تسعى إيران باستمرار إلى تعزيز وجودها في فنزويلا، وهو الأمر الذي لا يروق إلى الكثير من الشخصيات البارزة هناك.
وتعدّ العلاقة بين فنزويلا وإيران عميقة جداً، وقد باتت الدولة الأولى موئلاً لشخصيات تابعة لطهران. وعادة ما يتذرع المسؤولون الفنزويليون بأن الهدف الأساسي للعلاقة مع إيران هو التجارة، لكن الأمور أبعد من ذلك.
وقبل فترة قليلة، قال المونسنيور ماريو مورونتا، أسقف أبرشية سان كريستوبال، أنّ “إيران تضع قواعد عملياتها في فنزوِيلا من دون أي مقاومة”.
ووصف مورونتا وجود شخصيات من النظام الإيران في فنزوِيلا بـ”المفرط”، معتبراً أن هذا الأمر يشكل قضية تتطلب تحركاً عاجلاً. وأضاف: “بعيداً عم يعتقده الكثيرون، فإن الإيرانيين ليسوا مهتمين بالموارد الفنزويلية مثل الدول الأخرى. إنها ليست مسألة تتعلق بالحصول على النفط. دعونا لا نكون ساذجين. إن وجود الإيرانيين هنا له هدف جيوسياسي وهو تحقيق اختراق في مكان متميز في أمريكا اللاتينية. لقد فعلوا ذلك من دون بذل الكثير من الجهد”، بحسب ما ذكر موقع “iranwire” الالكتروني.
من جهته، يحذر النائب الفنزويلي المعارض كارلوس باباروني من الزحف الإيراني التدريجي على المجالات العسكرية والاقتصادية لفنزويلا. ومع هذا، يعتبر باباروني أن فنزويلا أصبحت مكاناً مفضلاً للنظام الإيراني لغسل أمواله.
ومع هذا، فإن المعارضة الفنزويلية نددت مراراً باستخدام الموارد الإيرانية لزيادة القمع داخل البلاد. فأعضاء “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني يتواجدون في فنزويلا. وفي هذا الاطار، يقول باباروني: “خوفنا ليس فقط التعاون الذي قد يكون موجوداً في مجالات الاستخبارات، ولكن أيضاً المشاركة في مؤسستنا العسكرية. عندما نرى الصواريخ والتكنولوجيا الإيرانية داخل أنظمة الدفاع الفنزويلية، فإننا نشعر بالقلق بطبيعة الحال من أنها لن تستخدم للدفاع لكنها ستسمح أيضاً لإيران بزعزعة استقرار المنطقة”.
وإزاء كل ذلك، فإنّ العلاقة بين إيران وفنزوِيلا على صعيد استكشاف اليورانيوم كبيرة جداً وعمرها سنوات عديدة. ففي العام 2009، كشف تقرير لوكالة “أسوشيتد برس” عن خطة مساعدة فنزوِيلا لإيران في امدادات اليورانيوم، وكانت حكومة الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز تحاول مواجهة الولايات المتحدة من خلال دعم تقدم البرنامج النووي الإيراني.
ومع هذا، فقد حذر مسؤول عسكري سابق في فنزوِيلا من الوجود العسكري الإيراني في المناطق الغنية باليورانيوم في فنزويلا. ووسط ذلك، فقد كشف الأدميرال كريغ فالر، قائد القيادة الجنوبية الأمريكية، أنّ إيران ترسل شحنات أسلحة وقوات شبه عسكرية إلى فنزويلا لدعم النظام الحالي.