Advertisement

خاص

هناك ما هو أخطر من صفقة القرن.. وجامعة الدول العربية الى الواجهة ؟!

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem

|
Lebanon 24
28-06-2019 | 01:21
A-
A+
Doc-P-601744-636973070292852183.jpg
Doc-P-601744-636973070292852183.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
أجمعت معظم القراءات السياسية التي تناولت مؤتمر البحرين الذي عقد مؤخرا على فشله في ترجمة النوايا الاميركية المبيتة حول القضية الفلسطنية سيما في ظل الحضور العربي الخجول لعدد من الدول العربية وغياب طرفي الصراع الفلسطيني والعدو الاسرائيلي ومقاطعة عدد من الدول العربية له، هذا عدا عن ما افرزته تصاريح راعي المؤتمر جاريد كوشنير من توتر في العلاقة بين الرياض وواشنطن لناحية اعلان كوشنير عن عدم التزام صفقة القرن بمبادرة السلام العربية والتي تقودها السعودية باجماع عربي منذ العام 2002 الامر الذي استدعى رداً سعودياً سريعاً عبر بيان اكدت فيه السعودية موقفها الحازم من ان خطة السلام العربية هي الطريق لحل الصراع.
Advertisement

على ذلك فان التراجع الاميركي عن تطبيقة خطته، فرضية لا يمكن الركون اليها خاصة وان الخطوات الاميركية الاخيرة التي انطلقت من نقل السفارة الاميركية الى القدس وصولا الى الاعتراف بضم مرتفعات الجولان الى اسرائيل، كلها خطوات تؤكد على مضي اللاعب الاميركي في تطبيق خطته التي يبدو انها بدلت في قواعد حل القضية الفلسطنية من  الانطلاق من قاعدة الحل السياسي ثم التطبيع، الى قاعدة العمل على التطبيع ومن ثم الحل السياسي، مستثمرة في نقاط الضعف التي تنكأ في خاصرة الدول العربية، بدءا من ارتفاع حدة العداء بين عدد من الدول العربية وايران التي بدورها لم تترد في ملاقاة واشنطن في هذا الاستثمار عبر استفزاز كياناتها من خلال ممارستها وتصاريحها والتي كان ابرزها ما جاء على لسان قائد فليق القدس قاسم سليماني في العام 2014 الذي  قال فيه ان " ما من بلد او قوة باستثناء ايران قادرة على قيام العالم الاسلامي اليوم"، ثم اتت محاولات اذكاء الصراع السني- الشيعي في المنطقة، اعقبه تعبيد الطريق امام العدو الاسرائيلي لملاقاة العرب في الوقوف في مواجهة الارهاب. والنقطة الاخيرة والتي قد تكون العامل الابرز في هذا الاطار وهي ضعف وتفكك عدد من الدول العربية وتآكلها من العراق الى سوريا ومصر بفعل الازمات والصراعات وغياب صوتها المقرر وبالتالي غياب جامعة الدول العربية عن اتخاذ القرارات العربية الحاسمة فيما يتعلق بقضية الصراع العربي الاسرائيلي، وفي هذا المجال نعود بالذاكرة الى موقف الجامعة بمقاطعة مصر وتعليق عضويتها لمدة 10 سنوات الذي اتخذته اثر توقيع الرئيس المصري انور السادات مع العدو الاسرائيلي اتفاقية كامب دايفد في العام 1979، بخلاف ما هو الحال عليه اليوم حيث التسريبات الاعلامية كثيرة لاندري مدى دقتها،عن لقاءات سرية واتفاقيات يجري العمل عليها بين مسؤولين في عدد من الدول العربية ومسؤولي العدو الاسرائيلي دون ان تحرك الجامعة ساكناً، الامر الذي يفيد عن وجود خطة ممنهجة لفكفكة الحاضنة العربية للقضية الفلسطينية في اطار سياسة التطبيع اولا قبل ولوج باب الحل السياسي.

بالمحصلة ظروف المنطقة حاليا مهيئة بيئتها لادارة "الاذن" اقله باتجاه صفقة القرن بمراحلها كافة الا ان خطورة ذلك لا يعني ان المسألة قد تقف عند هذا الحد وانما قد تتعداه الى محاولات اخطر لرعاتها عبر تهيئة ارضيتها لدى القواعد الشعبية العربية من خلال العمل على نشر ثقافة التطبيع بمختلف الوسائل والادوات سيما وانه ثبت ان هناك هوة كبيرة بين القاعدة الشعبية الحاضنة للقضية الفلسطنية وقادة دولها التي ابتعدت قليلا بخطواتها في اتجاه مغاير لقواعدها الشعبية. اضف الى ذلك، ان خيوط القضية الفلسطنية لم تتفلت بعد بشكل كامل اذ انه مازال هناك فرصة حقيقة للدول العربية القوية وعلى راسها الممكلة العربية السعودية للعب دور فاعل في اعادة البوصلة العربية الى مسارها الصحيح طالما ان غبار ازمات المنطقة لم تتكشف بعد وان التسوية فيها مازالت بين مد وجزر وبالتالي كل ملفات المنطقة الشائكة مازالت مفتوحة للمتغيرات.  

(ميرفت ملحم - محام بالاستئناف)
 
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك