Advertisement

عربي-دولي

"الحقيقة المؤلمة".. هذا البلد سيكون ساحة "النزاع الأعنف" بين أميركا وإيران!

Lebanon 24
25-07-2019 | 08:00
A-
A+
Doc-P-610622-636996459043066185.jpg
Doc-P-610622-636996459043066185.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كشف تقرير نشرته وكالة "بلومبرغ" الأميركية، أنّ الأحداث التي وقعت في منطقة الخليج من إسقاط طائرات بدون طيّار، والهجمات على ناقلات نفط واحتجازها وغيرها من الأحداث، لا تُخفي "الحقيقة المؤلمة" أنّ العراق يمكن أن يكون ساحة النزاع الأعنف بين أميركا وإيران، وليس الخليج أو اليمن.
Advertisement
وبحسب التّقرير، فإنّه وبالرغم من أنّ التوتّرات في الخليج بين الولايات المتحدة وإيران تثير مخاوف من اندلاع حربٍ حول مضيق هرمز شديد الأهمية لمرور النفط، فإنّ أي صراع بين الخَصمين قد يبدأ في الواقع في البلد الوحيد الذي توجد فيه قواتٌ تابعة لكلٍّ منهما على الأرض وهو العراق.
فبعد حربَيْن مع أميركا منذ عام 1990، وصراعٍ أهلي وحشي، وصعود تنظيم "داعش" في الآونة الأخيرة، يتركز حوالي 5200 جندي أميركي في العراق، وسط الآلاف من مقاتلي المجموعات التي تحظى بدعمٍ إيراني، والتي يسيطر عليها مسؤولون عراقيون متعاطفون مع طهران، على حدّ وصف التّقرير.
المسؤولون العراقيون يحاولون "الموازنة"
وبحسب ما يقول مدير مشروع إيران في المجموعة الدولية للأزمات، علي فايز، فإنّه هذا الواقع المعقَّد يترك المسؤولين العراقيين في وضعٍ صعب يحاولون فيه الموازنة بين العلاقات الأمنية مع الولايات المتحدة وعلاقاتهم السياسية والدينية مع إيران، مضيفاً: "لا يمكن للحكومة العراقية أن تتحمَّل أن تُغضب أيّاً من الطرفين منها. وهذا بالضبط هو السبب الذي يجعلها تجد نفسها الآن في مأزقٍ بين خيارين صعبين".
وإذ يشير التّقرير إلى أنّه لم يندلع حتى الآن نزاعٌ مباشر، ومن المستبعد أن تنشب حربٌ مفتوحة نظراً إلى امتلاك أميركا قوةً نارية أكبر، فإنّه يلفت إلى "أنّنا في فترة هدوء غير مستقرّ"، حيث سحبت الولايات المتحدة موظّفيها غير الأساسيين من سفارتها في بغداد - التي تضم أكبر بعثاتها الدبلوماسية وأكثرها تكلفةً في العالم - وأغلقت قنصليتها في البصرة في أواخر العام الماضي 2018، وسط قلق المسؤولين الأميركيين من أنَّ إيران تقوّض السلطة المركزية في العراق، ونفوذ واشنطن هناك. وما زالت القنصلية مغلقةً حتى الآن.
وكذلك أجلَت شركة "إكسون موبيل" الأميركية موظفيها الأجانب موقّتاً من منشأة تابعة لها بالقرب من حقل (غرب القرنة 1) النفطي في البصرة جنوبي العراق، بعد وقوع هجوم صاروخي قريب. وفي الشهر الماضي حزيران، ضربت بعض الصواريخ مجمعاً رسمياً في مدينة الموصل بشمالي العراق، ومعسكر التاجي العسكري الذي يقع بالقرب من بغداد، وكلاهما يضم مستشارين عسكريين أمريكيين، وفقاً لتقارير صحفية محلية.

"المجموعات التّابعة لإيران تتآمر ضدّ المصالح الأميركية"

ومن جانبها، قالت جوان بولاشيك، القائمة بأعمال نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى في جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ، في الأسبوع الماضي، إنَّ "بعض "الميليشيات المارقة" المدعومة من إيران تتآمر ضد المصالح الأميركية، وتخطط لعمليات يمكن أن تقتل أميركيين وعراقيين وأفراداً من شركاء أميركا في التحالف".
وقالت إنَّ هذه الجماعات تراقب المنشآت الدبلوماسية الأميركية و"تواصل شنَّ هجماتٍ مسلحة غير مباشرة".
وفي الجلسة نفسها، قال مايكل مولروي، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، إنَّ "التدخل الإيراني الأناني" يقوّض المصالح العراقية و"يهدّد" الاستقرار.
وقال مولروي: "شغلنا الشاغل هو مدى تقويض الميليشيات غير التابعة للحكومة العراقية، والأكثر ولاءً لطهران من بغداد، لسلطة رئيس الوزراء العراقي الشرعية، واستغلالها المواطنين العراقيين العاديين، وزعزعتها لاستقرار المجتمعات الهشة التي تحرَّرت مؤخراً من سيطرة تنظيم داعش".
وكذلك برز نفوذ إيران في العراق يوم الإثنين الماضي 22 تموز، حين التقى رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي بالرئيس الإيراني حسن روحاني في طهران، وناقش سبل نزع فتيل الأزمة الجارية في المنطقة، وفق تقرير "بلومبرغ".
وفي أحدث العلامات على تصاعد الموقف بشدّة، قالت إيران إنَّها ستعدم مجموعة من الجواسيس التي تزعم أنَّهم مدربون على أيدي وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، بينما ما زالت طهران ولندن عالقتين في طريقٍ مسدود بشأن ناقلتَيْ نفط محتجزتين.

الموالون لطهران ليسوا "ميليشيات" فقط
ومن جانبه قال رائد فهمي، وهو نائب برلماني عراقي ينتمي إلى "تحالف سائرون"، الذي يحظى بدعم زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر، إنَّ الحكومة العراقية العالقة في المنتصف "تحاول السيطرة على الوضع"، بسعيها إلى أن تكون "عاملاً مُهدِّئاً" في المنطقة.
وأضاف: "إذا تصاعد الموقف ووصل إلى الاشتباكات المسلحة، فسيسفر ذلك عن عواقب. ويُمكن أن يصبح العراق جزءاً من النزاع، لأنَّ هناك أحزاباً سياسية تعتبر هذا (النزاع) معركةً بينها وبين الولايات المتحدة".
من جهته، ينقل التقرير عن كامران بخاري، المدير المؤسس لمركز السياسة العالمية، وباحث غير مقيم في مركز "Arabia Foundation" قوله إنّ هناك أجزاء كبيرة من المؤسّسة المدنية والعسكرية في العراق، وليست "الميليشيات" فقط، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بإيران، لذا فنفوذ إيران في العراق أكبر بكثير من نفوذ الولايات المتحدة هناك".
قادة إيران يتباهون بأنّهم يزورون العراق علناً 
ويذكر التّقرير أنّ المسؤولين الإيرانيين يتغنَّون باستمرار بسهولة تواصلهم مع كبار المسؤولين العراقيين، وكذلك قدرتهم على السفر إلى البلاد علانية، على العكس تماماً من وضع الدبلوماسيين الأميركيين ومسؤولي الإدارة الأميركية، الذين عادةً ما يبقون متخفّين عن الأنظار هناك.

فحين زار روحاني العراق، في آذار الماضي، التقى مع آية الله علي السيستاني، الذي يعدّ رجل الدين الشيعي الأكثر نيلاً للاحترام في البلاد، أمَّا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أغضب النواب البرلمانيين العراقيين في وقتٍ سابق من العام الجاري بقوله إنَّ وجود القوات الأميركية في العراق ضروري لمراقبة إيران، فقد زار القوات الأميركية المتركزة شمال غربي العاصمة العراقية بغداد في كانون الأول، لكنَّه لم يلتق أيّ مسؤولين عراقيين كباراً.
وبحسب التّقرير، فإنّ العراق يُمثِّل بالنسبة لإيران حلقة استراتيجية في سياستها الإقليمية التي تضعها في تنافسٍ مع حلفاء الولايات المتحدة الأميركية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ولكن، ووفق التّقرير، في مناسباتٍ نادرة، تتلاقى المصالح الأميركية والإيرانية في العراق، كما حدث حين حاربت قواتٌ من كلا الجانبين على حدة لطرد تنظيم "داعش" من البلاد، بعدما حصل على موطئ قدم فيها منذ حوالي 5 سنوات.
واشنطن: الميليشيات اكتسبت شعبية لكنّها تحوّلت لـ"أنشطة إجرامية"
وقال مولروي، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، إنَّ "بعض عناصر الميليشيات قاتلت بشجاعة ضد تنظيم "داعش"، ونالت احترام الشعب. ولكن في السنوات الأخيرة، دأبت الميليشيات التي تتمتع بحكم شبه ذاتي والمدعومة من إيران على انتهاك حكومة العراق، ولجأت إلى أنشطةٍ إجرامية محلية لإثراء نفسها".

ومن جانبه قال شون روبرتسون، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية: "يجب على إيران احترام سيادة العراق ودول المنطقة الأخرى، والكف عن أنشطة زعزعة الاستقرار في المنطقة، والامتناع عن التصرفات التي تثير التوترات الطائفية أو تُمكِّن المتطرفين".
وذكر فايز، مدير مشروع إيران في المجموعة الدولية للأزمات، أنَّ احتمالية نشوب صراع في العراق - سواءٌ أكان مقصوداً أم لا - يثير قلق المسؤولين الإيرانيين كذلك، وقال: "سألت مسؤولاً إيرانياً رفيع المستوى قبل بضعة أشهر عن أكثر منطقة اندلاع عنف محتملة تثير قلقه من بين هذه المناطق: مضيق هرمز واليمن وهضبة الجولان والعراق ولبنان، فقال العراق". 
 
المصدر: عربي بوست
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك