Advertisement

عربي-دولي

إغتيال زادة ومفاعل تشرنوبيل

خاص "لبنان 24"

|
Lebanon 24
03-12-2020 | 09:34
A-
A+
Doc-P-771634-637426109109154400.png
Doc-P-771634-637426109109154400.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب عامر جلول: "يعتبر إنفجار مفاعل تشرنوبيل النووي في أوكرانيا من أكبر الكوارث التي مرت على كوكبنا الأرض. هذا الإنفجار جعل الدول ذات الأنشطة النوويه تأخذ حذرها أكثر في تعاملها مع نشاطاتها. فقد تسبب الإنفجار إلى إطلاق في الجو ما يقارب 400 ضعف من النفايات المشعة للقنبلة النووية التي ألقتها الولايات المتحدة الأميركية على هيروشيما سنة 1945.
Advertisement
 
طبعاً فإن السلطات الأوكرانية والتي كانت جزءً من الإتحاد السوفياتي وقتها قالت إنه حوالى 400 شخص فقط لقوا حتفهم ولكن في تقرير منظمة الصحة العالمية قُدرت أرقام الضحايا بنحو 90000.
ولكن الخسائر المادية والبشرية لا تُقدر أمام الحقيقة التي عكست واقع الإمبراطورية الشيوعية، فإن الإنفجار يُعتبر نقطة بداية لسقوط الكتلة الشيوعية لأنه كان علامة على الإهتراء البنيوي للدولة وعمق أزمتها وتراجعها وتخلفها التقني والمادي مقارنةً مع العالم الرأسمالي الغربي، وكان ذلك جلياً في عهد الرئيس رونالد ريغان الذي أطلق ما يسمى بحرب النجوم. إن نتائج هذا الإنفجار لم يقتصر على الخسائر البشرية والإقتصادية فقط إنما كان بداية النهاية لهذا الجسد العملاق.

منذ عدة أيام تم إغتيال العالم النووي الإيراني محسن زادة وهو يُعتبر أحد المسؤولين الكبار في مشروع النووي الإيراني. إن إغتيال زادة لا يُعتبر خسارة كبيرة  للأدمغة البشرية المبدعة لأن هذه الخسارة تعوض لاحقاً، ولكن هذه الحادثة لها دلالات كثيرة ومفصلية في الكيان الإيراني الذي تشكّل منذ الثورة الإيرانية سنة 1979.
هذه الحادثة تشبه إنفجار تشرنوبيل ليس من حيث حجم الكارثة إنما بحجم الإنهيار البنيوي للدولة.

لقد أثبتت تلك العملية خرقاً أمنياً خطيراً حيث تم إستهداف زادة بدقة عالية ومتطورة والدليل أن الجهة التي قامت بالعملية حاضرة وبقوة في الملعب الإيراني وهي إسرائيل طبعاً، كما إن الحادثة تثبت أنها "اسرائيل" قادرة على إستهداف شخصيات أكبر وأهم وهي تسرح وتمرح في الحديقة الإيرانية. 
وكما نعلم أن المخابرات الأميركية لها يد في تفجير مفاعل تشرنوبيل، فمن الممكن أن تقوم "إسرائيل" بنفس ما قامت به الولايات المتحدة الأميركية وتقوم بعملية تخريبية في أحد المفاعل.
 
تعاني إيران من الضغوطات المالية والمصاريف المالية جراء الحروب التي خاضتها  في كل من العراق وسوريا واليمن إضافة إلى الحصار الإقتصادي والعقوبات الأميركية التي أدت الى شبه إفلاس للدولة الإيرانية وهذا أدى بطبيعة الحال إلى فشل الأجهزة الأمنية في كشف العملية قبل حدوثها وأثبتت أن تلك الدولة الكبيرة ما هي إلا كرتونٍ من ورق وتعيش اليوم  في مرحلة من التراجع التدريجي في الساحة السياسية الإقليمية وكانت الرسالة الإسرائيلية أن أي محاولة لإحياء مشروع النووي سوف يتم إستهدافه دون أي تردد.

هناك خطة أصبحت شبه واضحة وجلية أن هناك مشروعاً بقيادة "إسرائيل" تهدفه إلى طرد الإيرانيين من المنطقة وتهذيب النظام وتقليم أظافره وليس إسقاطه ولكن السؤال من سيملىء الفراغ الذي سوف تتركه إيران في حال إنسحابها إلى حدودها البرية الأصلية؟
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك