Advertisement

عربي-دولي

قراءة إسرائيلية لفرص المصالحة بين حماس وفتح.. بين التقارب والفجوات

Lebanon 24
19-10-2020 | 12:00
A-
A+
Doc-P-757587-637387033520396371.jpg
Doc-P-757587-637387033520396371.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تدارس معهد بحثي إسرائيلي، فرص التقارب بين القطبين الفلسطينيين؛ حماس وفتح، مؤكدا أن استئناف المسيرة السياسية بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل"، سيعزز مكانة السلطة وسيجعل من الصعب على القطبين تحقيق المصالحة، وبلورة استراتيجية نضالية قتالية مشتركة ضد "إسرائيل".
Advertisement

وأوضح "معهد أبحاث الأمن القومي" التابع لجامعة تل أبيب، في ورقة بحثية من إعداد يوحنان تسورف وكوبي ميخائيل، أن اللقاء الذي عقد في إسطنبول يوم 24 أيلول الماضي، بين أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح"، جبريل الرجوب، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري، "حقق تعبيرا عن المعنى الجسيم الذي توليه قيادتا المعسكرين للتطورات التي تدحر القضية الفلسطينية عن جدول الأعمال الإقليمي".

وأشار إلى أن حماس وفتح يعتبرون نشر "صفقة القرن"، وخطة الضم الإسرائيلية، إضافة إلى تطبيع الإمارات والبحرين "تهديد على مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني وحصرية تمثيل الفلسطينيين له"، منوها أن اللقاء، جاء ضمن سلسلة المساعي الفلسطينية لتحقيق المصالحة.

وبالتزامن مع عقد اللقاء في إسطنبول، أجرى المعهد الإسرائيلي حوار بالخصوص، وعرض خلاله نهجان حول فرص التقارب بين القطبين الفلسطينيين، الأول قدمه يوحنان تسورف؛ وهو نهج يرى أن التغيير يمكن أن يؤدي إلى المصالحة، وأن العزلة الإقليمية والدولية للفلسطينيين، تجبرهم على وضع فكر وطني محدث".

وأما النهج الثاني والذي عرضه كوبي ميخائيل، عرض الفجوات بين الفصيلين غير القابلة للجسر، معتقدا باحتمالية متدنية بتوافقهما لدرجة عدم حدوث المصالحة".

نهج التقارب

وحول نهج إمكانية التقارب، نبه تسورف، أن "الاحتكاك مع إسرائيل هو المحرك شبه الحصري لمنظومة العلاقات بين فتح وحماس، وهو سبب الانقسام بينهما، وهو الكفيل أيضا في الظروف الحالية للمساعدة في التقارب بينهما"، زاعما أن "الاحتكاك في الوقت الحالي، يهدد بالتراجع عن الإنجازات السياسية للحركة الوطنية الفلسطينية".

وأوضح أن مخطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب (صفقة القرن)، "حرك الأمور باتجاه الموقف الموحد للمعسكرين الفلسطينيين، فهو لا يجيب على مطالب الحد الأدنى للجناح الأكثر اعتدالا في الساحة الفلسطينية؛ حيث الضم الإسرائيلي لكل الأرضي بين البحر والنهر، مما يبقى المسؤولية الأمنية لإسرائيل، إضافة للسيادة على الأماكن المقدسة في القدس في يد إسرائيل حتى بعد قيام دولة فلسطينية".

وفضلا عن ذلك، اتضح للفلسطينيين أن "اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين، عمل على تأجيل الضم ولم يلغيه، كما جسد هذا الاتفاق عمق العزلة التي علقوا فيها وضياع التضامن العربي الذي بنوا عليه سواء استراتيجية الكفاح أو التفاوض مع إسرائيل".

وبناء على ما سبق، يسود اليوم  في الساحة الفلسطينية الإحساس، أنه "إذا لم أكن أنا لي فمن لي"، والذي يستوجب وضع خطوط عمل فصائلية مشتركة، كرد فعل على حالة الضعف الراهن، بحيث تشارك فيه كل الفصائل، و تعرب عن استعدادها للعمل في إطاره"، كما قال تسورف.

وذكر أن "الإحساس في معسكري فتح وحماس، أن مجرد محاولات التقارب هذه توجد استجابة لمطلب الجمهور الذي يرى في الانقسام سببا للضعف الفلسطيني، الذي يسمح لكل جهة خارجية بالتدخل في شؤونهم".

وقال: "إن الاستراتيجيتين المختلفتين لفتح وحماس في الكفاح ضد إسرائيل، تطرح علامة استفهام على قدرتهما على التقارب أو المصالحة، وهنا ثلاثة مسائل يمكنها أن تشكل عقبة خلاف؛ الأولى: المقاومة المسلحة واستخدام السلاح، حيث أمر محمود عباس بعد انتخابه في 2005 رئيسا للسلطة، بوقف أعمال العنف ضد إسرائيل، والتنسيق الأمن الكامل معها، وسعى إلى تحكم السلطة بالسلاح كشرط للمصالحة مع حماس، أما الأخيرة، فرفضت ذلك وتمسكت بالمقاومة المسلحة كطريق عمل مركزي".

والمسألة الخلافية الثانية، فهي "ميزان القوى بين الفصائل؛ فحركة حماس جسم متماسك وقوي، وهي لا تعترف بإسرائيل، وفي ذات الوقت، أصبحت على وعي أكبر بالحاجة للعمل الفصائلي المشترك وبالانخراط في الأسرة الدولية، وعليه، من الصعب الحديث اليوم عن منظومة علاقات فصائلية بين فتح وحماس كلعبة نتيجتها صفر".

وأشار تسورف، أنه "في حال سيطرت حماس على منظمة التحرير الفلسطينية، ستكون مطالبة بأن تتصدى لمسائل معقدة"، متسائلا: "هل ستبقى فتح مركزية في المنظمة، إذا ما سيطرت حماس عليها؟، أما ستربط حماس المنظمة بالمحور الراديكالي، وهكذا تخاطر بمواجهة دائمة مع إسرائيل؟".

ولفت إلى أن المسألة الثالثة، هي "الارتباط بمحور تركيا- قطر"، مبينا أن "الخطوات التي نفذتها حماس وفتح حتى الآن، تشير إلى التقارب نحو هذا المحور، والذي من شأنه أن تكون له معانٍ ثقيلة الوزن من ناحية فتح"، مضيفا "ينبغي علينا أن نرى تقارب فتح مع محور تركيا-قطر كاحتجاج على الدول العربية التي أيدت التطبيع مع إسرائيل، وبقدر أقل كمحاولة للانفصال عن المعسكر البراغماتي".

وتابع: "في كل الأحوال يبدو أن فتح لن تتخلى عن علاقاتها مع المعسكر البراغماتي، بينما حماس تبذل منذ زمن جهودا للتقرب منه"، موضحا أنه "يلوح تسويف في عقد المحافل التي يفترض بها أن تقر استمرار المصالح، وثمة في الجانب الفلسطيني ما يربط ذلك بانتظار نتائج الانتخابات الأمريكية، حيث يأمل عباس أن ينتخب جو بايدن، فيتراجع عن خطوات دونالد ترامب مما يجعل مسيرة المصالحة لا داعٍ لها".

نهج حفظ الفجوات   

أما الباحث الإسرائيلي كوبي ميخائيل، رأى أن "الساحة الفلسطينية، توجد في إحدى لحظات الدرك الأسفل التاريخي لها، حيث فقد الفلسطينيون قوة الفيتو على التطبيع مع إسرائيل، والقدرة على التأثير على السياسة الأمريكية حول النزاع والحل، فضلا عن الدعم الاقتصادي الأمريكي، وعلقوا في أزمة اقتصادية، وفقدوا دعم المعسكر العربي البراغماتي وبقوا مع دعم المعسكر الراديكالي، وطرأ تآكل دراماتيكي في ثقة الجمهور بقيادة السلطة الفلسطينية، وكل هذا بينما تنقسم الساحة الفلسطينية بين كيانين مستقلين، يمثلان فكرين مختلفين".

وأضاف: "في القيادتين الفلسطينيتين، يسود إحساس بحالة الطوارئ، ولكن ضائقة كل منهما ليست متشابهة، ففي نظر حماس، تراجع مكانة القضية الفلسطينية، دليل على فشل استراتيجية المفاوضات التي يقودها عباس، ودليل قاطع على صحة خطها، وضرورة مواصلة الكفاح المسلح ضد إسرائيل، ومن هنا ينشأ فكر قيادة حماس، بأن هذه لحظة مناسبة لإلغاء الهيمنة التاريخية لفتح"، بحسب تقديره.

وبين الباحث، أن "قيادة حماس تعبر عن التقارب مع المحور التركي-القطري وإيران، وهي مستعدة للمصالحة مع فتح ولكن بشروطها"، لافتا أن "سعي فتح للمصالحة، ليس سوى مدخلا لحماية قبضتها في الساحة الفلسطينية، وهي ترى المصالحة ممكنة، في حال ضمنت لها الشراكة في مراكز القوة في الساحة الفلسطينية، وهذا هو الأساس لمطالبة حماس بإجراء الانتخابات: الرئاسية، والمجلس التشريعي، والمجلس الوطني الفلسطيني".

ولفت إلى أن "حماس تسعى لدخول منظمة التحرير والتمثيل المناسب لمؤسسات المنظمة، وهذه المطالب كانت ولا تزال سيفا مسلطا على رقبة فتح وقيادة السلطة، أما فتح من جهتها فتسعى للانتخابات بشكل متدرج، وقيادة فتح والسلطة تعارض إقامة حكومة وحدة للإعداد للانتخابات وتطالب بأن تكون الحكومة الحالية، هي المسؤولة عن كل الاستعدادات اللازمة".

وذكر أن "حماس مقتنعة، بأن الانتخابات ستحقق لها إنجازات واضحة، بل وانتصارا على فتح، وهو ما يثبت مكانها في الداخل، ويلزم الأسرة الدولية للاعتراف بها، ما يسمح لها تحطيم دائرة العزلة الدولية التي تعيشها"، موضحا أنه "في حال انخرطت حماس في المنظمة، من غير المعقول التخلي عن إنجازاتها العسكرية".

وأكد ميخائيل، أن "الوجود العسكري ليس حيويا لوجود حماس فقط، بل كوسيلة لتأكيد الاستراتيجية ولتثبيت ضرورة الاعتراف بتصدر الكفاح المسلح"، معتبرا أن "المساومة الأكبر من جانب حماس، السماح للسلطة الفلسطينية بالعودة إلى قطاع غزة، غير أن هذه المساومة قد تتبين كمنزلق يخافه رئيس السلطة، ولهذا فمن غير المعقول أن يقبل به".
 
المصدر: عربي 21
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك