Advertisement

عربي-دولي

تركيا تمنح الأكراد "فرصة".. و"المنطقة الآمنة" ستخضع لسيطرة العائدين

فاطمة معطي Fatima Mohti

|
Lebanon 24
08-10-2019 | 07:00
A-
A+
Doc-P-632913-637061357891253158.jpeg
Doc-P-632913-637061357891253158.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
بعد "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، تستعد تركيا لإعادة رسم خارطة النزاع السوري للمرة الثالثة على التوالي. إعلان ساعة الصفر مسألة وقت، "طَعَنَ" الرئيس الأميركي دونالد ترامب "قوات سوريا الديمقراطية" بالظهر وسَحَبَ قوّاته من 3 نقاط مراقبة في رأس العين وتل أبيض وبئر العاشق، في خطوة رفض مسؤول أميركي كبير وصفها بـ"الانسحاب" مكتفياً بالقول إنّها "إعادة انتشار" تشمل ما يتراوح بين 50 و100 جندي فقط من أفراد القوات الخاصة. الترقب سيّد الموقف إذن، والكل ينتظر الرصاصة الأولى.
Advertisement

العملية التي أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنّها ستبدأ من دون إعلان مسبق لم تنطلق بعد. وفي هذا الصدد، تلفت مصادر مطلعة على الموقف التركي لـ"لبنان 24" إلى أنّ أنقرة تمنح الأكراد "فرصة قصيرة" للاستفادة من الوقت الذي طلبه الأميركون لـ"إعادة الانتشار" كي ينسحبوا من المنطقة التي يعتزم الأتراك تحويلها إلى منطقة آمنة (أوضح أردوغان أن تركيا سوف تنشئ على طول حدودها مع سوريا منطقة آمنة بعمق 32 كيلومتراً). وتضيف المصادر: "ونظراً إلى اعتزام الأتراك إعادة عدد لا بأس به من النازحين (يُقدّر عددهم بمليونين تقريباً) إلى هذه المنطقة، هذا يعني أنّها ستخضع لسيطرة السوريين العائدين من تركيا".

في واشنطن، تعرّض ترامب الذي توعّد بـ "تدمير وهدم" اقتصاد تركيا في حال إقدامها على أي خطوة "تتخطى الحدود" لموجة واسعة من الانتقادات فهاجمه قادة الحزبين الجمهوري والديمقراطي وشريحة واسعة من المسؤولين الأميركيين الحاليين والسابقين. وبالفعل، شهدت الليرة التركية، الاثنين، أكبر هبوط منذ نحو شهر مقابل الدولار الأميركي بنحو 2%، على خلفية تهديد ترامب بتدمير اقتصاد تركيا.

وإلى جانب رئيسة مجلس النواب وزعيمة الديمقراطيين نانسي بيلوسي وزعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونل، انتقد المبعوث الأميركي السابق لدى التحالف الدولي لمواجهة "داعش"، بريت ماكغورك، ما وصفه بالـ"عيب المتكرر" في جوهر السياسات الخارجية للولايات المتحدة في جميع المجالات"، معتبراً أنّ "ترامب اتخذ قراراً متهوراً بالمثل" عندما كان في منصبه وهو ما دفعه إلى الاستقالة. وحذر ماكغورك من أنّه ليس لدى تركيا أي نية أو رغبة أو قدرة على إدارة 60 ألف محتجز من عناصر "داعش" في مخيم الهول، مبيناً أنّ "الاعتقاد بخلاف ذلك هو مقامرة متهورة على أمننا القومي"، وذلك رداً على تصريح ترامب: "يجب عليهم أن يراقبوا (الأتراك)، مع الاتحاد الأوروبي والآخرين، مقاتلي داعش المحتجزين وعائلاتهم. الولايات المتحدة فعلت أكثر بكثير مما توقعه أحد في أي وقت مضى، بما في ذلك السيطرة على 100% من خلافة داعش".

بدورها، علقّت مستشارة الأمن القومي في إدارة الرئيس باراك أوباما، سوزان رايس، في مقالة نشرتها مجلة "ذا أتلانتك" قائلةً: "على الرغم من أنني أعترف بالتكاليف الباهظة التي ستترتب عن وضع حدود لتحركاتنا، ولست راضية ولا فخورة بالاعتراف بذلك، إلاّ أنني أعتقد أننا كنا صائبين بقرارنا عدم التورط بشكل عميق أكثر على المستوى العسكري في الحرب الأهلية السورية". وفي السياق نفسه، ربط الخبير العسكري، ماكس هومان، بين قرار ترامب الانسحاب من سوريا وإعادة انتخابه في العام 2020، فعبر الانسحاب من سوريا يكون ترامب الذي انتخبه الأميركيون على "أساس الخروج من هذه الحروب اللانهائية والسخيفة"- كما يقول- قد وفى بوعدخ. وقال هوفمان: "يريد أن يقول إنّه هزم "داعش" وأعاد الشباب (الجنود الأميركيون) إلى الديار".
 
خيارات الأكراد
 
حذّرت مصادر سورية في حديث لـ"لبنان 24" من أنّ تركيا ستكون معرّضة لأكبر نكسة في تاريخها إذا ما دخلت بجيشها إلى شرق الفرات لأنّها "ستكون في مرمى الانتحاريين الأكراد الذين سيلجأون إلى النظام ويتلقون الدعم منه". ويتطابق الموقف السوري هذا مع تصريح السيناتور الجمهوري، ليندسي غراهام، الذي يُعد من كبار مؤيدي ترامب، إذ علّق على قرار رئيسه قائلاً: "هذا انتصار كبير لإيران والأسد". وفي السياق نفسه، حذّرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، نقلاً عن محللين، من سعي الأكراد إلى إبرام تسوية مع الرئيس السوري الأسد.
 
في المقابل، تحدّث أستاذ العلوم السياسة في جامعة صلاح الدين في إربيل، رضوان باديني، عن إمكانية لجوء الأكراد إلى حليف قوي آخر مثل روسيا. وقال في حديث مع موقع "فويس أوف أميركا": "ما زالت هناك فرصة تتمثل بلعب روسيا دوراً في التوسط بين الأسد والأكراد"، مضيفاً: "أن تكون روسيا إلى جانبك، على الرغم من أنّها حليفة مقربة للنظام، أفضل بكثير من ترك تركيا تحتل المنطقة الكردية". بدوره، لفت المحلل المتخصص في الشأن السوري، نيكولاس هيراس، إلى أنّه سبق لروسيا أن أوضحت للقوات الكردية بأنّها "لن تضغط من أجل السوريين الأكراد في دمشق"، موضحاً: "تريد سوريا استسلام "قوات سوريا الديمقراطية" للأسد، وبعدها يمكن أن تحظى بحماية الأسد من تركيا".
 
توازياً، اتسم موقف إيران، حليفة دمشق وشريكة تركيا في مسار أستانة، من عملية "المنطقة الآمنة"، بالتوازن الحذر فبعدما "تفهّم" وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في اتصال مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو باعتباره اتفاق أضنة "أفضل اتفاق بين سوريا وتركيا من أجل إزالة القلق"، أبلغه أنّ طهران "تعارض" عملية عسكرية في سوريا، وشدّد على ضرورة "احترام وحدة أراضي (سوريا) وسيادتها الوطنية وعلى ضرورة مكافحة الإرهاب وإحلال الاستقرار والأمن في سوريا".
 
وفي ظل ردّ الخارجية التركية على تصريحات بلدان أخرى بشأن "المنطقة الآمنة"، بالقول " مصممون على إنشاء "المنطقة الآمنة" شرق الفرات" وتصريح رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، فخر الدين ألطون القائل: "من أجل استقلالنا ومستقبلنا، سيستمر كفاحنا ضد الإرهاب دون انقطاع ولا هوادة داخل وخارج حدودنا"، ينتظر الأكراد الرصاصة الأولى. فمتى وكيف ستُطلق؟

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك