نشر موقع "المونيتور" الأميركي تقريراً للمحلل العراقي علي المعموري تناول فيه احتجاجات العراق، محذراً من استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إذا ما تواصلت.
ولفت المعموري إلى أنّ الاحتجاجات تواصلت أمس في بغداد وغيرها من المدن العراقية الجنوبية تزامناً مع وصول رئيس هيئة "الحشد الشعبي" فالح الفياض إلى واشنطن للقاء وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر.
وبيّن المعموري أنّ عبد المهدي اتهم المحتجين بممارسة أعمال الشغب ودعا الأفرقاء جميعاً إلى الهدوء، في وقت طالب فيه الرئيس العراقي برهم صالح بتلبية مطالب المحتجين. في السياق نفسه، تابع المعموي بأنّ زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر وزعيم "تيار الحكمة" عمار الحكيم أيّدا مطالب المحتجين وانتقدا عبد المهدى لفشله في تلبيتها والتعاطي بشكل سليم مع الاحتجاجات؛ يعمل الصدر والحكيم على تشكيل جبهة معارضة قوية لحكومة عبد المهدي. كما لفت المعموري إلى أنّ جبهة المعارضة النيابية، وهي تضم أعضاء كتلة "تيار الحكمة" وتحالف "سائرون" وتحالف "النصر" الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي وغيرهم، أصدرت بياناً أعربت فيه عن تأييدها الاحتجاجات، إذ طالبت الحكومة بتعويض ضحايا التظاهرات ودعت المتظاهرين الى انتهاج الطرق السلمية.
عن أسباب الاحتجاجات، قال المعموري إنّ سلسلة من الأحداث سبقتها وأججّت غضب العراقيين، ذاكراً قرار عبد المهدي إحالة قائد "قوات مكافحة الإرهاب" الضابط العراقي البارز عبدالوهاب الساعدي إلى إمرة وزارة الدفاع، حيث حمل عدد من المحتجين صورته في التظاهرات. وفي هذا الصدد، كشف المعموري أنّ إقالة السعدي من منصبه أثارت استياء "تيار الحكمة الوطني" و"التيار الصدري" وتحالف "القرار العراقي" بزعامة أسامة النجيفي، ما طرح شكوكاً بتدخل إيران بإقالته.
توازياً، ذكّر المعموري بتصريحات السفير الإيراني لدى بغداد إيرج مسجدي التي قال فيها إنّ إيران ستستهدف الولايات المتحدة في العراق إذا ما هددت واشنطن إيران، معلقاً بالقول: "اعتبر العراقيون ذلك تدخلاً إيرانياً سافراً في الشؤون العراقية". كما ذكّر عن تقارير تحدّثت عن تعرّض أعضاء أحد الوفود الديبلوماسية العراقية في مشهد للاعتداء والتوقيف، وهي خطوة أغضبت العراقيين ودفعت بوزير الخارجية العراقي إلى إغلاق القنصلية في المدينة.
ونقل الموقع عن مصدر رفيع المستوى مقرّب من آية الله السيستاني قوله إنّ نجل الأخير (محمد رضا السيستاني) حذّر قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، من أنّه إذا واصلت إيران تعاطيها بهذه الطريقة مع العراق، فإنّ الشوارع ستنتفض. وبناء على هذه المعطيات، حذّر المعموري من أنّ عبد المهدي سيعجز عن إنهاء عهده، إذا ما تواصلت الاحتجاجات، موضحاً أنّه سيُضطر إلى الاستقالة لاسترضاء المحتجين وتهدئة الشارع.