لم تكن رحلة الطائرة المقاتلة الروسية طراز سوخوي-57 من الجيل الخامس سلسة تماماً، فلقد تحطمت إحدى الطائرات الأولية المنتجة تسلسلياً من طراز سوخوي-57 خلال عمليات تدريبية في الشرق الأقصى لروسيا في أواخر كانون الأول من العام الماضي، بينما كان من الواضح منذ بضع سنوات أن الطائرة قد تتكلف نفقات أكثر مما تستطيع روسيا تحمله، كما تقول مجلة National Interest الأميركية.
بالنظر إلى عامل التكلفة الباهظ، تتخذ موسكو مساراً مشابهاً للعمل مع الجيل التالي من دبابة القتال الرئيسية تي-14 أرماتا، فهي تبحث عن عملاء أجانب للمساعدة في دعم الإنتاج. وفي الشهر الماضي، أعلنت روسيا عن تسريع وتيرة إنتاج الدبابة الجديدة المؤتمتة جزئياً أثناء عرض الدبابة على المشترين الأجانب المحتملين خلال معرض الأسلحة الدولي للجيش الروسي 2020، الذي أقيم خارج موسكو.
الطائرة الشبحية أخيراً للبيع
وفي يوم الثلاثاء 29 أيلول 2020، ذكرت وسائل الإعلام الحكومية الروسية أن موسكو ستعرض الطائرة سوخوي-57 للبيع، وهي التي يقدر ثمن الواحدة منها بـ100 مليون دولار أمريكي، وبذلك لم تعد المقاتلة الأكثر تطوراً في الصناعات الروسية، حكراً على موسكو، إذ بات في وسع المشترين الأجانب اقتناء المقاتلة، على أن يكون ذلك وفق شروط.
وكان من المتوقع أن يزداد الطلب الأجنبي عليها بعد تلبية طلب القوات المسلحة الروسية من تلك الطائرات. لكن رحلة المقاتلة "سو-57" إلى الأسواق لم تكن سهلة، فقد عانت من مشكلات وتعثرات أثناء عملية التصنيع والتجارب الأولى.
من جانبه، قال أناتولي سيرديوكوف، المدير الصناعي لمجمع روسيكت للطيران لوكالة أنباء تاس الحكومية الروسية: "من غير المحتمل أن يكون هناك طلب كبير على تلك الطائرات إلا بعد أن نشحن ما يكفي منها لجيشنا. لذا، فإن هدفنا الأول هو شحن تلك الطائرة إلى القوات المسلحة الروسية. في غضون ذلك، نعرض هذه الطائرة للبيع للأجانب، ونجري حملتنا الدعائية لها". وذكر سيرديوكوف ذلك دون تحديد الدول المحتملة لشراء تلك الطائرة بالضبط.
الاكتفاء الداخلي
هذا الأمر لا يمثل تغييراً كلياً في اتجاه موسكو، فهي تبيع بانتظام عتاداً عسكرياً لشركائها حول العالم. فيما يتعلق بحالة الطائرة سوخوي-57، التي حلقت لأول مرة في عام 2010 واستُخدمت في سوريا في 2018 و2019، ستتلقى القوات الجوية الروسية الدفعة الأولى من الطائرات – لكن في آيار 2019 قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن القوات الجوية الروسية ستتلقى فقط ستاً وسبعين طائرة بحلول عام 2028.
وذكرت وكالة أنباء تاس أيضاً أن المتحدثة باسم الهيئة الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري الفني ماريا فوروبيوفا كشفت في وقت سابق أن العديد من الدول أرسلت طلباً رسمياً لشراء الطائرة سوخوي-57، مضيفة أن مسألة الترويج للطائرة تجري على قدم وساق.
من هم العملاء المحتملون لشراء هذه الطائرة؟
جدير بالذكر أن الطائرة المقاتلة طراز سوخوي-57 قد طُورت بهدف تدمير جميع أنواع الأهداف الجوية والبرية والمائية. وصُممت الطائرة، وهي أول طائرة روسية تستخدم تقنية التخفي أيضاً لتكون ذات سرعة فائقة وقدرة فائقة على المناورة وذات إلكترونيات طيران متقدمة للتغلب على الهجمات الواردة من الجيل السابق للطائرات المقاتلة، بالإضافة إلى الدفاعات الأرضية والبحرية. تتميز الطائرة أيضاً بسرعة تفوق سرعة الصوت وبوجود مساحات مخصصة للأسلحة الداخلية داخل الطائرة وبطلاء ممتص لموجات الراديو وبالتزود بأحدث المعدات على متن الطائرة.
وكان من المفترض أن تخلف هذه الطائرة الشبحية طائرات الميج-29 والسوخوي-27 في سلاح الجو الروسي.
يشمل العملاء المحتملين لشراء الطائرة الشبحية طراز سوخوي 57 الروسية كلاً من الجزائر والهند، ومن الممكن أن تفكر تركيا في شراء تلك الطائرة، خاصة بعد قيام الولايات المتحدة بإبعادها من برنامج لوكهيد مارتن إف-35 لايتنيغ الثاني بسبب شرائها لمنظومة الدفاع الصاروخية الروسية إس-400.
وفي العام الماضي، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا وروسيا تتفاوضان على صفقة تتعلق بالطائرات -وهي خطوة يمكن أن تقرب تركيا من روسيا، لكن مدى قيام روسيا بالتوفيق بين التزاماتها تجاه حلف شمال الأطلسي وشراء تلك الطائرات الروسية لم يتضح بعد.