Advertisement

عربي-دولي

"فورين بوليسي": على أميركا أن تخشى من قدرات إيران القتالية بعد "الحرب السورية"

Lebanon 24
19-08-2019 | 10:00
A-
A+
Doc-P-617902-637018120743403440.jpg
Doc-P-617902-637018120743403440.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

نشرت مجلة "فورين أفيرز" الأميركية مقالاً عن الاستراتيجيات القتالية التي اكتسبتها طهران في سوريا، وعن التهديد التي تمثله، محذرة من أن "تدخل إيران في الحرب الأهلية السورية قد أسفر عن تغيير طريقتها الحربية وتكتيكاتها العسكرية؛ إذ اكتسب الجيش الإيراني قدرات جديدة وبخاصة فيما يتعلق بتجنيد الوكلاء وتدريبهم فضلاً عن تنسيق العمليات العسكرية مع القوات الأجنبية، الأمر الذي ينطوي على عواقب حقيقية بالنسبة للولايات المتحدة، لاسيما في ظل صدام قريب متوقع بين البلدين".

وتشير الباحثة أريان طباطبائي في مقالها إلى المظاهرات الحاشدة التي شهدتها إيران قبل عامين من انطلاق الثورات العربية في ربيع عام 2011، وذلك عند احتجاج ملايين الإيرانيين على ما اعتبروه إعادة انتخاب احتيالي للرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد، ولكن مع حلول عام 2012، كان النظام الإيراني قد سحق بالفعل حركة الاحتجاجات بشكل فعال.

وتضيف الباحثة إن "الإحتجاجات التي اندلعت في سوريا عام 2011 على وجه الخصوص خطفت أنظار الإيرانيين؛ وبخاصة لأنها حليفة النظام الإيراني والشريك العربي الحقيقي الوحيد لطهران؛ ولذلك رحب العديد من الإيرانيين المعارضين للنظام الإيراني باحتمالية سقوط الرئيس السوري بشار الأسد".

وخصصت طهران موارد ضخمة لدعم الأسد وتعميق تورط إيران مع تحول الانتفاضة في سوريا إلى حرب أهلية شرسة.

وتوضح الباحثة أن طهران أنفقت حتى الآن قرابة 15 مليار دولار من أجل دعم النظام السوري، وذلك رغم انهيار الاقتصاد الإيراني تحت وطأة العقوبات وبسبب الحرب. كما يُعتقد أن إيران أرسلت حوالي 10 آلاف شخص، بما في ذلك القوات المقاتلة إلى سوريا ما بين عامي 2011 و2014. ولا يتضمن هذا العدد القوات المدعومة إيرانياً من الخارج والتي حددتها صحيفة "وول ستريت جورنال" بـ 130 ألف مقاتل في عام 2014.

وقد اعترفت طهران بمقتل ما لا يقل عن 2100 إيراني في الصراع بحلول عام 2017، بما في ذلك عدد من القادة العسكريين رفيعي المستوى. وعلى الرغم من أن الحرب السورية قد أوشكت على الانتهاء اليوم، إلا أن عودة الجثث الإيرانية إلى ديارها لاتزال مستمرة.

وتقول الباحثة: "كان تدخل إيران الباهظ الكلفة حاسماً في بقاء النظام السوري، بيد أنه كان له تأثير عميق على إيران نفسها؛ إذ أسفرت تجربة القتال في سوريا عن تغيير طريقة الحرب الإيرانية وتكتيكاتها العسكرية، فضلاً عن السماح للجيش الإيراني باكتساب قدرات جديدة؛ وبخاصة فيما يتعلق بالتعاون مع الجيوش الأجنبية وتدريب قوات الوكلاء من خارج إيران".

وتضيف الباحثة أن تلك التغيرات التي شهدها الجيش الإيراني ليست قاصرة على سوريا، فمع تزايد التوترات بين واشنطن وطهران لاشك في أن الولايات المتحدة وشركاءها سوف يستشعرون تداعيات التحول العسكري الإيراني، لذا يتعين على واشنطن إيلاء اهتمام وثيق بما تعلمه الإيرانيون في سوريا من أجل التعرف على الاستراتيجيات والتكتيكات التي سوف تتلاعب بها طهران في أي صراع مستقبلي مع الولايات المتحدة.

المصالح الإيرانية الروسية

وتلفت الباحثة إلى أن طهران توقفت عن محاولة إخفاء تورط في سوريا، وبدأت في الإعلام عن دورها في الصراع.

وبحلول عام 2016 كانت منصات وسائل الإعلام التابعة للحرس الثوري الإيراني تبث مقاطع فيديو لزيارات قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني إلى جبهة القتال.

وتعتبر الباحثة أن تنسيق القوات الإيرانية مع الحكومة الروسية، التي تدخلت بتوفير الدعم الجوي للجهود السورية والإيرانية في عام 2015، يشكل تطوراً مهماً آخر بالنسبة إلى إيران، لاسيما في ظل العلاقة التاريخية بين طهران وموسكو المحفوفة بالتوتر وانعدام الثقة.

وتقول الباحثة: "بالطبع لم تمح الحرب في سوريا الشك المتبادل بين البلدين، ولكنها قدمت مثالاً رائعاً لما يمكن أن يحققه التعاون عندما تتماشى المصالح الإيرانية والروسية، إذ كان الدعم الجوي الروسي، الذي تم تنسيقه عن كثب مع الحرس الثوري الإيراني وشبكته من الوكلاء الأجانب، حاسماً في نجاح العمليات الإيرانية وبقاء الأسد في السلطة".

عواقب مقلقة

وتصف الباحثة الحرب السورية بأنها تُعد المرة الأولى التي تخوض فيها القوات الإيرانية قتالاً حقيقياً خارج حدود طهران منذ انتهاء الحرب الإيرانية العراقية. وقد تركت هذه التجربة تأثيراً عميقاً على التفكير العسكري الإيراني، وباتت إيران مجبرة على تحديث عقائدها وإجراءاتها العسكرية، وزيادة تماسكها وتعزيز قدرتها على القيام بعمليات مشتركة مع الجيوش الأجنبية.

وعلى الأرجح، فإن تطور النهج الإيراني في الحرب ينطوي على عواقب حقيقية بالنسبة للولايات المتحدة وقواتها المسلحة، سواء بشكل مباشر أو عبر الوكلاء، وخصوصاً مع احتمالات تصاعد الصدام في المستقبل القريب، وكذلك لأن القوات الإيرانية والقوات المدعومة إيرانياً تعمل الآن على مقربة من القوات العسكرية الأميركية في أفغانستان والعراق وسوريا ومنطقة الخليج.

وتقول الباحثة: "على الرغم من أن القدرات التقليدية لإيران لا تضاهي قدرات الولايات المتحدة والأهم أن إيران لا تمتلك أسلحة نووية حتى الآن، إلا أن أكبر تهديد تواجهه الولايات المتحدة من إيران يتمثل في القدرة الحربية المختلطة التي شحذتها طهران على مدى العقود الأربعة الماضية واكتملت في سوريا. وتمتلك إيران الآن قدرات جديدة للتجنيد وشبكة موسعة من الوكلاء وآلة إعلامية ضخمة، وكذلك قدرة قوية على التنسيق مع الحلفاء المسلحين تقليدياً مثل روسيا".

وتختتم الباحثة مقالها بحض واشنطن، التي تسعى إلى مواجهة النشاط الإيراني المتزايد في الخليج ومضيق هرمز، على ملاحظة ما اكتسبته طهران من التدخل في سوريا؛ حيث تغيرت طريقة الحرب الإيرانية، فضلاً عن اتجاه طهران لتعميق العلاقات مع روسيا الذي ينعكس من اتفاقية التعاون العسكري التي تم توقيعها بين البلدين في وقت سابق من الشهر الجاري ولم يتم الإعلان عن التفاصيل، ولكن يبدو أنها تنطوي على مكون بحري مهم.

Advertisement
المصدر: فورين بوليسي-24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك