بعد أشهر من التوترات بين البلدين الحليفين، وقعت السعودية وباكستان اتفاقيات ثنائية على مستوى مجالات مختلفة وذلك في أعقاب الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، إلى جدة والتي وصفت بـ "المهمة" لحل "الخلاف النادر".
كانت السعودية في كانون الأول، طلبت مليار دولار من قرض بقيمة 3 مليارات دولار من باكستان التي تعاني من ضائقة مالية، كما لم يتمّ تجديد تسهيل ائتماني نفطي منتهي الصلاحية بمليارات الدولارات. وقال علي إن "أي تفكير سعودي في تأجيل سداد مستوردات النفط الباكستانية سيساعد في تقليل الضغط على حكومة خان لإعداد الميزانية المقبلة التي تواجه صعوبات بسبب جائحة كورونا وارتفاع التضخم". ودعمت السعودية، باكستان، بمساعدات مالية وقروض بمليارات الدولارات في السنوات الأخيرة، غير أن مراقبين يقولون إن السعودية حريصة أيضا على عدم إثارة غضب الهند، الشريك التجاري الرئيسي والمستورد للنفط الخام السعودي. لكن الرياض كانت مستاءة من إسلام آباد العام الماضي بعدما حاولت الاخيرة دفع السعودية لاتخاذ موقف حازم بشأن منطقة كشمير المتنازع عليها مع الهند في أغسطس. وقال نائب مدير برنامج آسيا في مركز أبحاث ويلسون بواشنطن، مايكل كوجلمان، إن وجود قائد الجيش الباكستاني في اجتماعات خان مع القيادة السعودية "يشهد على أهمية الزيارة".
وأضاف كوجلمان: "إنها زيارة مهمة لأنها تهدف إلى إعادة ضبط العلاقات بين البلدين التي بدأت بعد خلاف نادر العام الماضي". وتابع: "العلاقة ليست مستقرة كما كانت من قبل، ولكن لا يزال هناك الكثير من الأهداف المشتركة لإبقائها بدرجة قوية". وخلال الزيارة، وقع مسؤولون من البلدين اتفاقي تعاون "في مجال المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية" ومكافحة الجريمة، ومذكرتي تفاهم في مجال مكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات وتمويل مشاريع في مجالات الطاقة والبنية التحتية والنقل والمياه والاتصالات.