Advertisement

عربي-دولي

منصة تفاوض جديدة تسابق الإنفجار؟!

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem

|
Lebanon 24
27-09-2019 | 01:00
A-
A+
Doc-P-629573-637051648167306294.jpg
Doc-P-629573-637051648167306294.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
منذ انسحاب اللاعب الاميركي من الاتفاق النووي ولغاية اليوم يمكن القول ان طرفي الصراع فيه، واشنطن وطهران، ما زالا ملتزمين البقاء ضمن سقف صراع بارد لم يصل في حده الى مرحلة الانفجار الكلي، نظرا لعدم توافر عناصر التكافؤ بين ادوات الحرب الاقتصادية التي تستخدمها واشنطن على ايران وحلفائها وادوات الحرب العسكرية التي تستخدمها ايران عبر حلفائها في دول المنطقة.
Advertisement
 
من هنا فان واشنطن ستستمر في التشدد في عقوباتها تجاه ايران وحلفائها وإن تدريجياً، فيما ستستمر طهران في الرد التدريجي على العقوبات وإن عبر ضرب ما تيسر لها من مواقع حساسة لحلفاء واشنطن، محاولة بذلك استنزاف اللاعب الاميركي نحو اهدافها. الا أن التساؤل الذي يبقى مطروحاً، الى أي مدى يمكن للاعب الاميركي أن يستمر في تشديد الخناق الاقتصادي على طهران مع علمه بتداعيات ذلك، والى أي مدى ايران مستعدة للذهاب نحو الانتحار عبر حرب مفتوحة في حال استمرت في هجماتها عبر حلفائها على دول المنطقة. بالطبع أن الاجابة عن ذلك تبقى رهن التطورات بالتوازي مع مدى رفع سقف المواجهات المتابدلة بين الطرفين.
امام هذا الواقع، لا بد من القاء الضوء على الدور الروسي في هذا المسار. فاللاعب الاميركي يدرك أن أي قرار اميركي بالتحرك عسكرياً في مواجهة ايران قد يستلزم، عدا عن الاصطفاف الدبلوماسي والاممي لدعمه، موافقة روسية – صينية تجنبه رفع "الفيتو" في وجه دعواته. هذا عدا عن أن موسكو وبكين يشكلان الخصمين اللدودين لواشنطن والخطر الاستراتيجي الاكبر لها في المنطقة، وبالتالي فان واشنطن ليست بوارد وضع قوتها الاقليمية في موقف المتسول لدى موسكو وبكين لضمان عدم استخدامهما للفيتو في وجهها في مواجهة ايران. 
بالطبع طهران ليست بأفضل حال، فهي بدورها تدرك أن الذهاب بعيداً في هجماتها وتوسيع رقعتها من شانه أن يهدد مصالح روسيا في المنطقة ، الامر الذي يجعل من "الفيتو" الروسي سلاحا ذي حدين، حيث الخصم هو كل من يواجه مصالح روسيا. وبالتالي ما يسري على واشنطن قد يسري على طهران، خاصة وان التحالف الروسي-الايراني مازال ضمن اطار التحالف التكتيكي المرحلي الذي فرضته الازمة السورية، الا أن ذلك لا يعني انه ومع دخول سوريا في مرحلة التسوية الجدية - مع تشكيل اللجنة الدستورية - امكانية ذهاب روسيا خطوات الى الخلف في علاقتها مع ايران. ومؤشرات ذلك بدأ العمل عليها منذ فترة تجلت مؤخرا في عرضها على الرياض شراء انظمة دفاع روسية على خلفية الهجمات الاخيرة التي تعرضت لها شركة " ارامكو النفطية" هذا عدا عن الاستثمارات الروسية التي يجري العمل عليها في السعودية منذ فترة.
من هنا يمكن القول إن الذهاب نحو حرب مفتوحة في المنطقة ليس رهن اشارة طرفي الصراع وانما تبقى محكومة بارادة قوى اخرى في المنطقة. وقد لا تكون روسيا الارادة الوحيدة في هذا الاطار وانما يبدو أن للاعب التركي دورا بارزا ايضاً في المرحلة المقبلة، وهو قد بدأ بشق الطريق واسعا من موقع متوازٍ مع موقع اللاعب الروسي حيث خطوط التنسيق مفتوحة مع معظم القوى الخارجية وفي معظم ملفات المنطقة لاسيما الملف السوري الامر الذي قد يشرع الباب امام ولادة تكتل قوى دولي جديد خارج عن طرفي الصراع الاميركي- الايراني قد يكون له دور بارز كمنصة مقبولة للتفاوض. 
ميرفت ملحم ( محام بالاستئناف)
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك