Advertisement

عربي-دولي

أنبوب روسي-صيني عملاق يخلط الأوراق.. بوتين لواشنطن: بالغاز سأواجهكم

ترجمة فاطمة معطي Fatima Mohti

|
Lebanon 24
03-12-2019 | 06:42
A-
A+
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
قبل ساعات من انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) وسط أجواء متوترة نتيجة تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول "موت الحلف الدماغي"، عزز الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ تعاونهما بمشروع تاريخي. وأمس، دشّن بوتين وشي أول أنبوب غاز بين البلديْن أُطلقت عليه تسمية "قوة سيبيريا"، في خطوة حذّرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية من تداعياتها الجيوسياسية العالمية الفورية.
 
Advertisement
 
 
في تقريرها، أوضحت الصحيفة أنّ طول خط أنابيب الغاز الجديد، المقدّرة كلفته بـ55 مليار دولار، يبلغ نحو 3 آلاف كيلومتر، مشيرةً إلى أنّه يمتد من حقول الغاز في إيركوتسك وياقوتيا في سيبيريا وصولاً إلى الحدود الصينية. ورأت الصحيفة أنّ هذا الخط يمثّل دليلاً قوياً إضافياً إلى العلاقات النامية بين موسكو وبكين، تزامناً مع الحرب التجارية التي تخوضها الصين والولايات المتحدة.
 
وشرحت الصحيفة بأنّ خط الأنابيب سيمكّن روسيا من الوصول إلى سوق الغاز الصينية الكبيرة والمتوسعة، وذلك في إطار عقد بقيمة 400 مليار دولار يمتد على 30 عاماً ويَعد بتوريد 38 مليار متر مكعب من الغاز الروسي سنوياً، وبالتالي تخفيف حدة تأثير العقوبات الغربية المفروضة على روسيا على خلفية ضمها القرم.
 
في ما يتعلق بالصين، فإنّ الأنبوب يتمد على طول 5 آلاف كيلومتر تقريباً من محافظة هيلونغجيانغ الكائنة في شمال شرقي البلاد في شنغهاي والواقعة قبالة مدينة بلاغوفيشتشينسك الروسية، بحسب الصحيفة. وتابعت الصحيفة بالقول إنّ العقد، الموقّع بين شركة "غازبروم" الروسية الحكومية وشركة "النفط الوطنية" الصينية، سيتيح لموسكو تقليل اعتمادها على الأسواق الأوروبية.
 
 
الصحيفة التي تحدّثت عن تقرّب روسيا والصين في إطار تصميمهما على مواجهة النفوذ الأميركي العالمي، حذّرت من قدرة الواردات الروسية إلى الأسواق الصينية على خلق عراقيل أمام موردي الغاز الأميركي الأغلى ثمناً من جهة، والمساعدة على تقوية موقف بكين في المحادثات التجارية مع واشنطن، من جهة ثانية.
 
من جهته، أكّد المحلل الروسي، ألكسندر غابوييف، أنّ الاتفاق يجسد "التفاتة بوتين باتجاه الصين"، قائلاً: "على المدى البعيد، سينافس غاز خط الأنابيب الآتي من روسيا الغاز الأميركي". ولما كانت الصين تمثّل الزبون الوحيد لخط الأنابيب الروسي، تحدّث المحلل عن إمكانية ممارسة بكين ضغوطاً على روسيا من أجل خفض أسعار الغاز.
بدوره، رأى المحلل في مجال الطاقة، أندرو هيل، أنّ روسيا التي وضعت نفسها بين الأسواق الأوروبية غرباً، وبين الأسواق الصينية سريعة النمو والمتعطشة للغاز شرقاً، تحوّط نفسها من جميع النواحي وتعزز موقعها استراتيجياً: توقعت وكالة الطاقة الدولية نمو الطلب العالمي على الغاز بنسبة 1.6% سنوياً حتى عام 2024، بدعم من الاستهلاك في الصين الذي سيشكل أكثر من ثلث نمو الطلب خلال تلك الفترة.
 
عن " قوة سيبيريا"، شبّه هيل المشروع الصيني-الروسي بزواج المصلحة، قائلاً: "تملك روسيا الغاز الذي تريده الصين، في حين تبدي روسيا استعداداً لجني المزايا السياسية المرتبطة بذلك كافة إلى جانب تعزيز مكانتها". كما لفت هيل إلى أنّ المشروع يمنح روسيا القدرة على تقليب الأسواق على بعضها.
 
أنابيب الغاز.. سلاح بوتين الجديد
 
تعتزم روسيا إنهاء العمل على خط "نورد ستريم 2" الذي يصل إلى ألمانيا ويزود شمال أوروبا وغربها بالغاز عبر بحر البلطيق، من دون المرور بأوكرانيا.
ويُتوقع أن يدشّن بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، خطّ أنبوب غاز "تركستريم" في كانون الثاني المقبل، ويلتفّ هذا الخط على أوكرانيا ويربط روسيا بجنوب أوروبا وتركيا.

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك