Advertisement

عربي-دولي

الإعلام الإسرائيلي ينشر تفاصيل "صفقة القرن"

Lebanon 24
26-01-2020 | 12:59
A-
A+
Doc-P-668339-637156658065883347.jpg
Doc-P-668339-637156658065883347.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يتنافس الإعلام الإسرائيلي على بث ما يقول إنه تفاصيل للخطة الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية والمعروفة باسم "صفقة القرن"، ففي الوقت الذي أفادت هيئة البث العامة (كان) بأن ما سيخصص للفلسطينيين من مجمل أراضي الضفة الغربية المحتلة هو 70 في المائة مع تجميد الوضع في المنطقة (سي)، أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن الإدارة الأميركية وضعت مهلة 4 سنوات لقبول الفلسطينيين بالخطة، وتنفيذها على أرض الواقع.
Advertisement
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، على موقعها الإلكتروني، اليوم الأحد، أنّ إدارة دونالد ترامب، التي تتوقع رفضاً فلسطينياً للخطة، ستضع مهلة 4 سنوات لقبولها من قبل الفلسطينيين، وتنفيذها على أرض الواقع.

وبحسب موقع "يديعوت أحرونوت"، فإنّ الرئيس ترامب يعتزم منح "مهلة تحضيرية" لنحو أربعة أعوام، "يُبقى فيه الباب أمام الفلسطينيين الذين يرفضون الخطة حالياً، مفتوحاً".

ووفقاً الموقع، فإنّ هذه المهلة الطويلة تؤشر إلى أن البيت الأبيض ينطلق من الافتراض أن محمود عباس سيرفض الخطة، وأنهم يأملون بأن يقبلها خليفته، ولذلك تقرر عدم إغلاق الباب.

وأوضح أن "الأميركيين غير مستعدين لأن تقبل أو توافق إسرائيل فقط على أجزاء من الخطة، والأهم أنهم سيرفضون جوابا على صيغة "نعم ولكن" من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، خاصة أن الأخير يعتزم أن يعلن قبول الخطة مع تحفظات".

وأشار إلى أن "الموقف الأميركي هو أنه لن يكون بمقدور إسرائيل أن تفرض السيادة على المستوطنات وأن تضم غور الأردن، مع رفضها تنفيذ أجزاء أخرى من الخطة ".

ووفقاً لـ"يديعوت أحرونوت"، فإن الخطة تحدد "مهلة تحضيرية" يجري خلالها تجميد الوضع في كافة أنحاء المنطقة (سي) الخاضعة حالياً للسيطرة الإسرائيلية الكاملة. ويعني هذا أنه سيكون بمقدور إسرائيل البناء داخل المستوطنات القائمة، لكن من دون التوسع خارج حدودها الحالية، كما لن يكون بمقدورها إقرار "خطط لإقامة مستوطنات جديدة أو توسيع المناطق الصناعية للمستوطنات في الضفة الغربية"، وهو بند يعارضه قادة المستوطنين.

وبحسب تقرير "يديعوت أحرونوت"، فإن الخطة تجيز لإسرائيل أن تضم ما يتراوح بين 30 بالمائة إلى 40 بالمائة من أراضي المنطقة (سي)، علماً بأن الفلسطينيين يسيطرون على نحو 40 بالمائة من المناطق المعرفة بمناطق(A وB) مما يعني بقاء 30 بالمائة من أراضي المنطقة (سي) في مكانة مبهمة وغير واضحة.

وفي الاتجاه نفسه، تحدثت القناة "11" في هيئة البث الإسرائيلية العامة (كان)، أن الخطة ستخصص للفلسطينيين 70 في المائة من مجمل أراضي الضفة الغربية المحتلة، مع تجميد الوضع في المنطقة (سي) بما يمنع دولة الاحتلال من بناء مستوطنات جديدة أو وضع مخططات لمستوطنات جديدة، وحصر البناء الاستيطاني داخل المستوطنات القائمة.

ويدعي مسؤولون كبار من قادة المستوطنين، أنّ الأميركيين تركوا الجانبين، الأردني والفلسطيني، يستنتجان أن هذه المساحة (30 بالمائة) سيتم لاحقاً ضمها إلى الـ(40 المائة) الموجودة الآن تحت السيطرة الفلسطينية، مما يعني أن الدولة الفلسطينية ستمتد على نحو 70 بالمائة من أراضي الضفة الغربية.

في السياق، نقل موقع "يديعوت أحرونوت" عن مصادر إسرائيلية قولها إنّ "الأميركيين سينتظرون عدة أسابيع لمعرفة الرد الفلسطيني، وهل سيقبلون الخطة أم سيرفضونها، قبل أن تبدأ إسرائيل بإجراءات ضم نصف مساحة المنطقة (سي)، مما يعني أنه لن يكون بمقدور نتنياهو أن يعرض على الكنيست مشروع ضم غور الأردن قبل الانتخابات المقررة في الثاني من مارس/آذار".

وبحسب الموقع، فإن ترامب يراهن على فوزه في الانتخابات، وعندها سيمارس ضغوطاً على الفلسطينيين للعودة إلى طاولة المحادثات.

ووفقاً للموقع فإنه فقط في نهاية الفترة التحضيرية سيكون بمقدور الفلسطينيين الإعلان عن دولة مستقلة، لكن ستُفرض عليها قيود غير قليلة، أبرزها دولة من دون جيش، ومن دون سيطرة على المجال الجوي، ومن دون سيطرة على المعابر الحدودية، ومن دون قدرة على إبرام تحالفات مع دول أجنبية.

نفق بين غزة والضفة

واستطرد موقع "يديعوت أحرونوت" في الحديث عن تفاصيل الخطة قائلاً أيضاً إنها تقترح حفر نفق يربط بين الضفة وقطاع غزة "كمعبر آمن"، وهي مسألة لم يتم حسمها للآن من قبل الجهاز الأمني الإسرائيلي، بحسب الموقع، وأنه ستكون هناك تحفظات لضمان ألا يتم نقل أسلحة أو مطاردين فلسطينيين عبر هذا النفق.

وتطلب الخطة الأميركية من السلطة الفلسطينية استعادة السيطرة على قطاع غزة، ونزع سلاح كل من حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي". وبحسب الموقع، فإن هذا الشرط يدلّ على أن الأميركيين لا يدركون حقيقة الوضع أو أنهم لا يتعاملون مع هذا الموضوع بجدية.

وتبقي الخطة، بحسب "يديعوت أحرونوت"، على 15 مستوطنة مزروعة كجيوب إسرائيلية من دون تواصل جغرافي، وإجلاء 60 بؤرة استيطانية غير قانونية يعيش فيها اليوم نحو 3000 مستوطن.

وتضع الخطة، القدس المحتلة برمتها تحت السيادة الإسرائيلية، بما في ذلك الحرم القدسي والأماكن المقدسة التي ستكون تحت إدارة إسرائيلية فلسطينية مشتركة. ولا تتضمن الخطة أي تقسيم للمدينة، وسيتم نقل وتسليم كل ما هو وراء الجدار الفاصل في القدس المحتلة للفلسطينيين، بشرط أن يقبلوا الخطة برمتها. وسيكون بمقدورهم تحديد "عاصمتهم" في كل مكان في القدس، بشرط أن يكون وراء الجدار أي أن بمقدورهم أن يحددوا عاصمتهم في شعفاط مثلاً.

وتطرق الموقع العبري إلى الشق الاقتصادي ومسألة رصد خمسين مليار دولار لتطبيقها، وأن محمد بن سلمان وزعماء في الخليج تعهدوا بتوفيرها.


خيارات السلطة الفلسطينية بعد إعلان "صفقة القرن"
وتقف قيادة السلطة الفلسطينية أمام تحدٍّ كبير عشية إعلان دونالد ترامب المرتقب عن خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة بـ"صفقة القرن". 
فإعلان ترامب بشكل رسمي الخطة، التي توصل إليها بالتشاور مع ممثلي حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، كما كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، سيقلص هامش المناورة المتاح أمام محمود عباس. 

وتجمع التسريبات على أن خطة الإملاءات، والتي تم تنفيذ الجزء الرئيسي منها على الأرض، تتضمن إسناداً أميركياً لقيام الاحتلال الإسرائيلي بضم منطقة "غور الأردن" والمستوطنات، وبمنح الاحتلال حصرياً الصلاحيات الأمنية في الضفة الغربية، وإسدال الستار على قضيتي القدس واللاجئين؛ وهو ما يعني أن قيادة السلطة الفلسطينية ستؤكد مجدداً رفضها السابق لـ"الصفقة" فور الإعلان عنها.

اللافت أن إصرار ترامب على إعلان الخطة رغم إدراكه الرفض الفلسطيني المسبق لها يعني أن الإعلان يهدف فقط إلى توفير المبررات لكي يعلن بنيامين نتنياهو ضم غور الأردن والمستوطنات، في حين يصدر ترامب مرسوماً "رئاسياً" للاعتراف بالضم، كما فعل عندما اعترف بضم هضبة الجولان.

وكما كتب اليوم أمير تيفون، مراسل صحيفة "هآرتس" في واشنطن، فإن الولايات المتحدة وإسرائيل حرصتا على صياغة "صفقة القرن" بشكل يدفع الفلسطينيين لرفضها، وذلك لإضفاء "صدقية" على ضم غور الأردن.


ومما يفاقم الأمور تعقيدا أمام قيادة السلطة حقيقة أن النظام الرسمي العربي يبدو لا مباليا بإعلان الخطة، على الرغم مما تتضمنه من بنود تمثل تصفية حقيقية للقضية الفلسطينية، فلا يوجد ما يدل على أن الجامعة العربية، التي عقدت في الأعوام الماضية عددا من الاجتماعات على مستوى القمة ومستوى وزراء الخارجية، شددت فيها على الحقوق الوطنية الفلسطينية، مستعدة لاتخاذ خطوات لمواجهة الخطة الأميركية.

إلى جانب ذلك، فإن الإعلان عن "صفقة القرن" يتم في ظل تفكك الجبهة الفلسطينية الداخلية بسبب الانقسام الناجم عن الصراع المتواصل بين حركتي "فتح" و"حماس"، اللتين تحتكران تأييد الأغلبية الساحقة من الفلسطينيين.

من ناحية نظرية، فإن قيادة السلطة لا تنقصها الحاجة لاتخاذ قرارات سياسية لمواجهة "الصفقة". فقد سبق أن عقد كل من المجلس المركزي والمجلس الوطني الفلسطيني ثلاثة اجتماعات منذ أن أعلن ترامب اعترافه بالقدس وقراره نقل السفارة إلى المدينة المحتلة، صدرت عنها مجموعة من القرارات التي تناولت إعادة النظر في مجمل العلاقة مع إسرائيل، وضمن ذلك وقف التعاون الأمني مع جيش الاحتلال.

لكن قيادة السلطة لم تطبق أيا من هذه القرارات، خشية رد الفعل الإسرائيلي، حيث لم ترغب في أن تعلق في مواجهة مع حكومة اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو، فضلاً عن أنها راهنت على أن تسفر الجولات الانتخابية في إسرائيل عن حكومة تكون مستعدة للعودة لمسار المفاوضات السابق.

ومع كل ما تقدم، فإن قيادة السلطة تعي أنها حاليا مطالبة بإحداث تحول على نمط سلوكها، بسبب التداعيات العملية لإعلان "صفقة القرن".

وفي حال تم ضم منطقة "غور الأردن" التي تمثل حوالي 30% من مساحة الضفة الغربية والمستوطنات اليهودية التي تنتشر على حوالي 12% من الضفة وشبكة المواصلات التي تربط بينهما وبين إسرائيل، والقواعد العسكرية التي تؤمنها، فإن هذا يعني أن السلطة الفلسطينية لن تكون قائمة عمليا من ناحية سياسية، على اعتبار أن حوالي 42% من مساحة الضفة ستكون تحت "السيادة" الإسرائيلية.

إلى جانب ذلك، فإن الإعلان عن "صفقة القرن" سيتم بعد أن أعلن وزير الأمن الإسرائيلي نفتالي بينت عن تشكيل "منتدى الصراع على المنطقة ج"، وهي المنطقة التي تمثل أكثر من 60% من مساحة الضفة. 

وحسب ما أعلنه بنيت، فإن "المنتدى" سيكون معنيا بشكل خاص بتسهيل سيطرة المستوطنين على الأراضي الفلسطينية الخاصة، وتقليص الفرص أمام القرويين الفلسطينيين لتقديم التماسات ضد قرارات مصادرة أراضيهم.

من هنا، فإن إعلان "صفقة القرن" والشروع في ضم أجراء من الضفة يسدل الستار عمليا على البرنامج السياسي لمحمود عباس، الذي ارتكز على شعاره المعروف "البديل عن المفاوضات هو المفاوضات".

وبناء على كل المستجدات الجارية يطرح السؤال: "هل يتجه عباس في ظل هذه الأوضاع إلى تفعيل القرارات التي أصدرها كل من المجلس الوطني والمجلس المركزي، وتحديدا فيما يتعلق بالتعاون الأمني وسحب الاعتراف بإسرائيل؟".

سلوك هذا المسار يعني أولا الاستعداد لمواجهة مباشرة وغير مسبوقة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وهي المواجهة التي حرص عباس حتى الآن على تجنبها، مع العلم أن خوض هذا المسار يستدعي حتما توحيد الصف الفلسطيني الداخلي.

ويمكن أن تتجاوز قيادة السلطة هذا المسار وتركز على العمل في المحافل الدولية، على اعتبار أنه حتى خبراء قانون إسرائيليون يقرون بأن قرار ضم "غور الأردن" يمكن النظر إليه كجريمة حرب، حسب القانون الدولي؛ وإن كان هذا المسار سيكون طويلا ومضنيا، لا سيما في ظل تجند الولايات المتحدة لصالح إسرائيل في المحافل الأممية، وتحديدا أمام المحكمة الجنائية الدولية؛ فضلاً عن أنه لا يوجد ما يضمن أنه سيؤثر على قرارات الضم وبقية الإجراءات العقابية التي يمكن أن تقدم عليها إسرائيل ردا على التوجه للمحكمة الجنائية.

وبغض النظر عن المسار الذي تسلكه قيادة السلطة في أعقاب الإعلان عن "صفقة القرن"، فإنه يبدو في حكم المؤكد أن هذه القيادة لا يمكنها مواصلة نمط علاقتها الحالي مع تل أبيب، بعد أن يتم ضم حوالي نصف الضفة الغربية لإسرائيل، فالشارع الفلسطيني يمكن أن ينفجر في أية لحظة، وتندلع انتفاضة ثالثة بشكل ينسف حسابات إسرائيل والولايات المتحدة، ونظم الحكم العربية، وقيادة السلطة والتنظيمات الفلسطينية.
المصدر: العربي الجديد
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك