Advertisement

عربي-دولي

عام بلا سليماني.. انتكاسة كبرى والأنظار على قآني

ترجمة فاطمة معطي Fatima Mohti

|
Lebanon 24
12-01-2021 | 07:30
A-
A+
Doc-P-783558-637460487490169965.jpg
Doc-P-783558-637460487490169965.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تساءلت الكاتبة المتخصصة في الشؤون الإيرانية فاطمة أحمد الصمدي عما إذا كانت إيران ستتراجع إقليمياً بعد مرور عام على اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني، واضعةً هذا الحدث في إطار الانتكاسات العديدة الكبرى التي شهدتها طهران في العام 2020.
Advertisement

في التقرير المنشور على "الجزيرة"، تحدّثت الكاتبة عن صعوبات إيران في 2020 التي بدأت مع اغتيال سليماني "مهندس توسع نفوذ إيران الإقليمي"، معددةً تفشي فيروس كورونا وتأثيره على القطاع الصحي والاقتصاد. وتابعت الكاتبة بالقول إنّ الأزمة الإيرانية تفاقمت بفعل العقوبات القاسية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وذلك قبل أن تزداد الأمور سوءاً في تموز مع استهداف مفاعل نطنز النووي. أمّا في آب، فأعلنت دول خليجية عدة تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، وهي الخطوة التي اعتبرتها إيران تهديداً لأمنها القومي. وفي كانون الأول الفائت، اغتيل العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة، في ضربة موجعة أخرى "مدمّرة في تأثيرها مثل اغتيال سليماني"، بحسب الكاتبة.

أمّا في الداخل الإيراني، فكان يدور نقاش على أعلى المستويات، بما فيها أروقة مجلس الأمن القومي، في ما يتعلق بأولويات إيران الاستراتيجية. ووفقاً للكاتبة، فإنّ الرد الإيراني على الاعتداء الأجنبي "واقع حتماً"، إلاّ أنّ التوقيت ليس واضحاً بعد.

في قراءتها، رأت الكاتبة أنّ إيران لا تُريد أن تُجر إلى حرب شاملة قد تقضي على المشروع القائمة عليه الجمهورية الإسلامية، قائلةً: "ولذلك تستثمر بشكل كبير في بسط النفوذ إقليمياً".
وفي هذا الصدد، تناولت الكاتبة دور سليماني، مؤكدةً أنّه لعب دوراً أساسياً في إرساء أسس وإقامة بنى النفوذ الإيراني في الإقليم. وكتبت الصمدي: "على الرغم من أهمية عدم الاستهانة بتأثير اغتياله (سليماني) على المشروع الإيراني الإقليمي، سيكون من السذاجة افتراض تراجع إيران إقليمياً نتيجة لذلك".

وهنا تحدّثت عن قلة الإطلالات الإعلامية لسليماني الذي وصفته بشخصية ظل، وتطرّقت إلى شبكة علاقات سليماني الواسعة والمتشعبة مع رؤساء الدول والمسؤولين الحكوميين والسياسيين وقادة المجموعات المسلحة، لافتةً إلى أنّه اعتاد التنقل دائماً بين إيران وسوريا والعراق ولبنان، كما أنّه دخل إلى قطاع غزة عدة مرات. وعلى الرغم من اغتياله، ما زال سليماني شخصية محورية في المشهد السياسي الإيراني المحلي وقدوة بالنسبة إلى عدد كبير من الإيرانيين، وفقاً لما كتبته الصمدي.

على مستوى إسماعيل قآني، الذي خلف سليماني قائداً لفيلق القدس عملاً بوصية سلفه، فإنّ كثيرين يشككون في قدرته على ملء فراغ اللواء الراحل والحفاظ على شبكات العلاقات الواسعة والمتشعبة التي بناها على مر العقود الماضية، بحسب الكاتبة. ولكن سرعان ما تستدرك الصمدي قائلةً: "الاستنتاجات حول أدائه وكفاءته سابقة لأوانها في هذه المرحلة".

وبعد مرور عام على توليه قيادة فيلق القدس، زار قآني سوريا ولبنان والعراق مرات عدة، ومن الواضح أنّه لعب دوراً فاعلاً في المنطقة على الرغم من الضغط الأميركي والعدائية الخليجية والعدوان الإسرائيلي، وفقاً للصمدي. وأضافت: "يواصل المضي قدماً بخطة إيران الهادفة إلى إخراج القوات الأميركية من الشرق الأوسط، كما يتضح من الاستهداف المتواصل للمصالح الأميركية في العراق".

وإذ تحدّثت الصمدي عن سلوك بعض الفصائل العراقية المدعومة إيرانياً الذي قد يبدو "فوضوياً ظاهرياً"، اعتبرت أنّ هذا الواقع لا يعني أنّ إيران فقدت سيطرتها عليها، كاشفةً أنّ الحرس الثوري بدأ عملية إعادة هيكلة وتعزيز سيطرة على هذه الفصائل لتعزيز انضباطها وتأثيرها.

وهنا، لم تستبعد الصمدي أن تتوسع استراتيجية إيران جغرافياً لتطال دولاً أخرى، مثل فلسطين ولبنان وسوريا واليمن. وعن لبنان، لفتت إلى أنّ "حزب الله" وحركة "حماس" كشفا مؤخراً عن أسلحة متطورة ستُستعمل عند اندلاع أي مواجهة مع الاحتلال. في سوريا، بيّنت الصمدي أنّ الهجمات الإسرائيلية على الأهداف الإيرانية لم تنجح في إخراج القوات الإيرانية من البلاد، مضيفةً أنّ طهران وحلفاءها في سوريا باتوا أقرب اليوم من الأراضي الفلسطينية المحتلة بالمقارنة مع أي وقت مضى.

ختاماً، ذكّرت الصمدي بتوعّد الحرس الثوري بالانتقام لسليماني، خالصةً إلى أنّ فيلق القدس بقيادة قآني سيلعب دوراً محورياً "مهما كانت خطط إيران للمستقبل".

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك