Advertisement

عربي-دولي

لماذا ترغب واشنطن بالتوصّل لاتفاق سلام مع "طالبان" في أفغانستان؟!

Lebanon 24
22-02-2020 | 10:00
A-
A+
Doc-P-676233-637179668277021806.jpg
Doc-P-676233-637179668277021806.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كشف تقريرٌ نشرته قناة "الحرّة" عن أسباب رغبة الولايات المتّحدة الأميركية بالتوصّل إلى اتفاق سلام مع حركة "طالبان" في أفغانستان، وذلك بعد نحو 20 عاماً من الصراع سقط نتيجته الآلاف بين قتيل وجريح، وأنفقت الولايات المتحدة مليارات الدولارات على حرب اعتبرت "الأكثر كلفة" في تاريخ حروبها.
Advertisement
ولم تنجح جهود الإدارات الأميركية المتعاقبة في إرساء سيطرة حكومة مركزية في كابول وإنهاء هجمات "طالبان" والجماعات الموالية لها التي باتت تسيطر على أجزاء واسعة من البلاد.
ومع احتدام المعارك ومقتل آلاف المدنيين والمقاتلين، دخلت الولايات المتحدة في مفاوضات سلام مع الحركة على أمل أن تنهي هذا الصراع الممتد إلى عام 2001.
وبعد نحو 9 جولات ماراثونية، أعلن مسؤولون أميركيون التوصل إلى اتفاق "لخفض العنف" من المتوقّع أن يسمح سريانه بمتهيد الطريق أمام سحب القوات الأميركية التي يبلغ عددها الآن نحو 12 ألف جندي وإطلاق مفاوضات أفغانية - أفغانية.
لكن وبحسب التقرير، فإنّ الحركة المصنّفة "إرهابية" استمرت في نهج العنف حتى خلال عملية التفاوض على السلام، وهو ما دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إلغاء اتفاق سلام كان على وشك أن يخرج إلى النور في أيلول الماضي.
لكنّ ذلك طرح تساؤلاً عن السبب وراء رغبة الولايات المتحدة الملحة في السلام مع الحركة التي قالت مصادر عسكرية في وزارة الدفاع الأميركية لـ"الحرّة" في وقت سابق إنّ "عنفها ضدّ المدنيين تجاوز بعشرات الأضعاف وحشية تنظيم "داعش" في سوريا والعراق".
وتنقل "الحرة" عن الخبير في شؤون الاستخبارات والحركات الراديكالية، الضابط الأميركي المتقاعد توني شافر، قوله إنّ "الولايات المتحدة تتحرك في هذا الاتجاه من منطلق أن حركة "طالبان" تتمتع بنفوذ كبير في أفغانستان وتعلم أن التسوية السياسية بين الأفغان وحثهم على الدخول في دائرة المفاوضات هو الحل الأمثل للوضع الحالي".
وأضاف الباحث أنّ الدستور الأفغاني منع الحركة من المشاركة في الحكومة، وكان هذا "خطأ"، لكن تغيير الوضع والسماح لـ"طالبان" بالمشاركة في العملية الديمقراطية سيخفض من رغبتها في الاعتداء على الحكومة والقوات المتحالفة معها".
وخلال السنوات الماضية ظهرت محاولات لإحلال السلام، لكنّها فشلت بسبب إصرار الحركة على عدم الحوار مع الحكومة ورفضت مبادرة سلام قدمها الرئيس الأفغاني أشرف غني في 2018 لمحادثات سلام غير مشروطة والاعتراف بها كحزب سياسي لكن الحركة رفضت، وواصلت هجماتها. الاستتثناء الوحيد من العنف استمرّ فقط بضع أيام خلال عيد فطر عام 2018 وعاد العنف بعدها.
لكن الحركة وافقت على التفاوض مع الولايات المتحدة وبحلول صيف 2019، بدا يلوح في الأفق أنّ السلام بات ممكناً، وأعلن المبعوث الخاص لترامب زلماي خليل زاده عن اتفاق سلام "من حيث المبدأ" مع الحركة.
وكانت الأنباء تشير إلى أنّه ينصّ على سحب نحو 5 آلاف جندي أميركي وإغلاق 5 قواعد مقابل وقف "طالبان" هجماتها، لكنّ قيام الحركة بقتل جندي أميركي في ذلك الوقت دفع ترامب إلى إعلانه انتهاء المفاوضات.
ومع الإعلان الأخير عن اتفاق "خفض العنف"، من المتوقّع بحسب وسائل إعلام أميركية توقيع اتفاق أوسع نطاقاً يتم بموجبه انسحاب الآلاف من القوات الأميركية، وبدء مفاوضات حول تسوية سياسية بين "طالبان" ووفد أفغاني يضم مسؤولين حكوميين. وستكون إحدى القضايا الأولى وقف إطلاق النار في عموم البلاد.
الدبلوماسية السابقة والخبيرة في مجموعة الأزمات الدولية لوريل ميلر قالت لوكالة "فرانس برس" إنّ "الاتفاق بين الولايات المتحدة و"طالبان" ليس اتفاق سلام، لكن حواراً داخلياً أفغانياً يمكن أن يؤدّي إلى إبرام اتفاق للسلام"، مضيفة: "الجانب المهم في الاتفاق بين الولايات المتحدة و"طالبان" هو أنه يخلق فرصة لبدء حوار داخلي أفغاني".
أما الخبير السياسي الذي تحدّث إلى "الحرة" قال إنّ "رؤية ترامب للوضع في أفغانستان تختلف عن سلفه باراك أوباما فالأخير أراد "المكسب" بإرسال المزيد من الجنود، "ولم تكن لديه رغبة في مغادرة أفغانستان بقدر تحويلها إلى دولة ديمقراطية تنتمي إلى القرن الحادي والعشرين". 
وعلى العكس من ذلك، فإنّ ترامب يؤمن بفكر "إنهاء الحروب التي لا تنتهي" لذلك يريد سحب القوات من أفغانستان ويترك للأفغان حرية اختيار طريقة الحكومة التي يريدونها، وهي سياسة رأى أنّها "تختلف عن سياسية أي رئيس أميركي سابق جاء خلال فترة هذه الحرب سواء ديمقراطي أو جمهوري".
وبحسب مقال رأي على موقع "فوكس"، فإن الأمر ربما يتعلق أيضاً بموسم الانتخابات الرئاسية في الولايت المتحدة، فترامب ربما يرغب لدعم حظوظه الانتخابية في الحديث عن "انتصار" في أفغانستان بإعادة الجنود وتوقيع اتفاق سلام مع "طالبان".
وكان مسؤول حكومي في واشنطن قد تحدث إلى "الحرّة" قال إنّ أفضل حل لأفغانستان هو التوصل إلى اتفاق سياسي، وأنّ عدم حصول ذلك لن يمنع القيادة الأميركية من بدء تطبيق برنامج انسحاب زمني قد يؤدي إلى خروج الوحدات العسكرية الموجودة هناك والإبقاء على مجموعة صغيرة تعمل تحت قيادة التحالف الدولي بإشراف حلف "الناتو".
ويشير شافر أيضاً في تصريحاته إلى أنّ كلفة الحرب التي وصلت إلى "تريليونات الدولارات" لم تنجح في إرساء حكومة مركزية في أفغانستان. ويرى أن الشعب الأفغاني بطبيعته يرفض أن يدار بواسطة حكومة مركزية، وهذا الأمر كان واضحاً خلال فترات التاريخ وحتى خلال الفترة الملكية التي لم تسيطر بشكل مركزي على عموم البلاد.
ويرى الضابط المتقاعد أنّ كلفة لحرب هي أحد الأسباب التي دفعت واشنطن إلى التفاوض مع الحركة. 

المصدر: الحرة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك