Advertisement

عربي-دولي

لماذا سكتت إيران عن اضطهاد الصين لأقلية الإيغور؟

Lebanon 24
21-02-2021 | 13:00
A-
A+
Doc-P-796019-637495247144066138.jpg
Doc-P-796019-637495247144066138.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
نشر موقع "asiatimes" تقريراً سلط الضوء على مسألة الصمت الإيراني إزاء الإنتهاكات التي يتعرض لها مسلمو الإيغور في الصين، مشيراً إلى أنّ "طهران تجاهلت عمداً محنة أكثر من 1.5 مليون مسلم من الإيغور جرى احتجازهم في معسكرات اعتقال بمنطقة شينجيانع الصينية".
Advertisement

ويكشف الصمت الإيراني عن نفوذ بكين المتزايد على طهران. وفعلياً، فإن إيرَان لم تحرّك ساكناً إزاء مسلمي الإيغور في الصين، علماً أنّ معظم هؤلاء من الطائفة السنية ويبلغ عددهم نحو 12 مليوناً ويشكلون ما يقدّر بنحو 42% من سكان منطقة شينجيانغ في الصين، بحسب "asiatimes".

وتنفذ بكين حملة قمعية ضدّ الإيغور، وهي تهدف إلى إبادة مجتمعاتهم وذلك بحجة محاربة التطرّف الديني والقضاء على الإرهاب. ووسط ذلك، فإن الكثير من الدلائل تكشف على الممارسات اللاانسانية التي تقوم بها الصين في شينجيانغ، إذ تمنع على الناس ممارسة شعائرهم الدينية، كما أنها تقوم بتدمير المساجد فضلاً عن لجوئها إلى وسائل الحد من نسل الإيغور مثل التعقيم القسري للنساء.
 
وفي ظل كل هذا القمع، فإن الاحتجاج الدولي ضدّ الصين يتزايد، إلا أن إيران بعيدة كل البعد عن ذلك. ومؤخراً، أثارت إدارة الرئيس الاميركي جو بايدن مسألة سوء معاملة الإيغور في إتصالاتها الاولية مع بكين، كما أن عدداً من الدول حول العالم كتبوا رسالة مشتركة إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في يوليو/تموز 2019، تطالب الصين بالوفاء بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان تجاه مسلمي الإيغور والتوقف عن حملة الاعتقال التعسفي.


أما إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فقد فرضت عقوبات مختلفة على المسؤولين والكيانات الصينية، بما في ذلك فيلق شينجيانغ للإنتاج والبناء، وهي شركة اقتصادية وشبه عسكرية تقود تنمية المناطق الشمالية الغربية للصين.

والمفارقة أنّ الغرب يدافع بقوة عن الإيغور بشكل كبير بعكس إيران. وفي الواقع، فإنّ النقاد والمراقبين يرون أنّ طهران تتجاهل أزمة الإيغور لسبب أساسي وواضح أساسه العلاقات التجارية والاستثمارية مع الصين، وهي عوامل تفوق أي اعتبار آخر، كما أنها تساهم في إسكات إيرَان عن القمع الصيني للإيغور.

ويقول الخبير في العلاقات الإيرانية – الصينية جاكوبو سيتا: "صمت إيرَان وعدم رد فعلها تجاه قمع مسلمي الإيغور هو الدافع الأساسي للرغبة في عدم إثارة غضب الصين".

ويضيف: "حقيقة أن إدارة ترامب هاجمت الصين علناً لقمع الأقليات المسلمة لديها ثبط عزيمة إيرَان على اتخاذ موقف حاسم بشأن هذه القضية. وببساطة السياسة تسود على المثالية".

ومع هذا، فإن الصمت الإيرَاني لم ينحصر فقط بشأن أزمة الإيغور، إذ أنها لم تحرك ساكناً أبداً إزاء القمع الروسي العنيف الذي طال مسلمي الشيشان. ومثل الصين الآن، قدمت روسيا تاريخياً الدعم لإيرَان في أوقات الإكراه الاقتصادي والعزلة السياسية، بما في ذلك في الأمم المتحدة.

وقال الأستاذ مانوشهر دراج، أستاذ العلوم السياسية في جامعة تكساس: "في الحسابات السياسية للحكومة الإيرَانية، فإن علاقاتها الثنائية مع كل من الحكومتين في موسكو وبكين تأخذ حيزاً كبيراً بالنسبة لأمنها الاقتصادي والسياسي والعسكري، ولا تريد اتخاذ أي إجراءات سياسية من شأنها أن تعرض هذه العلاقة المهمة للخطر".

وأضاف: "بالإضافة إلى ذلك، فإن مسلمي الإيغور هم في الأساس من السنة، كما أن جاذبية الدولة الشيعية في إيرَان في صفوفهم محدودة للغاية".
 
ووسط ذلك، فقد جرى الحديث مؤخراً عن اتفاقية تعاون بين الصين وإيران لمدة 25 عاماً، وفي حال تمّ تنفيذها، فإنها ستمنح الصين احتكاراً مستقبلياً محتملاً لمشاريع الطاقة الإيرانية. وكجزء من الخطة، تعهدت الصين باستثمار ما يصل إلى 400 مليار دولار في البنية التحتية والنقل والإسكان في إيران.

قال بيل فيغيروا، الباحث في العلاقات الإيرَانية الصينية في جامعة بنسلفانيا: "الصين لن تنقذ إيران، وأعتقد أن إيرَان تدرك ذلك، وتهتم إلى حد كبير بورقة الصين كتكتيك للتفاوض وكوسيلة للترويج لحليف قوي في وقت تتزايد فيه العزلة الدبلوماسية".

ومع هذا، يقول خبراء آخرون إن جودة العلاقات بين طهران وبكين ستعتمد إلى حد كبير على كيفية تطور العلاقات بين بكين وواشنطن في ظل إدارة بايدن الجديدة. وإذا ضغطت الولايات المتحدة على الصين، فسيكون لدى بكين حافز لتكثيف العلاقات مع إيران.

كذلك، فإن النائب الإيراني السابق علي مطهري هو واحد من من الشخصيات العامة البارزة القليلة التي شكّكت في صمت الحكومة الإيرانية تجاه الإيغور.

وفي تغريدة له في آب 2020، أعرب مطهري عن أسفه من أن إيران، وبسبب اعتمادها المالي على الصين، لم يُترك لها خيار سوى التزام الصمت بشأن القضاء التام على الثقافة الإسلامية في شينجيانغ".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك