Advertisement

عربي-دولي

ماكرون تقمّص شخصية شيراك وعرفات عاد إلى الحياة.. الفرنسيون عالقون في الماضي!

فاطمة معطي Fatima Mohti

|
Lebanon 24
24-01-2020 | 06:00
A-
A+
Doc-P-667745-637154677734028094.jpg
Doc-P-667745-637154677734028094.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
الزمن الأوّل تحوّل. يرفض الفرنسيون تقبّل هذا الواقع، بل ما زالوا يعيشون في الماضي، وتحديداً في عهد الرئيس جاك شيراك (1932-2019)، عندما كان لكلمة باريس صدى على الساحتيْن الإقليمية والدولية.
 
يمكن لمن تابعوا زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القدس المحتلة الخروج بهذا الاستنتاج، فقد بات من العسير تجاهل حقيقة أنّ الأوروبيين، والفرنسيين بالتالي، يفقدون تأثيرهم في الشرق الأوسط، على حساب بروز الأميركيين. في ما يتعلّق بالقضية الفلسطينية، يروّج الرئيس الأميركي دونالد ترامب لـ"صفقة القرن"، وعلى صعيد الاتفاق النووي الإيراني، تشير التقارير إلى أنّ ترامب "يبتز" حلفاءه، إذ كشفت صحيفة "واشنطن بوست" أنّ الإدارة الأميركية هدّدت بفرض رسوم بنسبة 25% على سيارات أوروبية مستوردة إلى الولايات المتحدة في حال رفض فرنسا وبريطانيا وألمانيا اتهام إيران بخرق الاتفاق النووي. وبعد الهدوء النسبي في الحرب التجارية مع الصين، هدّد ترامب في منتدى دافوس الاقتصادي الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية على صادراته من السيارات، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق تجاري. وفي ملف "داعش"، ابتز ترامب الأوروبيين أيضاً، إذ هدّدهم قبل عاميْن بإطلاق سراح عناصر التنظيم المعتقلين في سوريا. اللائحة تطول، ففي الساحل الأفريقي يتنافس الفرنسيون مع الأميركيين في الساحل الأفريقي. وفي لبنان، يبدو الفرنسيين عاجزين عن تغيير الموقف الأميركي الذي ما انفك يزداد تصلباً منذ ترؤس ترامب الإدارة الأميركية.
 
بالعودة إلى زيارة ماكرون إلى القدس، حيث شارك بإحياء الذكرى الـ75 لتحرير معسكر "أوشفيتز" النازي، كان لافتاً الموقف الذي عاشه أو "تقصّد" أن يعيشه، إذ سار "رئيس الأغنياء" على خطى "الرجل الجرافة"، وهو اللقب الذي أطلقه الرئيس جورج بومبيدو على شيراك. وعند باب كنيسة القديسة آن في القدس المحتلة، أنّب ماكرون عناصر شرطة الاحتلال، وتوجه باللغة الإنكليزية إلى شرطي إسرائيلي قائلاً له: "لا يعجبني ما فعلتم أمامي"، وطالباً منه أن يغادر الكنيسة. وفي تسجيلات فيديو انتشرت على مواقع التواصل، يُسمع ماكرون يقول: "اخرج من فضلك"، مشيراً إلى أنّ القواعد المتبعة في المكان على مدار "عدة قرون لن تتغير معي، أنا أقول لكم، حسناً؟". وبحسب التقارير التي تناولت الحادثة، فإنّ المشادة وقعت عندما تعدّى عناصر أمن الاحتلال المضيفة القواعد الأمنية الفرنسية، ودخلوا إلى كنيسة سانت آن المملوكة للحكومة الفرنسية، حيث تعتبر الكنيسة التي يعود تاريخ بنائها إلى القرن الثاني عشر أرضاً فرنسية منذ خمسينيات القرن التاسع عشر.
 
Advertisement
 
هذه الحادثة أعادت إلى الأذهان السيناريو الذي حصل مع شيراك، وذلك عندما وقعت مشادة كلامية بينه وبين شرطة الاحتلال، وآنذاك، وتحديداً في العام 1996، سأل شيراك عناصر أمن الاحتلال: "ماذا تريدون؟ هل أعود إلى طائرتي وأعود إلى فرنسا؟ هل هذا ما تريدونه؟".
 
 
 
 
ويمكن في السياق نفسه أيضاً الحديث عن تسجيل فيديو آخر انتشر على مواقع التواصل. ففي خلال رسالتها المباشرة، أعادت مراسلة "BFMTV"، الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (1929-2004) إلى الحياة بعد 16 عاماً على وفاته، إذ قالت إنّ ماكرون سيلتقيه في إطار زيارته.
 
 
يُشار إلى أنّ السلطة الفلسطينية أعربت عن حزن الشعب الفلسطيني العميق على وفاة شيراك "صديق الشعب الفلسطيني". وفي تصريح له، قال وزير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي "عزاؤنا لعائلته ولشعب فرنسا الصديق بفقدان أيقونة الدفاع عن الحرية والمبادئ العدل والمساواة"، مستذكراً زيارة الرئيس الراحل إلى القدس الشرقية و"تصدّيه للإجراءات التعسّفية هناك ومسيرته السياسية التي توّجها باستقباله الرئيس الراحل ياسر عرفات في لحظاته الأخيرة".
 
على الرغم من مرور 24 عاماً، ما زال لفيديو مواجهة "الدكتور شيراك"، كما لقّبه عرفات، صداه في العالم العربي، وذلك إلى جانب رفضه الغزو الأميركي للعراق. لكننا، إذا ما راجعنا مواقف شيراك عملياً، لا نلاحظ أي خرق على مستوى أي من القضايا العربية، وهو الواقع الذي دفع بعض المحللين إلى القول إنّ شيراك أجاد مخاطبة العرب إعلامياً لا أكثر!

المصدر: خاص لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك