Advertisement

عربي-دولي

"فورين بوليسي": تهديدات إيران ترعب حلفاءها لا خصومها!

Lebanon 24
20-05-2019 | 11:00
A-
A+
Doc-P-589327-636939606682659274.jpg
Doc-P-589327-636939606682659274.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

علق موقع "فورين بوليسي" على إعلان الرئيس الإيراني حسن روحاني عن عزم بلاده استئناف العمل في بعض أقسام برنامجها النووي، رداً على حملة ترامب، الاقتصادية والعسكرية ضد إيران، قائلاً إن هذا الرفض الجزئي للصفقة النووية لعام 2015، على نطاق واسع، هو بمثابة نداء استغاثة من قبل إيران لمن تبقى من داعمي الاتفاق من أجل عزل أميركا ديبلوماسياً، وتطويق عقوباتها لضمان استمرار بيع النفط والسلع حول العالم.

ولكن، برأي محررة في الموقع، يبدو أن حسابات طهران كارثية. وعوضاً عن تعزيز علاقاتها بقوى دولية أخرى، أخذ سلوك إيران الأخير في تقويض ثقة تلك الدول في الحكومة الإيرانية وفي التزاماتهم تجاه الاقتصاد الإيراني.

وربما أدركت إيران أن نهجها الجديد لن يقنع حقاً الموقعين الأوروبيين على الصفقة – الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا. وهددت إيران باستئناف عملياتها النووية في مدة أقصاها 60 يوماً، ما لم تجد دول الاتحاد الأوروبي وسيلة لتطويق العقوبات الأمريكية، واستئناف علاقات تجارية طبيعية. ولكن، الشركات الأوروبية مترسخة في النشاطات التجارية الأمريكية أكثر مما هي عليه في إيران، كما أن النظام المالي التجاري الجديد لدول الاتحاد، والمعروف اختصاراً بـ INSTEX، صمم فقط من أجل تسهيل التجارة الإنسانية.

ثقة أوروبا

وبحسب المحررة، قامت الاستراتيجية الأوروبية على أساس جعل إيران ملتزمة بالصفقة لحين موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية القادمة في 2020، عندما يحتمل أن يحل مكان الرئيس دونالد ترامب شخص تستطيع أوروبا وإيران إعادة وضع ثقتهم به كي يستأنف التزامات واشنطن في الصفقة. ولكن إيران أفسدت، بواسطة إنذارها الأخير، نهج الانتظار والترقب، ما قوض فعلياً دور أوروبا كحليف محتمل. ورغم ذلك، يرجح أن طهران تعمدت وهي تعلم جيداً أن الاتحاد الأوروبي لن يتحدى السياسة الأميركية.

وعوضاً عنه، تركز هدف إيران، برأي المحررة، على حشد دعم أكبر من قبل شركائها التجاريين شرقاً، خاصة أن بعضهم أقل اتساقاً مع أميركا. ويبدو أن طهران راغبة بإنشاء تحالف دولي جديد يرتكز إلى دول آسيوية صاعدة مستعدة لمواجهة، أو على الأقل تجاهل، نهج أميركي جديد قومي وعدواني. وقد يضم هذا التحالف الجديد الصين التي تشتري كميات كبيرة من النفط الإيراني، إلى جانب روسيا والهند. وقد زار وزير الخارجية الإيراني خلال الأسابيع الأخيرة موسكو ونيودلهي.

ولكن ترى المحررة أن هناك ما يدعو للاعتقاد أن إيران ماضية في تنفيذ خططها بنفسها. ومن خلال محادثات مع ديبلوماسيين وخبراء هنود وروس وصينيين، يستشف أن تلك الدول تحمل ترامب وفريقه المتشدد مسؤولية التهديد بشأن الصفقة النووية، ولكنهم قلقون بشدة إزاء رد روحاني الأخير، ويدركون جيداً تبعات أي توسع في النشاطات النووية الإيرانية. وكانت لتلك القوى مصلحة في عدم انضمام إيران إلى ناديهم الحصري.

وتشير المحررة إلى أن الهند ستمنى بخسائر كبيرة جراء تراجع أمريكا عن سياستها تجاه إيران. فقد كانت الهند تشتري النفط بمعدلات تقل بكثير عن معدل السوق، ولأنها تدرك أنها لا تستطيع تحدي الولايات المتحدة، فسوف تجبر على دفع فواتير أعلى إن هي تحولت نحو موردين امتثالاً للعقوبات الجديدة. وقد صرح وزير النفط الهندي، عبر تويتر، أن الهند وضعت "خطة قوية" للحصول على كميات مناسبة من النفط الخام من موردين آخرين. كما أفاد مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى بأن أولى أولويات الهند تتركز في منع إيران من حيازة سلاح نووي.

من جانب آخر، ترى المحررة أن روسيا دعمت إيران جزئياً من أجل موازنة الهيمنة الأمريكية في الشؤون الدولية. وعندما زار وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، موسكو للقاء نظيره الروسي، سيرغي لافروف، أكدت روسيا أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية التصدعات في الصفقة النووية.

لكن خبيراً روسياً، معروفاً في موسكو باختصاصه في البرنامج النووي الإيراني، يشير إلى أن وجهات نظر الكرملين أكثر تعقيداً مما يوحيه خطابها. وقال ذلك الخبير مشترطاً عدم ذكر اسمه، أنه كانت دوماً لدى الحكومة الروسية شكوكاً حيال تأكيدات إيران بأنها لا تنوي "التسلح نووياً". وقال الخبير الروسي: "لدى إيران المعرفة النووية، ولم تكن موسكو قط متأكدة من أنها لن تبني قنبلة كما أكدت إيران مراراً".

وقال نيكولاي كوزانوف، باحث بارز لدى معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية في موسكو، بأن روسيا لم تأخذ تهديدات إيران على محمل الجد. وأضاف "من سمات الثقافة السياسية الإيرانية إطلاق تهديدات مبطنة ومن ثم التراجع عنها". 

Advertisement
المصدر: 24- فورين بوليسي
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك