Advertisement

عربي-دولي

العلاقات الأميركية الصينية على ضوء الانتخابات الأخيرة

Lebanon 24
01-12-2020 | 03:00
A-
A+
Doc-P-770850-637424109757745549.jpg
Doc-P-770850-637424109757745549.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في الوقت الذي تستمر فيه تداعيات الانتخابات الرئاسية الأميركية، تسعى قيادات العديد من دول العالم التواصل مع الرئيس المنتخب جو بايدن على أمل فتح صفحة جديدة من تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة وعودة السياسة الأميركية إلى سابق عهدها بعد التغيرات التي شهدتها في فترة الرئيس دونالد ترامب.
Advertisement
 
 
 
ويشير العديد من المراقبين إلى أنّ العلاقات بين الصين والولايات المتحدة تعتبر واحدة من أهم القضايا المطروحة في الوقت الحالي، حيث كانت الصين من بين أوائل الدول التي اعترفت بفوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية. ويمكن القول بأن المشهد الحالي يظهر توفر بعض مقومات تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين بعد أن شهدت الأعوام الأربع الماضية العديد من الخلافات التجارية والنزاعات الدبلوماسية بين الطرفين.
 
 
 
وربما تكون العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على الشركات التقنية الصينية واحدة من أشهر الخلافات القائمة بين البلدين على مدار الفترة الماضية، حيث طالت آثارها سائر دول العالم، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. وتتزايد اليوم أهمية المسائل التقنية الحيوية العالقة وسط الصراع الأميركي - الصيني على مستقبل صناعة الاتصالات وتقنية المعلومات على مستوى العالم. كما أنها قد تكون عائقاً أمام العديد من الأعمال والدول التي تسعى جاهدة للاستفادة من التكنولوجيا لإنهاء رحلة التحول الرقمي ودفع عجلة التنمية والتطوير ضمن مختلف القطاعات المتخصصة والصناعات. وما قضية منع بيع الرقائق الإلكترونية التي تحمل تكنولوجيا أمريكية لشركات الصينية من خلال شركات أميركية عالمية كـ"كوالكوم" التي لطالما اعتمدت الشركات الصينية لشراء بضاعتها، والسماح لشركات أميركية كبرى كـ"غوغل" التعامل مع الشركات الصينية في مجال متاجر تطبيقات الهاتف المحمول إلا أمثلة بسيطة عن تأثير مسار العلاقات الأميركية الصينية على مستقبل التكنولوجيا.
 
لكنّ المستجدات الأخرى التي باتت أكثر أهمية اليوم هي تلك التي ترتبط بتقنية الجيل الخامس، المحور الأهم لكافة الدول باعتباره العامل الجوهري الأكثر فاعلية على طريق تعزيز الإنتاجية في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات ودعم مسيرة تطوير مختلف القطاعات والصناعات الأخرى والمضي قدماً في بناء اقتصادات رقمية قوية ومستدامة. لكن إدارة ترامب عملت على تقليص التبادل التجاري التقني مع الصين وفرضت مزيداً من إجراءات الحظر المعرقلة لأعمال أشهر الشركات الصينية التقنية، سيما شركة "هواوي" التي بزغ نجمها في مجال ريادة تقنية الجيل الخامس وتطبيقاتها على مستوى العالم. وعلى الرغم من محاولات الإدارة الأميركية الوصول لكافة حلفائها لتفعيل حظر الشركات الصينية التقنية الكبرى، لم تسفر العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على "هواوي" و"تيك توك" و"وي تشات" عن أي نتائج هامة حتى اليوم.
 
 
وأشار العديد من المحللين والسياسيين مثل ويليام بار المدعي العام الأميركي، ونيوت غينغريتش رئيس مجلس النواب الأميركي السابق إلى أنّ السبب الحقيقي في فرض العقوبات الأميركية على الشركات التقنية الصينية هو الحفاظ على الهيمنة الأميركية على القطاع التكنولوجي وليست المخاوف المتعلقة بالأمن السيبراني التي لم يصدر عليها أي دليل من قبل الولايات المتحدة.
 
 
كذلك فقد تحدث غينغريتش في كتابه "ترامب في مواجهة الصين: التهديد الأكبر للولايات المتحدة" عن أن جوهر الخلاف الاستراتيجي بين البلدين يكمن في التعليم والبحث، حيث قال إنّ الصين ليست مسؤولة عن تراجع مستوى التعليم في الرياضيات والعلوم بالولايات المتحدة. كما أن الصين ليست مسؤولة عن فشل شركات الاتصالات الأميركية "القديمة والبيروقراطية" في تطوير استراتيجية لنشر الجيل الخامس في الوقت الذي كانت الصين تحقق العديد من النجاحات على هذا الصعيد.
 
كما عبّر دانييل غروس، مدير مركز دراسات السياسة الأوروبية عن دعمه لوجهة النظر القائلة بأن السبب الأساسي في نجاح الصين هو معدل الادخار المرتفع الذي حققته - والذي يبلغ ضعف معدل الادخار الأمريكي والأوروبي - والذي يتيح للصين موارد هائلة للاستثمار في تطوير القطاع التقني وتعزيز مكانتها الرائدة في هذا المجال، لا سيما من ناحية تحسين التعليم.
 
 
وتحدث فانغ شينغ دونغ، مدير اتحاد الإنترنت والمجتمع في جامعة "زهيجيانغ" للاتصالات عن آثار نتائج الانتخابات الأميركية على العلاقات مع الصين قائلاً: "قد تهدأ الضغوط على الشركات التقنية الصينية عندما يتولى بايدن منصبه". وأضاف فانغ قائلاً: "نتوقع أن تعود الولايات المتحدة إلى سياسة الانفتاح واحترام المنافسة الشريفة ودعم الابتكار".
 
 
ما زال الحديث عن مستقبل العلاقات مع الولايات المتحدة سابقاً لأوانه. وقد أوضح غروس النقاط الرئيسية لهذه العلاقات، حيث قال بأنه ينبغي على الإدارة الأميركية القادمة أن تقبل بالازدهار الاقتصادي والتطور التقني الذي تحققه الصين، إذ أن أي محاولات إضافية للحد من نجاحات الصين قد لا تكون فاشلة فحسب، بل مكلفة كذلك.
 
 
 
المصدر: وكالات
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك