Advertisement

عربي-دولي

اتفاق ترامب وأردوغان حول "المنطقة الآمنة".. التقاء مصالح أم مناورات؟!

Lebanon 24
09-08-2019 | 23:26
A-
A+
Doc-P-615458-637010151985512035.jpg
Doc-P-615458-637010151985512035.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تحت عنوان: "بعد اتفاق ترامب وأردوغان حول "المنطقة الآمنة": إلتقاء مصالح أم مُناورات؟"، كتب حسن سلامة في صحيفة "الديار": بغض النظر عما اذا كان الاتفاق الاميركي - التركي الذي حصل قبل ايام بين البلدين حول ما يسمى اقامة "منطقة آمنة" في شمال سوريا، بعد اجتماعات على مدى ثلاثة ايام لمسؤولين عسكريين كبار من الجانبين في العاصمة التركية انقرة، سيأخذ طريقه الى التنفيذ العملي، الا ان مجرد حصول هذا الاتفاق مع التوجه لانشاء غرفة عمليات عسكرية مشتركة في تركيا للاشراف على التنفيذ وادارة هذه المنطقة يحمل في طياته مخاطر كبيرة تتجاوز حدود المنطقة التي يراد اقامة الاحتلال عليها، الى ما يخطط للدولة السورية ولكثير من الدول العربية، من مشاريع تقسيمية و"فدرلة" بعد ان فشلت الحرب الكونية التي قادتها الولايات المتحدة وتأدية النظام التركي دوراً مركزياً في اشعالها، ورعاية كل انواع التنظيمات الارهابية.
Advertisement
فالواضح، من مسار المواقف الاميركية والتركية حول مندرجات الوضع في سوريا، وبخاصة ما يتعلق بمناطق الشمال السوري التي لا تزال تحت الاحتلالين الاميركي والتركي والمجموعات الارهابية المدعومة منها ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب والرئيس التركي رجب طيب اردوغان لا يختلفان على المستوى الاستراتيجي بما خص الوضع في سوريا والمناطق التي لا تزال خارج السيادة السورية.

لذلك تقول المصادر: ان كل الصراخ والتهديد للرئيس التركي خلال الفترة الماضية، والتي كان اخرها قبل ايام قليلة من حلول الاتفاق بين انقرة وواشنطن حول ما يسمى المنطقة الامنة كان عنوانه تهديد اردوغان بالدخول الى المناطق التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديموقراطية" المدعومة اميركيا، كان الهدف منها دفع الولايات المتحدة الى القبول باقامة هذه المنطقة.

فالرئيس التركي يعتقد انه من خلال القبول الاميركي سيتمكن من "اصطياد اكثر من عصفور بحجر واحد" اهمها الاتي:

اولاً: ابعاد ما يسميه خطر الفصائل الكردية عن العمق الاستراتيجي لتركيا، حيث سيصل عمق المنطقة الامنة الى 25 كلم داخل الاراضي السورية، ما يعني ان قوات سوريا الديموقراطية ستصبح بعيدة عن الحدود التركية.

ثانياً : يحقق اردوغان جزءاً من اطماعه العثمانية مع انتشار قواته الى جانب القوات الاميركية او حليفة للولايات المتحدة في المنطقة، وهذا الاحتلال التركي يعتقد النظام التركي انه بذلك يتيح له القيام بدور أساسي في اي حل سياسي لاحق للملف السوري وصولاً الى التناغم مع الاميركي عبر استخدام كل من انقره وواشنطن لـ"قسد" لفرض امر واقع في الشمال السوري، ويستبعد ان يسعى الطرفان لاحقاً، اما "لفدرلة" سوريا على غرار ما هو حاصل في العراق، واما الى ابعد من ذلك.

ثالثاً: ان اردوغان يكون بذلك حقق اطماعه من جهة وابعد ما يزعمه خطر قوات سوريا الديموقراطية من جهة ثانية، وفي الوقت نفسه يكون قد ارضى الجانب الاميركي، بعد ان وصلت العلاقة بين الطرفين الى مرحلة عالية من الخلاف خصوصاً بعد شراء انقره لصواريخ "اس 400" الروسية.

ان الادارة الاميركية هي ايضاً تسعى من وراء هذا الاتفاق مع النظام التركي - وفق ما تؤكد المصادر - الى تحقيق ما عجزت عنه واشنطن بالحرب طوال ثماني سنوات وابرز ما تريده ادارة ترامب الاتي:

1- ان واشنطن بعد توصلها لاتفاق مع النظام التركي حول "المنطقة الامنة" تكون قد نجحت في "دغدغة" اردوغان وحالت بذلك دون ذهابه بعيداً في التنسيق مع كل من موسكو وطهران بل هي بذلك اعادة خطوة الى "بيت الطاعة" الاميركي، الى جانب المحافظة على حلفائها في «قوات سوريا الديموقراطية» على الرغم من ان انقره لن تقبل ابقاء «قسد» داخل «المنطقة الآمنة» او على حدودها.

2- هذه الخطوة الاميركية ستبقي نزيف الدم في سوريا وهو الامر الذي لا يتعارض مع رغبات ومساعي اردوغان، فواشنطن وانقرة لا تزال كل منهما تمول وترعى الفصائل الارهابية بكل تنوعاتها في الشمال السوري من «جبهة النصرة» الارهابية في ادلب الى باقي المجموعات الاخرى في المناطق، التي يحتلها الاميركي والتركي.

3- تسعى الادارة الاميركية من وراء اقامة «المنطقة الامنة» الى فرض امر واقع في الشمال السوري قد يفضي لاحقاً وفق ما تأمله واشنطن الى: اما الفدرلة في الشمال السوري، واما ابتزاز دمشق وحلفائها لاحقاً للاخذ بشروطها للحل السياسي في سوريا وبما يحفظ لها ولحلفائها دوراً اساسياً في الحل السياسي، وفي اعادة اعمار سوريا، بل ان واشنطن تسعى من وراء ابقاء احتلالها لمناطق في الشمال السوري الى التأثير في مجريات الصراع في المنطقة، من خلال الصفقات التي يعتمدها ترامب في سياساته على المستوى الدولي والاقليمي، وبالتالي فهو سيسعى لاحقاً ليكون الوضع في شمال سوريا من ضمن صفقة اوسع يعمل لها في الشرق الاوسط.

وفي الخلاصة تؤكد المصادر انه رغم ما جرى التوصل اليه من اتفاق اولي بين الاميركيين والاتراك حول "المنطقة الامنة"، لكن ترجمة هذا الاتفاق الى ارض الواقع لن يمر بالسهولة التي يعتقدها الطرفان خصوصاً ان دمشق وحلفاءها سيعملون بكل الوسائل لإسقاط الاتفاق، عدا ما يمكن ان يظهر من خلافات بين الاميركي والتركي حول تفاصيل هذه المنطقة وادارتها.
 
المصدر: حسن سلامة - الديار
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك