Advertisement

عربي-دولي

بعد استخدامه هواتف غير "آمنة".. كيف سيؤثر ذلك في إجراءات عزل ترامب؟

Lebanon 24
08-12-2019 | 10:00
A-
A+
Doc-P-652379-637114213137016291.jpg
Doc-P-652379-637114213137016291.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

إن التجسس على رئيس الولايات المتحدة مسألة حساسة توفر لها الدول المعادية -وربما الصديقة أيضاً- جميع الإمكانات المتاحة، وهو ما يستدعي اتخاذ الأجهزة الأمنية الأميركية إجراءات صارمة لمنع نجاح تلك المحاولات، فماذا يعني استخدام ساكن البيت الأبيض هواتف خلوية غير مؤمَنة؟ وكيف ينعكس ذلك على تلك المحاولات؟ وهل تؤثر تلك القصة في موقف ترامب بتحقيقات الكونغرس التي ربما تؤدي إلى عزله من منصبه؟

 

صحيفة "واشنطن بوست بوست" الأميركية نشرت تقريراً حول القصة بعنوان: "سجلات الهاتف في تقرير العزل تجدِد المخاوف حيال أمان اتصالات ترامب".

 

ماذا يعني نشر سجلات الهاتف؟

قال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون إن الرئيس ترامب تواصل بانتظام مع محاميه الشخصي رودي جولياني، وأفرادٍ آخرين، باستخدام هواتف خلوية معرَضة لرقابة الأجهزة الاستخباراتية الروسية وغيرها.

 

إذ كشفت سجلات الهاتف، التي نشرتها لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأسبوع الجاري، عن اتصالاتٍ مكثَفة بين جولياني وأشخاصٍ غير معروفين داخل البيت الأبيض وغيرهم من المنخرطين في الحملة من أجل الضغط على أوكرانيا، دون أي دليلٍ على أن تلك المكالمات كانت مشفَرة أو محميَة من المراقبة الأجنبية.

 

وقال المسؤولون إن تلك الكشوفات تثير احتمالية أن موسكو كانت تستطيع الاطلاع على جوانب محاولات ترامب للضغط على أوكرانيا، وذلك من أجل فتح تحقيق بشأن منافسٍ سياسي قبل شهورٍ من كشف تقرير أحد المبلِغين عن المخالفات وفتح تحقيق العزل.

 

ولم يتم التعرف على اسم ترامب تحديداً في سجلات هاتف البيت الأبيض، لكن المحققين قالوا إنهم يشتبهون في أنه واحدٌ من الأشخاص الذين يستخدمون رقماً محجوباً مدرجاً تحت اسم "-1" في الملفات. وقال مسؤولو الإدارة على نحوٍ منفصل، إن ترامب تواصل بانتظامٍ مع جولياني عبر خطوطٍ هاتفية غير آمنة.

 

 

لماذا تجاهل ترامب التعليمات الأمنية؟

وتوفِر تلك الكشوف أدلةً جديدة تشير إلى أن الرئيس يواصل تجاهل التوجيهات الأمنية التي وضعها مساعدوه وامتثل لها سابقوه، وهو موقفٌ يستحق الملاحظة بشكلٍ خاص؛ نظراً إلى هجوم ترامب على هيلاري كلينتون خلال حملته الرئاسية عام 2016، بسبب استخدامها حساب البريد الإلكتروني الشخصي في أثناء شغلها منصب وزيرة الخارجية.

 

هذا فضلاً عن أن علاقته بالحملة الأوكرانية تعتبر إشكاليةً أيضاً؛ نظراً إلى الكيفية التي يمكن أن تستغل بها موسكو معرفتها بتورط ترامب سراً في جهود انتزاع المجاملات السياسية من حكومة كييف.

 

ولا شك في أن اطلاع موسكو على محادثات جولياني مع ترامب قد يمكِّنها من تكييف أو تضخيم دعايتها للمزاعم التي لا أساس لها، والتي تقول إن أوكرانيا هي التي اخترقت اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي خلال انتخابات الولايات المتحدة عام 2016، وليست روسيا. ويتبنى حلفاء ترامب الجمهوريون تلك المزاعم الآن على نطاقٍ واسع. إذ تستخدم روسيا بالفعل قدراتها في مجال نشر المعلومات المضللة لاستهداف المواطنين الأمريكيين، وتستطيع استغلال عملائها الخاصين داخل أوكرانيا لإمداد جولياني -الذي سافر إلى كييف هذا الأسبوع- بالمعلومات الخاطئة، بحسب المسؤولين. والتقى جولياني أحدَ المشرعين الأوكرانيين الذين درسوا داخل أكاديمية الاستخبارات السوفييتية (كي جي بي) في موسكو أوائل التسعينيات، ورفض البيت الأبيض التعليق، كما لم يستجب جولياني لطلبات التعليق.

 

هل لدى روسيا معلومات يجهلها الكونغرس؟

وقال جون سايفر، نائب الرئيس السابق لقسم عمليات روسيا بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، إن ترامب وجولياني "منحا الروس ذخيرةً فعالة يمكنهم استخدامها علناً أو سراً أو لتضليل المعلومات". وأضاف سايفر وآخرون إنه من المرجح أن تكون روسيا قد تعقبت مكالمات جولياني وآخرين، لدرجة أن الكرملين بات يعلم عن تلك المحادثات أكثر من محققي العزل أنفسهم.

Advertisement

 

لماذا فشلت محاولات ترامب استخدام خطوط آمنة؟

وأجرى جون كيلي، كبير موظفي البيت الأبيض سابقاً، محاولةً مشتركة مع مسؤولي الاستخبارات في عام 2017، لإقناع ترامب باستخدام خطوط البيت الأبيض الآمنة، حتى بعد عودته إلى محل إقامته في المساء، بحسب المسؤولين. ولكن المسؤولين أضافوا إن ترامب تضايق وعاد إلى استخدام هاتفه الخلوي، حين أدرك أن استخدام الخطوط الآمنة يمكِّن كيلي من جمع سجلات مكالماته اليومية وهويات من يتحدث إليهم. وأوضح مسؤولٌ بارز سابق في الإدارة: "كان مهووساً تماماً بفكرة أن يعلم الجميع هوية من يتحدث إليهم".

 

ولكن المساعدين كانوا عازمين على دفع الرئيس إلى استخدام الخطوط الأرضية المعززة، لدرجة أنهم منحوه درساً تعليمياً حول الكيفية التي تستطيع من خلالها الحكومات الأجنبية الاستماع إلى مكالماته، بحسب مسؤولين سابقين في الإدارة. وقال المساعدون إن عادات ترامب تحسنت، لكنه ما يزال يستخدم هاتفاً خلوياً يرونه أقل تأميناً.

 

ويستخدم الرئيس الآن هاتفاً خلوياً حكومياً معزَّزاً ويجري تنظيفه باستمرار، بحسب مسؤولين في الإدارة، رغم أن ذلك يعتبر أقل أماناً من استخدام الخطوط الأرضية المعززة.

 

كيف يمكن التنصت على مكالمات الرئيس؟

ووسط موجة الاتصالات هذه، أجرى جولياني مكالمةً هاتفية استمرت ثماني دقائق مع ليف بارناس، شريكه السوفييتي الأصل. مما يثير احتمالية أن حاكم نيويورك السابق كان يروي تفاصيل اتصالاته مع البيت الأبيض في ذلك اليوم. وتحصل وكالات الاستخبارات الأجنبية على المعلومات عن الأهداف الرئيسية عادةً، مثل مسؤولٍ بارزٍ في البيت الأبيض، عن طريق مراقبة الاتصالات الثانوية للآخرين الذين يتواصلون معه، بحسب عملاء استخباراتيين سابقين.

 

ويؤكد نسيج الاتصالات إلى أي مدى أودع ترامب ثقته بشبكةٍ من الأشخاص خارج الحكومة الأمريكية، وذلك فيما يتعلق بجوانب أجندته السرية مع أوكرانيا.

 

وشهد مسؤولون بارزون في الإدارة، من بينهم كبيرة مستشاري البيت الأبيض في الشأن الروسي فيونا هيل، بأنهم لم يكونوا على علمٍ بأنشطة جولياني واتصالاته مع ترامب.

 

وقال مسؤولون أميركيون إن روسيا استفادت من جميع جوانب الجدل الدائر حول أوكرانيا تقريباً، ومن ضمنها الضغط الذي فرضه ذلك الجدل على علاقة أوكرانيا مع الولايات المتحدة، ومحاولة تشتيت الانتباه بعيداً عن الهجمات الروسية على الانتخابات الأمريكية، والأثر التعجيزي الذي سببه تحقيق العزل داخل واشنطن.

 

كيف حصل الكونغرس على سجلات الهواتف؟

وتشير قدرة محققي مجلس النواب على الحصول على سجلات المكالمات، عن طريق استدعاء سجلات شركات الاتصالات، إلى أن تلك المكالمات لم تُجر باستخدام خطوطٍ آمنة أو تطبيقاتٍ مشفرة مثل Signal أو WhatsApp، وهو ما كان سيجعلها خفيةً عن أعين شركات الاتصالات.

 

وتوفر سجلات البيانات الوصفية تفاصيل عن وقت ومدة كل مشاركٍ في المكالمات، ولكنها لا توفر تفاصيل عن فحواها. واستشهد جولياني بهذه الثغرة الأسبوع الجاري، ليشير إلى احتمالية ألا يكون قد تحدث إلى ترامب بخصوص أوكرانيا خلال المحادثات.

 

كيف يؤثر ذلك في إجراءات العزل؟

ما الذي يحدث الآن؟ طلبت رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، من نواب اللجنة أن يواصلوا مراجعة بنود العزل، وهو ما يعني أنهم سيعدّون قائمةً بما يرونها مخالفات تستحق عزل الرئيس.

 

ما الخطوة التالية؟

سيجري التصويت على تلك البنود واحداً تلو الآخر، عن طريق اللجنة القضائية بمجلس النواب، ثم عن طريق مجلس النواب بالكامل. ولم توضح نانسي الجدول الزمني المحدد لذلك، ولم توضح مدى ضيق صياغة بنود ذلك العزل. ومن المقرر أن تجتمع اللجنة القضائية يوم الإثنين المقبل، من أجل مشاهدة العروض التوضيحية من جانب محامي لجنة الاستخبارات، وذلك فيما يتعلق بسلوكيات ترامب تجاه أوكرانيا.

 

 

 

 

 

المصدر: عربي بوست
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك