Advertisement

عربي-دولي

إيران... لا مفاوضات من أجل المفاوضات

Lebanon 24
16-04-2021 | 00:04
A-
A+
Doc-P-813365-637541499982351410.jpg
Doc-P-813365-637541499982351410.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

كتب مصطفى فحص في "الشرق الاوسط": "في فيينا يجلس الفريق الإيراني إلى طاولة المفاوضات النووية، تحت ضغط أزمات داخلية كبيرة، حيث تعاني الأسواق الإيرانية نقصاً في السلع الرئيسية، واستمرار أزمة الرواتب في قطاعات حكومية عدة؛ من أبرزها قطاعا المعلمين والمتقاعدين، إضافة إلى تعطل الصناعات وعدم القدرة على تصدير النفط، وتعثر مالي أدى إلى ارتفاع نسبة التضخم وانخفاض حاد في سعر صرف العملة الوطنية.
Advertisement
في المقابل، يُمسك الطرف الآخر المعروف بمجموعة «4+1» إضافة إلى واشنطن التي تشارك في المفاوضات غير المباشرة، بأوراق القوة كافة، وهي غير ملزمة بإرضاء طهران أو استرضائها، ولا يمكن أن تعطيها ما تريده، وتضعها في الزاوية التي ستجبرها على القبول بما تريده المجموعة، فمفاوضات فيينا بلسان المسؤولين الإيرانيين أشبه بمفاوضات «4+2» التي جرت بين عامي 1989 و1990 بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي وبريطانيا وفرنسا من جهة؛ والألمانيتين من جهة ثانية حول توحدهما.

قبل القبول السوفياتي بتوحيد الألمانيتين كانت السلع الأساسية قد بدأت تختفي من الأسواق السوفياتية، وكان الاقتصاد السوفياتي يعاني الكساد، والخزينة استُهلكت على المجهود الحربي والتصنيع العسكري، فلجأ الرئيس السوفياتي الأخير ميخائيل غورباتشوف إلى المستشار الألماني الأسبق هيلموت كول محاولاً إقناعه بإقراض روسيا 4 مليارات مارك ألماني من أجل تسديد معاشات الدولة، مقابل تذليل العقبات السوفياتية أمام الوحدة الألمانية، ولكن تحذيراً جاء من البيت الأبيض دفع بالمستشار الألماني إلى طلب المساومة بين القرض وإلغاء شروط موسكو على ضم ألمانيا الموحدة إلى حلف «الناتو»، فتنازل غورباتشوف عن الشروط، لكن واشنطن منعت بون حينها من إقراض موسكو ورمت عصفورين بحجر واحد؛ الأول تموضع ألمانيا الموحدة الجيوسياسي والجيواستراتيجي بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، والثاني تضييق الخناق الاقتصادي والمالي على السوفيات؛ الأمر الذي عجّل بتفكيك الاتحاد السوفياتي.

قبل انطلاق الجولة الثانية من مباحثات فيينا، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أن «تركيزنا هو على المحادثات الدبلوماسية مع إيران حتى وإن كانت ستستغرق وقتاً طويلاً»، فيما طهران المتوترة لا تمتلك ترف الوقت، وكبرياء النظام يحول دون القبول ببعض التسهيلات التي تعرضها واشنطن، كما جاء على لسان المرشد خامنئي الذي قال إن «العروض التي تتلقاها إيران خلال محادثات فيينا بشأن الاتفاق النووي (لا تستحق النظر إليها)».
وعليه؛ لا تبدو هذه الجولة من المفاوضات معدومة النتائج، لكنها لا تبعث على التفاؤل، حيث تتمسك الأطراف كافة بشروطها، فيما الإنجاز الحقيقي يحتاج إلى تنازل شجاع لا يمكن للنظام تحقيقه، كما لا يمكن لواشنطن أن تبادر بشكل واسع لأنها محاصرة بشروط عديدة؛ من الكونغرس إلى شركائها الدوليين.
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك