Advertisement

عربي-دولي

سلاح اللقاح: بوتين يناور والصين على الخط.. أين أميركا من اللعبة؟

Lebanon 24
29-11-2020 | 06:30
A-
A+
Doc-P-770328-637422458197733293.jpg
Doc-P-770328-637422458197733293.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
نشرت صحيفة The Washington Post الأميركية تقريراً بعنوان: "الصين وروسيا تستغلان لقاحات فيروس كورونا لمد نفوذهما.. والولايات المتحدة على الهامش"، رصد قضية دبلوماسية اللقاح وموقف الدول الثلاث منها.

تخزين لقاحات كورونا أو مشاركته
Advertisement

هناك مساران في الجبهة الجديدة لدبلوماسية اللقاحات: التخزين أو المشاركة، ويُسلَك المسار الأول في الولايات المتحدة -في ظل وجود لقاحين واعدين من شركتي فايزر وموديرنا على أعتاب الحصول على الموافقة- مع تركيز إدارة ترامب على التوزيع المحلي من المختبرات الخاصة.

واشترى الاتحاد الأوروبي و3 بلدان ديمقراطية ثرية أخرى معظم ما تبقى من الجرعات الأولية، لكنَّهم سيُقدِّمون الدعم أيضاً لمساع مرتبطة بمنظمة الصحة العالمية، تهدف لتوسيع الإمدادات في نهاية المطاف لتصل إلى البلدان المحتاجة.

يأتي النهج الآخر من الصين وروسيا، اللتين تسارعان بمشاركة لقاحاتهما المدعومة من الدولة مع البلدان التي تتدافع للحصول على إمدادات اللقاحات، واضعتين نفسيهما في موضعٍ محتمل لتوسيع مصالحهما السياسية والاقتصادية خلال ذلك.

يتجاوز التناقض أزمة الجائحة، ليعكس كيف أنَّ النظام الدولي لعالم ما بعد الحرب العالمية الثانية يواجه تحديات من صعود القوى السلطوية وتراجع الولايات المتحدة خلال حقبة إدارة ترامب المنصرفة.

قال ديفيد فيدلر، وهو زميل أول في شؤون الصحة العالمية بمجلس العلاقات الخارجية الأميركية: "تصبح مساعدات الصحة العالمية والدوائية عالقة في سياسات توازن القوى. وبالنسبة للولايات المتحدة يخلق هذا كوابيس، لأنَّنا لسنا جزءاً من اللعبة"، وأضاف أنَّ الجائحة تتحول إلى "مضاعف قوة" يُسرِّع من اضمحلال النفوذ الأميركي.

اللقاحات كورقة مساومة

تحشد بكين وموسكو القوى الهائلة لدولتيهما من أجل تطوير لقاحات للاستخدام المحلي والدولي، يصحب ذلك ادعاءات كبرى بشأن البراعة العلمية والتصنيعية.

وهناك تساؤلات مهمة بشأن السلامة والفاعلية، أو حتى بشأن الكمية التي يمكن لكل دولة إنتاجها، لكن في الوقت الراهن يطغى نقصان المعروض من اللقاحات على هذه الأسئلة.
تخلَّت الولايات المتحدة، حتى الآن، عن هذا الميدان تقريباً. إذ رفضت الانضمام إلى 170 دولة أخرى في برنامج "كوفاكس" المدعوم من منظمة الصحة العالمية لتسليم المليارات من جرعات اللقاح للدول الأقل تطوراً، ولم تضع خطة لمشاركة الجرعات مع أي طرف آخر.

وتوقعت كيندال هويت، الأستاذة المساعدة في كلية غيزيل للطب التابعة لجامعة دارتموث الأميركية، أنَّ الرئيس المنتخب جو بايدن قد يجد سبيلاً للمشاركة، إمَّا بالانضمام إلى الجهود متعددة الأطراف بشأن اللقاحات، أو إبرام اتفاقات ثنائية، أو كليهما.

لكنَّ الصين توقع اتفاقات لتسليم مبكر للقاح في مناطق تصارعت فيها تاريخياً على النفوذ مع الولايات المتحدة. وتقول شركات الأدوية الغربية إنَّ مجرد تلبية طلبياتها الحالية من أوروبا والمناطق الأخرى ستمثل تحدياً لوجستياً ضخماً.

ووجدت دراسة حديثة من باحثين بجامعة ديوك الأميركية أنَّ البلدان متوسطة إلى عالية الدخل اشترت بالفعل 3.8 مليار جرعة من اللقاحات الواعدة، مع وجود خيارات لشراء 5 مليارات جرعة أخرى. وتوقَّع الفريق أنَّ مليارات الناس في البلدان النامية قد ينتظرون حتى 2024.

ويُنظَر إلى جهود برنامج كوفاكس المرتبط بمنظمة الصحة العالمية باعتبارها دعامة مهمة للبلدان الأكثر فقراً التي كانت بخلاف ذلك ستكافح للحصول على اللقاحات. لكنَّ جهود انطلاق البرنامج بطيئة.

قال فيدلر: "يقول الصينيون إنَّ لديهم لقاحاً سيجعلونه متوفراً لي في المدى القصير وليس لاحقاً حين يكون لدى كوفاكس شيءٌ متاح".

حملة ترويجية للقاح الصيني

لدى الصين خمسة لقاحات مرشحة في المراحل الأخيرة من التجارب، والتي تتم في مناطق ذات أهمية استراتيجية لبكين. وتجري الاختبارات في أكثر من 12 بلداً، بما في ذلك إندونيسيا وباكستان وتركيا ومصر والسعودية والبرازيل.

وحصلت شركة Sinopharm الصينية الدوائية قبل أشهر على موافقة للاستخدام الطارئ للقاحها في الإمارات العربية المتحدة، حيث كان حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من بين أولئك الذين تلقوا اللقاح.

وبحسب وزارة الخارجية المكسيكية، قدمت الصين مليار دولار من القروض لبلدان كانت بخلاف ذلك ستعاني للدفع من أجل شراء لقاحها.

لكن لعل أكبر المزايا التي يمكن أن تفوز بها بكين هي في جنوب شرق آسيا، حيث تتنافس الصين والولايات المتحدة على النفوذ الاستراتيجي والثقافي.

فوقَّعت الصين اتفاقات مع ماليزيا وإندونيسيا من أجل الحصول على لقاح شركة Sinovac Biotech.

قالت وكالة الغذاء والدواء الإندونيسية الخميس الماضي إنَّ شركات فايزر وأسترازينيكا ومُطوِّري اللقاح الروسي "سبوتنيك في" كلهم تواصلوا معها بشأن احتمالية إجراء تجارب للقاحات والشراكات مع شركات الدواء الإندونيسية.

نشرت شركة Sinovac نتائج متضاربة من أولى تجربتيها السريريتين الأسبوع الماضي. وأفادت الشركة بأنَّ اللقاح أنتج مستويات أقل من الأجسام المضادة في مجرى الدم، مقارنةً بتلك التي تنشأ في مرضى فيروس كورونا المتعافين.

وقالت بكين إنَّها لن تستخدم لقاحها في الضغط الدبلوماسي، لكنَّ المسؤولين الصينيين ربطوا في تصريحاتهم العلنية اللقاح بالتعاون والتواصل الأكبر.

وفيما تراجعت الولايات المتحدة عن القيادة الصحية العالمية، لاسيما من خلال التهديد بالانسحاب من منظمة الصحة العالمية، تقدمت بكين بشكل واضح لتشغل هذه المكانة.
فقال الرئيس الصيني شي جين بينغ، السبت الماضي أمام قمة مجموعة العشرين إنَّ الصين "مستعدة لتعزيز التعاون" مع البلدان الأخرى لتسريع تطوير اللقاح وتوزيعه.

من جهته، قال سيباستيان سترانغيو، الذي ألَّف كتاباً مؤخراً عن علاقة بكين بجنوب شرقي آسيا، إنَّ استراتيجية اللقاحات الصينية جزءٌ من حملة أوسع لتصوير نفسها باعتبارها "شريكاً إقليمياً مفيداً ومتفهماً، وحتمياً".

وتوقَّع سترانغيو أن يكون استخدام بكين لتحقيق النفوذ "رقيقاً" وليس مقايضة مباشِرة، مثل طلب الصين من الحكومة الماليزية إطلاق سراح عشرات الصيادين الصينيين الذين احتُجِزوا لدخولهم المياه الماليزية بصورة غير قانونية الشهر الماضي. جاءت المناشدة خلال نفس الاجتماعات التي شهدت المفاوضات بشأن اللقاح.

وأضاف أنَّ الصين "ستكون ذكية بشأن الأمر، سيكون هناك الكثير من التنازلات الصغيرة التي تتراكم على المدى الطويل".

مناورة سبوتنيك الروسية

تُعَد دبلوماسية اللقاحات الروسية جزءاً من حملة أوسع من جانب الرئيس فلاديمير بوتين لإعادة تأكيد مكانة بلاده باعتبارها قوة كبرى، وحتى الاسم الذي اختارته موسكو لأول لقاحاتها لفيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) -سبوتنيك في- يستحضر في الذهن سباق الفضاء في الخمسينيات خلال الحرب الباردة.

يقول المسؤولون الروس إنَّهم تلقوا طلبيات تمهيدية من نحو 50 بلداً للحصول على 1.2 مليار جرعة من لقاح سبوتنيك العام المقبل، ويقولون إنَّهم يتفاوضون على صفقات مع شركات في كوريا الجنوبية والهند والصين وكازاخستان، والدولة العضوة بالاتحاد الأوروبي المجر، بقيادة رئيس الوزراء القومي فيكتور أوربان.

وتجري التجارب، أو يُخطَّط لإجرائها في الهند والإمارات والبرازيل وفنزويلا وحليفة روسيا منذ أمد طويل بيلاروسيا، وأثار الاندفاع نحو طرح اللقاح قبل المرحلة الثالثة من التجارب تساؤلات بشأن سلامة وكفاءة اللقاح.

تقول الجهتان المُطوِّرتان للقاح سبوتنيك في مركز غامالي الوطني لعلوم الوبائيات والأحياء الدقيقة وصندوق الاستثمار المباشر الروسي، إنَّ اللقاح فعَّال بنسبة 92%. وجرى تسجيل لقاح روسي ثان، وهناك ثالث قيد التطوير.

يشيد الكرملين أيضاً بلقاح سبوتنيك في مساعيه الدبلوماسية. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، في مقابلة مؤخراً مع الصحفيين: "تظهر المسألة هذه الأيام على جدول أعمال مباحثات بوتين مع كل زملائه الأجانب".

قال غريغوري غولوسوف، المحلل السياسي بالجامعة الأوروبية في مدينة سان بطرسبورغ الروسية، إنَّ الحملة الدولية تهدف أيضاً لحشد الدعم للقاح الروسي داخل البلاد، إذ أظهر استطلاع رأي لـ"مركز ليفادا" أنَّ 54% المستطلعة آراؤهم لن يتناولوا اللقاح حتى لو كان مجانياً بسبب عدم الثقة والخوف.

ثُمَّ هناك سؤال السعة الإنتاجية، حيث اضطرت روسيا لتقليص خططها المفرطة في التفاؤل لإنتاج 30 مليون جرعة هذه السنة، وتُقدِّر الآن أنَّها ستنتج مليوني جرعة تقريباً.
لعبة استراتيجية جارية


اختار البيت الأبيض عدم المشاركة في الجهود الدولية، جزئياً بسبب خلافه المستمر مع منظمة الصحة العالمية على خلفية استجابة المنظمة في البداية للجائحة، ومزاعم ترامب بأنَّ الوكالة التابعة للأمم المتحدة "ذات توجهات صينية".

تعهَّد بايدن بإلغاء خطاب الانسحاب من منظمة الصحة العالمية، لكن لم يلتزم علناً ببرنامج كوفاكس أو أي خطة أخرى، لكنَّ السباق بدأ بالفعل، ويقول المحللون إنَّه من المرجح أن تستغل الصين وروسيا كل أفضلية ممكنة قبل أن تبدأ إدارة بايدن العمل أو أن تتطلَّع الشركات الغربية الخاصة إلى الأسواق الأبعد.

قال يانجونغ هوانغ، وهو زميل أول في شؤون الصحة الدولية بمجلس العلاقات الخارجية: "هناك لعبة استراتيجية جارية، لكنَّ الولايات المتحدة ليست جزءاً منها".
المصدر: وكالات
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك