياسة "الرد بالمثل بما يتناسب مع الإجراءات الأميركية، لجهة مصادقة أعضاء مجلس الشوري الاسلامي على قرار وضع القيادة المركزية الاميركية المعروفة اختصارا بـ"سنتكوم" والقوات التابعة لها في غرب اسيا ضمن لائحة القوات الإرهابية"، مع استبعاد المصادر  الإيرانية عينها، أن تقدم القوات العسكرية الأميركية في المنطقة على أي عمل عسكري ضد قوات الحرس لا سيما أن وكالة الإستخبارات المركزية ووزارة الدفاع الاميركية، كانتا تعارضان هذا القرار. وترى المصادر الإيرانية، في استهداف ادارة  ترامب، الحرس الثوري إحدى المؤسسات القوية في الجمهورية الاسلامية، محاولة لتقويض هذه المؤسسة وبالتالي تقويض ايران واضعافها سياسياً واقتصاديا، معتبرة أن السياسة الترامبية باتت تهدد الأمن العالمي بخلقها أعرافاً وقوانين جديدة.

فهل ستصمد ايران؟
تراهن الجمهورية الإسلامية في الوقت الراهن على فكرة عزل ترامب من قبل الديمقراطيين وعدم انتخابه في العام 2020 لولاية ثانية، من منطلق ان بعض الديمقراطيين يدعون للعودة إلى الاتفاق النووي، بمعزل عن أن تعويلها على الديمقراطيين قد يشبه التعويل على الاتحاد الاوروبي، تؤكد المصادر المطلعة على الموقف الاميركي، فبالنسبة الى المصادر، لن تحتمل ايران الحصار الاقتصادي الذي يتشدد سنة تلو الأخرى، وسوف تدخل مجدداً في مفاوضات جديدة مع ترامب خصوصاً وأن القنوات مفتوحة عبر سلطنة عمان التي تربطها علاقات جيدة مع الولايات المتحدة على وجه التحديد، حيث وقعت وزارتا دفاع البلدين اتفاقية استراتيجية للموانئ، ستمنح الجيش الأميركي تسهيلات أكبر، كما ستحد من الحاجة لإرسال السفن عبر مضيق هرمز الذي يفصل بين إيران وسلطنة عمان، ويربط الخليج العربي بخليج عُمان وبحر العرب.

وإذا كانت الحرب الاقتصادية الأميركية المستعرة على إيران وسوريا ولبنان، قد تدفع طهران الى إغلاق مضيق هرمز إذا تم منعها من استخدامه كما هددت بالأمس، فإن الأكيد وفق المصادر المتابعة أن الوقائع الراهنة لن تنتهي حربا عسكرية.

المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك