Advertisement

عربي-دولي

الجيوش الإلكترونية في العراق.. آلاف الحسابات الوهمية و"أسماء بنات"

Lebanon 24
20-01-2021 | 14:00
A-
A+

Doc-P-786013-637467469350324314.jpg
Doc-P-786013-637467469350324314.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
"تم تهديدي بحرق منزل والدتي في الموصل وقتل شقيقي وتصفيتي"، بهذه العبارة يشكو أحد الناشطين البارزين في المدينة خطورة التهديدات التي يتعرض لها بعض الناشطين العراقيين عبرالجيوش الإلكترونية، بعد حملة تشهير ممنهجة تسبق التهديدات.
Advertisement

وبحسب موقع "الحرة"، إن الجيوش الإلكترونية هي مصطلح يطلق على مجموعات مدربة تعمل وفق أجندات خاصة وتهدف إلى التأثير على الخصوم، والترويج لوجهة نظر معينة، وإسكات وتشويه سمعة المناوئين، إلى جانب ترويج الإشاعات والأكاذيب وخلق البلبلة، عبر حسابات بأسماء وهمية تدار عن طريق روبوتات (Bots).

وأضاف الناشط، الذي رفض الكشف عن هويته لدواع أمنية، أنّه "تم اتهامنا بالعمالة والتشهير بأسمائنا وذلك لإيجاد حجة قوية لتصفيتنا".

ومؤخرا، يواجه ناشطون وصحافيون في العراق حملة من الاتهامات والتهديدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي من حسابات وهمية ومجهولة الهوية، تحمل صور شخصيات معروفة أو ميليشيات وفصائل منطوية تحت "الحشد الشعبي".

ويقول "الناشط الموصلي": "غالبية الرسائل تصل من حسابات تحمل صورة القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، أو لعلم كتائب حزب الله، فضلاً عن اتصالات نتلقاها لتبشيرنا بالقتل على حد قول المتصل".

وتستفيد الفصائل المسلحة والأحزاب السياسية في العراق من "الجيوش الإلكترونية" أو كما يسميه البعض "الذباب الإلكتروني"، من أجل الدعاية والتسويق، وأيضاً توجيه الانتقادات وشنّ حملات ترهيب وتهديد لكم أفواه المعارضين.  فما هي طبيعة هذه الجيوش؟ متى تم تأسيسها في العراق؟ وكيف تدير عملياتها؟

ذكر الصحفي الاستقصائي رياض الحمداني أنّ "أول ظهور لفكرة الجيش الإلكتروني كان عام 2010 عبر موقع فايسبوك كونه الأكثر انتشاراً واستخداماً في العراق، وكانت نشأتها على يد الحزب الإسلامي وحزب الدعوة الذي كان يدير البلاد منذ عام 2003، وذلك بهدف تهديد الصحفيين  بالتصفية أو القتل".

أما الباحث بالشأن السياسي العراقي، غانم العابد، فاعتبر أنّه "قد يتصور البعض بأن موضوع الجيوش الإلكترونية في العراق تزامن مع تفجر الاحتجاجات الشعبية في البلاد، مطلع تشرين الأول عام 2019، أو أنها مرتبطة بمليشيا واحدة، ولكنها للحقيقة تعمل وفق إدارة وإشراف مباشر من قبل الحرس الثوري الايراني ويعود زمن تأسيسها إلى عام 2014 وتحديداً بعد سيطرة داعش على المحافظات الغربية والشمالية من العراق".

وأضاف أنّه "في إطار الحرب مع داعش، قامت طهران بتأسيس منظومة جيوش إلكترونية تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر على كل مواقع التواصل الاجتماعي والهدف هو دعشنة كل معارض لسياسة إيران واظهاره بصورة الإرهابي أو المتعاطف مع التطرف والإرهاب".

ولفت إلى أنّ "هذه الطريقة التي اعتمدتها إيران وميليشياتها في العراق على المنصات وأصبحت تعمل وفقاً لهذه الخطة، كما اعتمدت في تلك الفترة الجيوش الإلكترونية التي تديرها لتكذيب وطمس الجرائم والمجازر التي قامت بها المليشيات ضد المدنيين والأبرياء".

وبحسب خبير تقني عراقي، فإن كبرى الحسابات المؤثرة والموالية لإيران وقواتها في البلاد تدار عبر الجيوش الإلكترونية، وأوضح أن ما يحصل هو "توجيه الهاشتاغ (وسم) الأساسي من القناة المؤثرة نفسها، بعد ذلك يأتي عمل مجموعات تحتوي على الآلاف من الأعضاء الافتراضيين (حسابات وهمية)، ويتم التداول بهذا الهاشتاغ عبر هذه الحسابات بكثرة، حيث لكل شخص فعلي 10 حسابات وهمية على الأقل ويقوم بنشر 10 تغريدات على الاقل بالساعة، وهكذا تكون هناك 100 تغريدة من قبل شخص واحد فقط خلال ساعة".

وهنا يؤكد العابد أن "هذه الجيوش تدار بشكل مؤسسي ومنظم، ويتجاوز عد حساباتها الـ 20 ألفا تنشر أفكار وتوجيهات المليشيات".

وشدد الناشط والمدون العراقي، سيف الدين علي على أنّ "جميع المسؤولين في القنوات والحسابات يتقاضون رواتب عالية جداً، علماً أنّ اجتماعات الجيوش الإلكترونية المهمة تتم في مقرات قنوات فضائية تابعة ومدارة من قبل الميليشيات".

ولفت علي إلى أنّ "غالبية الحسابات التي تحرض على القتل والطائفية تحمل صورة محمد محمد صادق الصدر أو صورة أبو مهدي المهندس وتحمل شعارات 313 أو تحمل اسم الحشد الشعبي، والعديد منها بأسماء تزعم أن سيدة وراء الحساب على سبيل المثال: بنات الحشد، بنات المقاومة، بنات الشايب.

وأضاف أنّ "بعض الحسابات التي تحرض على قتل ناشطين وتفجير منازلهم تتخذ أسماء مرتبطة بمقتدى الصدر، وأبرزها صفحات درع آل الصدر الإلكتروني، كروب ولد محمد الصدر، منظومة الدفاع عن آل الصدر".

يذكر أنّ زعيم التيار الصدري، كان أول من دعا بشكل علني إلى تشكيل مجموعة من المدونين للعمل ضمن "المشروع الإصلاحي" عبر التدوين في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك،  وذلك في سبتمبر 2019.

وانتشرت حينها، صورة لكتاب رسمي صادر عن المكتب الخاص بالصدر، ليكن أول "جيش إلكتروني إصلاحي" يتم تبنيه رسمياً من قبل شخصية دينية او سياسية في البلاد.

وعن تدريب عناصر الجيوش الإلكترونية، كشف الحمداني  أنّ "الفصائل الموالية لإيران تعتمد على جيش منظم يضم مجموعة من الخبراء المدربين في لبنان، على يد حزب الله، لإنشاء محتوى وحملات منظمة هدفها فرض المزيد من السيطرة والحدّ من الأصوات المعارضة من خلال ترهيب وتهديد الناشطين".

وأوضحت مصادر لموقع "الحرة"، أنّ "المدعو ك.ه" (خبير تقني من حزب الله)، قام بتدريب حوالى ألف شخص لمدة 8 شهور بين عامي 2017 و2018، في أحد القواعد العسكرية في بغداد، على إدارة الجيوش الإلكترونية وأطلق حينها على هذه المجموعة اسم جيش المقاومة الإلكتروني".

وأضافت المصادر أنّه "تم تنظيم امتحان للمتدربين لاختيار أكثرهم مهارة، والذين أرسلوا فيما بعد إلى إيران لتدريبهم على خبرات تقنية أخرى أبرزها قرصنة الحسابات، وإيقاف حسابات وصفحات المدونين والناشطين"، مشيرةً إلى أنّ "خبير حزب الله سبق ونظّم تدريبات في جمعية مقرّها المغرب، تزعم أنها تكافح الجريمة الإلكترونية وترشد حول عدم الوقوع كضحايا للمجرمين الإلكترونيين".

وكان تحقيق أجرته صحيفة تلغراف البريطانية، في آب 2020، قد كشف عن قيام حزب الله بتدريب الآلاف من نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي المدعومين من إيران، لإنشاء ما يسمى "الجيوش الإلكترونية" في جميع أنحاء المنطقة.

وأفادت الصحيفة أنه منذ عام 2012، يقوم حزب الله بتنظيم دورات لتعليم المشاركين كيفية التعامل مع الصور رقميًا، وادارة أعداد كبيرة من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المزيفة، وإنشاء مقاطع فيديو.
ونقلت الصحيفة عن "محمد"، وهو شاب عراقي شارك في التدريبات، أن مبنى التدريب من الخارج يبدو متهالكاً لكنه من الداخل مليء بأدوات التكنولوجيا المتقدمة، مشيراً إلى أن مدة الدورة استمرت 10 أيام وطلب منه عدم التحدث مع أحد، كما تمت مراقبة الطلاب بواسطة الكاميرات طوال فترة بقائهم في بيروت.

الاستراتيجية المتبعة 
وأشار الناشط سيف الدين علي، إلى أنّ "التحريض على القتل يتم بداية باستهداف الشخصيات عبر حملات منظمة ضدهم، للتأثير على الأنصاروتشويه سمعة المُستهدف، ويأتي بعد ذلك الاستهداف الجسدي، عبر التصفية أو إحراق المنزل، يلي ذلك إعادة نشر المنشورات القديمة التي تهدف إلى عدم التعاطف مع المُستهدف".

وتابع أنّ "الجيوش الإلكترونية تركز بعد ثورة تشرين على الطائفية من خلال دعم هاشتاغات فتنوية تهدف لتشتيت الصفوف العراقية التي وحدتها ثورة تشرين".

ولفت إلى أنّه "في الفترة الأخيرة يتم التحريض على الناشطين من خلال نشر قوائم تحمل أسمائهم مع رسالة تقول إنه يجب تنظيف العراق".
المصدر: الحرة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك