Advertisement

عربي-دولي

هل يستطيع بوتين أن يكون صانع سلام في الشرق الأوسط؟

Lebanon 24
25-02-2021 | 14:00
A-
A+
Doc-P-797258-637498522477975290.jpg
Doc-P-797258-637498522477975290.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تساءل الكاتب روجر بويز في مقال بصحيفة "تايمز" البريطانية، إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قادراً على أن يكون صانع سلام في الشرق الأوسط، مع تراجع النفوذ الأميركي في المنطقة.

ويقول بويز إن بوتين يحاول تأكيد دوره لاعباً قوياً في الشرق الأوسط، مستفيداً من الفجوة التي خلفها تراجع الولايات المتحدة من المنطقة.
Advertisement
ويرى أن فك الولايات المتحدة علاقتها بالمنطقة منذ عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما وإهمالها للزعماء العرب وتركيزها على الصين، ترك فجوة.
وخلف التدخل العسكري الروسي في أيلول 2015، انطباعا لدى الأنظمة العربية أن روسيا على خلاف مع أميركا.
وأفاد مصدر في شرق أوروبا بأنه لا تمر لحظة تتعلق بأزمات الشرق الأوسط، إلا ويستيقظ فيها بوتين ويفكر "كيف كان يفغيني ماكسيموفيتش سيتصرف في هذا الموقف؟".
بريماكوف
وكان المصدر يشير إلى يفغيني بريماكوف، المستعرب الروسي الثعلب الذي عمل في تسعينيات القرن الماضي رئيساً للمخابرات الروسية ووزيراً للخارجية ورئيسا الوزراء.
وبعد نهاية الحرب الباردة، أكد بريماكوف أن المشكلة ليست في تحول روسيا إلى جزء من أوروبا، لكن كيف تتحايل على النفوذ الأميركي وتواجهه.
وعند بريماكوف، كان هذا يعني العمل على تشكيل تحالفات براغماتية ومنع أميركا من التقدم داخل فلك التأثير الروسي أو الحديقة الخلفية لموسكو، وتحديد مكامن ضعف الولايات المتحدة.
وفي فترة بريماكوف، عززت روسيا موقعها مصدراً مهماً للأسلحة، وركزت بشدة على البلدان التي انزعجت من الحضور الأميركي العسكري الضخم في العراق.
ومرة أخرى، قرأ بوتين حكمة من كتاب أستاذه الراحل بريماكوف، وحول دعمه العسكري للأسد إلى وجود دائم في سوريا، ليس من خلال القاعدة الجوية والسيطرة على المجال الجوي، ولكن عبر قاعدة بحرية في المياه الدافئة بميناء طرطوس على البحر المتوسط. وعندما يتحقق السلام في سوريا، ستحاول روسيا أن تلعب دورا أكبر في أزمات منطقة شرق البحر المتوسط المتعددة. وبهذا الشكل ستعمل على تحدي الطموحات التركية لتكون القوة المهيمنة في الشرق الأوسط.
محادثات حذرة مع "إسرائيل"
ويعود الكاتب إلى 2007 الذي يرى أنه شكل بداية جهود بوتين ليكون صاحب دور في المنطقة والظهور بمظهر صانع السلام. ففي تلك السنة أرسل بريماكوف إلى دمشق لاستكشاف إمكانيات تحقيق السلام في المنطقة بقيادة روسيا.
في تلك الفترة كان الأسد يجري محادثات حذرة مع "إسرائيل" حول مرتفعات الجولان بوساطة تركية. لم يحدث أي تقدم. وكان الجميع، بمن فيهم الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي، يتنافسون على سوريا، معتقدين أن الأسد يمكن أن يتحول إلى حليف للغرب بدل روسيا.
ولم يتحقق من هذه الجهود شيء، لكن بوتين لم ينس الفكرة. وكان تفكيره يدور حول، ماذا لو أقنعت إيران بالخروج من سوريا، مقابل تنازل إسرائيل عن مرتفعات الجولان؟
تتنازل إيران عن موطئ قدم؟
يعتقد بويز أنه لو ظل بريماكوف على قيد الحياة لعارض هذه الفكرة، وذكر تلميذه بضرورة تناسيها.
فلماذا تتنازل إيران عن موطئ قدم في سوريا؟ وحتى لو عاد الحرس الثوري إلى إيران، فماذا عن حزب الله، ووكلاء إيران في المنطقة؟ وهل سيستسلم الإيرانيون بالفعل في جزء من صفقة تشمل تخفيف العقوبات وإحياء الاتفاق النووي؟ لن يحدث هذا في عهد المرشد الحالي علي خامنئي.
وربما زاد بريماكوف وقال لتلميذه: "فلاديمير، ألم تشاهد مسلسل وادي الدموع الإسرائيلي؟ كيف يمكن لإسرائيل أن تتخلى عن الجولان؟ أي رسالة ستكون هذه؟"، ذلك أن المسلسل التلفزيوني الإسرائيلي صور ببراعة حجم الدماء التي سفكت أثناء قتال السوريين في حرب 1973.
ومع ذلك، هناك شيء، من المحتمل أن يجذب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي سيواجه انتخابات أخرى الشهر المقبل لفكرة انضمام سوريا إلى قائمة الدول العربية الأخرى التي تسعى إلى توثيق العلاقات مع إسرائيل. ولو حصل ذلك، فستكون خسارة مدمرة للنظام الإيراني.
ويستطيع نتانياهو قراءة الحروف المبهمة، فالأسد منزعج من الخيلاء الإيراني ولم يعد بحاجة إليه. كما سمحت روسيا للطائرات الإسرائيلية بقصف وكلاء إيران في سوريا، في إشارة إلى تأييد بوتين للانسحاب الإيراني.
ويخلص الكاتب إلى أن بوتين يشتم رائحة فرصة في الطريق، وهو ما يتضح كثيراً من الاجتماعات المختلفة التي عقدها المسؤولون الروس في قاعدة حميميم الجوية بسوريا.
وفي الوقت الذي حدد فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن سياسته في الشرق الأوسط بالعودة إلى طاولة المفاوضات، وإحياء الاتفاق النووي الذي وقعه سلفه باراك أوباما في 2015 في ما سيكون امتحانا لقدراته السياسية وصفته باعتباره رجل دولة، إلا أن هذه المحاولات لا تكفي لنزع الفتيل من برميل البارود بالمنطقة، وهذه فرصة، حتى لو كانت غير محتملة لفلاديمير صانع السلام.
 
المصدر: 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك