Advertisement

عربي-دولي

تقرير يكشف: إيران شحنت "سراً" كميات قياسية من النفط إلى الصين

Lebanon 24
08-03-2021 | 14:00
A-
A+
Doc-P-801070-637508301202676209.jpg
Doc-P-801070-637508301202676209.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كشف تقرير جديد لوكالة “رويترز” نقلاً عن بيانات من شركة “ريفينيتيف” و 6 مصادر بقطاع النفط قولهم أنّ إيران شحنت “سراً” كميات قياسية من النفط الخام إلى الصين أكبر مشتري نفطها في الشهور الأخيرة، بينما أضافت شركات تكرير حكومية هندية كميات من النفط الإيرَاني إلى خططها السنوية للاستيراد، مفترضة أن الولايات المتحدة ستخفف قريباً العقوبات المفروضة على المنتج العضو بأوبك.
Advertisement

ووفقاً للتقرير، فإنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن يسعى لإحياء المحادثات مع إيران حول الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب في العام 2018، رغم أن العقوبات الاقتصادية القاسية لا تزال سارية وتصر طهران على رفعها قبل استئناف المفاوضات.

وذكر المصادر أنّ شركة النفط الوطنية الإيرَانية بدأت التواصل مع زبائن في مختلف أنحاء آسيا منذ تولي بايدن منصبه، وذلك لتقييم الطلب المحتمل على نفطها.

وأدت العقوبات إلى هبوط سريع في الصادرات الإيرَانية إلى الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية منذ أواخر 2018. كذلك، أدت العقوبات والتخفيضات الإنتاجية التي قررها المنتجون من أعضاء مجموعة أوبك+ إلى تقلص المعروض من نفط الشرق الأوسط عالي الكبريت في آسيا أكبر أسواقه العالمية. ووفقاً لـ”رويترز”، فإنّ آسيا تستورد أكثر من نصف احتياجاتها من النفط الخام من الشرق الأوسط.

وقال مصدر بشركة تكرير هندية :”خاطبونا وقالوا إنهم يأملون في القريب العاجل استئناف إمدادات النفط، فقلنا إن شاء الله”.

ومن المحتمل أن تؤدي عودة الإمدادات الإيرانية إلى الهند، ثالث أكبر دول العالم استيراداً للخام، إلى تقليل الطلب على الشحنات الفورية التي ازدادت في الآونة الأخيرة بعد أن خفض العراق الإمدادات وقلصت الكويت آجال بعض التعاقدات.

وقال مسؤول حكومي إن الهند التي تضررت من الارتفاع العالمي الأخير في أسعار النفط الخام تتوقع عودة الإمدادات الإيرانية إلى السوق خلال 3 أو 4 أشهر.
من جهته، قال مسؤول آخر بشركة تكرير إن شركته تلقت من مسؤولي شركة النفط الوطنية الإيرانية، ما يشير إلى أن اتفاقاً رسمياً بشأن إمدادات النفط الخام سيوقع بعد الانتخابات الإيرانية في يونيو/ حزيران المقبل. ووفقاً لـ”رويترز”، فقد تواصلت الشركة الإيرَانية بالفعل مع زبائن آخرين في آسيا.

وقال متعامل بشركة تكرير في شرق آسيا: “في الآونة الأخيرة تواصلت معنا شركة النفط الوطنية الإيرانية لتسألنا عن الطلب. يبدو أن إيران تتأهب للعودة إلى السوق”. كذلك، قال مصدر آخر بقطاع التكرير إن المحادثات في مرحلة “أولية للغاية” وأن المؤسسة الإيرَانية تريد معرفة ما إذا كانت الشركة ستستأنف شراء النفط الإيراني.

وعلى النقيض من الهند، لم تتوقف الصين بالكامل عن استيراد النفط من إيران، إذ أفادت خدمة “أويل ريسيرش” من ريفينيتيف أن إيران شحنت حوالي 17.8 مليون طن (306 آلاف برميل يومياً) من الخام إلى الصين خلال الـ14 شهراً الماضية وأن الشحنات بلغت مستويات قياسية في كانون الثاني وشباط.

ومن هذه الكميات، كان حوالى 75% من الواردات “غير مباشرة” توصف بأنها نفط من سلطنة عمان أو ماليزيا دخلت الصين في الأساس من موانئ في إقليم شاندونغ الشرقي الذي يوجد فيه أغلب شركات التكرير المستقلة في الصين أو من ميناء إينجكو في إقليم لياونينغ في الشمال الشرقي.

أما نسبة الـ25% الباقية من الواردات، فقد لفتت “ريفينيتيف” إلى إنها وُصفت بأنها مشتريات رسمية للاحتياطي البترولي الاستراتيجي في الصين، إذ تحتفظ بكين بمشتريات صغيرة الحجم رغم العقوبات الأميركية.

وقالت إيما لي محللة تدفقات النفط الخام في ريفينيتيف، إن “الكميات بدأت ترتفع من الربع الأخير في 2020، إذ كان إقليم شاندونغ على رأس المناطق التي استقبلت الخام، وهو ما يشير إلى أن المستهلك الأساسي له معامل تكرير مستقلة”.

وعادة ما تغلق الناقلات التي تحمل النفط الإيراني أجهزة تحديد مواقعها عند التحميل لتجنب رصدها ثم يصبح من الممكن متابعتها مرة أخرى عن طريق الأقمار الصناعية قرب موانئ في سلطنة عمان والإمارات والعراق.

وأوضحت لي أن بعض الناقلات تنقل جانباً من شحناتها إلى سفن أخرى قرب سنغافورة وماليزيا قبل أن تبحر إلى الصين.

ومن دون التعليق مباشرة على الصفقات النفطية، قال مكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، إن “إيران دولة صديقة للصين وبين البلدين اتصالات عادية وتعاون. والتعاون بين الصين وإيران في إطار القوانين الدولية صائب ومشروع ويستحق الاحترام والحماية”.

من جهته، قال مسؤول بوزارة النفط الإيرَانية، إنه “عندما تُرفع العقوبات الأمريكية الظالمة ستتمكن إيران من بيع نفطها لأي بلد وأؤكد لكم أنه سيتم توقيع تعاقدات كثيرة”.

وقالت شركة “بترولوجيستكس” لتتبع الناقلات في جنيف إن حجم تحميلات النفط الإيرَاني في كانون الثاني تجاوزت 600 ألف برميل في اليوم للمرة الأولى منذ  أيار 2019، وذلك في مؤشر على أن نهاية ولاية دونالد ترامب ربما تغير سلوك المشترين.

وأظهرت بيانات من ريفينيتيف ومن الجمارك الصينية أن الشحنات غير المباشرة التي وصلت في شباط، بما فيها الشحنات التي تنتظر تفريغها في موانئ صينية، بلغت قرابة 850 ألف برميل في اليوم، متجاوزة المستوى القياسي اليوم المسجل في نيسان 2019 وهو 790 ألف برميل في اليوم.

ويوم الأحد، أظهرت بيانات الجمارك الصينية أن واردات النفط الخام ارتفعت بمعدل سنوي أربعة بالمئة في أول شهرين من العام الجاري. ووفقاً لـ”رويترز”، فإنّ هيئة الجمارك الصينية ستنشر تفاصيل الواردات من كل دولة هذا الشهر.

وقال متعامل صيني مستقل مطلع على بعض الصفقات، إن “الخام الإيرَاني بدأ يدخل شاندونغ من أواخر 2019، بدءاً ببعض شركات التكرير التي لا تملك سيولة نقدية وكانت تكرر النفط أولا قبل دفع ثمن الشحنة”.

وأوضح المتعامل إن “أغلب هذه الصفقات جرت تسويتها بالعملة الصينية أو اليورو للالتفاف على العقوبات الأمريكية”.

إلى ذلك، قال متعاملون إن الواردات القياسية أثرت على أسعار الخامات المتوسطة والثقيلة المنافسة من منتجين آخرين في الشرق الأوسط. ومع هذا، قال مصدر آخر أنّ “إيران طفت على السطح من جديد رغم أنه لا يبدو أن العقوبات سترفع قريباً”.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك