Advertisement

خاص

ادلب .. بين المعركة العسكرية وسياسة القضم التدريجي

هتاف دهام - Hitaf Daham

|
Lebanon 24
12-05-2019 | 11:00
A-
A+
Doc-P-586576-636932680376258404.jpg
Doc-P-586576-636932680376258404.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

يبدو أن السباق بين الحل السياسي واستعدادات النظام السوري للهجوم على إدلب سوف ينتهي لصالح الاحتمال العسكري، بعدما أعطت سوريا وروسيا الوقت الكافي لتركيا للسير باتفاق "سوتشي" لجهة ضرورة مضاعفة الجهود لتطبيق اتفاق إدلب، الذي يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح في المحافظة بعرض يتراوح ما بين 15 إلى 20 كيلومترا على طول خط التماس، وإخراج أنقرة لجميع الفصائل المسلحة ونزع الأسلحة الثقيلة من دبابات وصواريخ التي هي في حوزة تلك الجماعات، على أن تراقب وحدات من الشرطة الروسية والتركية المنطقة المنزوعة السلاح، فضلاً عن انسحاب جميع الفصائل المسلحة بما فيها هيئة "تحرير الشام".

Advertisement

ومما لا شك فيه، بحسب المعنيين في سوريا، أن الصبر السوري– الروسي قد نفذ. فالرئيس فلاديمير بوتين لم يعد يستبعد إمكانية عملية عسكرية ضد الإرهابيين في منطقة خفض التصعيد في إدلب، وان كان لا يرتأي شن عملية كبيرة الآن لأسباب إنسانية، عطفا على تأكيد مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، أن بلاده عازمة على استعادة إدلب في الوقت الذي تراه مناسبا، شاء من شاء، ولن تسمح بتحويل المدينة لمعقل للإرهابيين.

وعليه، فإن ضربات الجيش السوري على إدلب بدعم روسي تعني أن الأمور وصلت الى مرحلة الحسم. فمرحلة الجمود السياسي انتهت عند النظام السوري بعدما اعطى الأخير حلفاءه وقتا طويلاً للتفاهم مع تركيا واختبار جديتها في رفع الغطاء عن المجموعات المسلحة، في حين أن أنقرة فشلت في تنفيذ التزاماتها، يقول النائب في البرلمان السوري أحمد مرعي.

وعلى رغم ذلك، فإن النظام السوري يتجه، بحسب مرعي، إلى اعتماد سياسة القضم التدريجي للمناطق والقرى، مع إدراك موسكو أن الأولوية باتت للميدان، وتأكيدها في الوقت عينه أن مفاوضات "أستانا 12" لم تكن محطة نهائية، إنما مسارا من مسارات النقاش المستمرة حول الحل السياسي للازمة السورية.

ثمة من يرى أن الاتفاق على انشاء منطقة خفض تصعيد في محافظة إدلب، مثل حالة استنزاف لروسيا وسوريا، خاصة وأن المجموعات المسلحة نفذت أكثر من عملية إرهابية ضد الجيش السوري خلال الأشهر الاربعة الماضية، فضلاً عن محاولات المسلحين استهداف القاعدة الروسية في حميميم بواسطة طائرات مسيرة وراجمات صواريخ من مناطق خفض التصعيد، وبالتالي فإن خطوط التماس عند أطراف إدلب وأجزاء من ريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي وريف اللاذقية الشمالي، لا يمكن أن تبقى مصدر تهديد للقوات السورية والروسية، خصوصا وأن تركيا التي لم تف بتعهداتها ولا يمكنها أن تمنع روسيا من ضرب المجموعات الإرهابية، كما يؤكد مرعي لـ"لبنان24"، مع إشارته الى إدلب أولوية لحكومته تطرا لارتباطها بمحافظات حماه وحلب واللاذقية.

وإذا كانت كل القمم التي عقدت بين الرئيس بوتين والرئيس التركي رجب طيب اردوغان فشلت في إحداث اختراق ما في إنهاء أزمة المجموعات المسلحة، فإن الولايات المتحدة وضعت وأوروبا خطاً أحمر ضد أي عملية عسكرية كبيرة قد تهدد ملايين المدنيين، غير أن همسا يدور حول مقايضة روسية – تركية تقوم على معادلة "إدلب مقابل تل رفعت"، على غرار حلب مقابل عفرين ومطار ابو ظهور مقابل عملية غصن الزيتون، علما أن هذا الطرح مرفوض إيرانيا وسوريا لانه قد يعرض مناطق نبل والزهراء وحلب لخطر المجموعات المسلحة.

وعليه، يمكن القول، وفق المطلعين، أن العملية ستبقى محدودة في إدلب - المحافظة، التي لن تطهر بالكامل من الارهابيين، في موازاة استعادة الجيش السوري من المجموعات المسلحة، برفع غطاء تركي، لمدن وقرى في المناطق المتاخمة لمنطقة خفض التصعيد شكلت تهديداً مباشرا للنظام وللوجود الروسي، ما يعني أن المعركة لم تبدأ بالمباشر ولن تبدأ، وما يجري يصب في خانة تحسين التموضع الاستراتيجي ودرء الاخطار وتوسيع هوامش الامان.

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك