Advertisement

عربي-دولي

المطران عطا الله حنا لـ"لبنان 24": مقولة "الكبار يموتون والصغار ينسون"... مزّقها الشباب الفلسطيني بصدوره العارية

جو لحود

|
Lebanon 24
15-05-2021 | 05:00
A-
A+
Doc-P-823113-637566648407357973.jpg
Doc-P-823113-637566648407357973.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

في زمن الازمات المتراكمة والمصائب التي تلف الشعب اللبناني من كل حدب وصوب، يجد المواطن نفسه منغمسا في معالجة صغريات الامور والبحث عن حلول لمعضلات باتت من المسلمات والبديهيات ليس فقط في دول العالم المتطور، انما بكل بقعة ارض حكمها اصحاب الاخلاق والتربية والضمير والعدل.

في هذا الزمن وعذرا على التشبيه يلهث اللبناني وراء البنزين واللحمة والدجاج والدولار الضائع في دهاليز المافيات الحاكمة والمتحكمة ليس الى أبد الابدين باذنه تعالى، في هذا الزمن نفسه، شكلّت القدس جرس استيقاظ للكرامة والعنفوان في نفوس كل اللبنانيين، فاستعادوا شيئا من شخصيتهم المتهاوية بين ايادي حكامهم الذين يعانون من عقم وعجز في استنباط الحلول والعمل على ولادة حكومة طال انتظارها.

فماذا عن القدس ومقدساتها ومجريات الامور التي تبدو فيها موازين القوة مختلفة عن كل الاحداث المتراكمة منذ "وعد بلفور" وحتى اليوم؟

Advertisement

بصدور عارية... نواجه
في هذا الاطار يتحدث لـ"لبنان 24"، رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، المطران عطا الله حنا، الذي يؤكد ان "ما يحدث في فلسطين وخاصة في مدينة القدس يدل على حقيقة واحدة يجب ان يعرفها العالم بأسره وبخاصة الذين يتجاهلون القضية الفلسطينية او يتآمرون عليها او يخططون لتصفيتها.

فرسالة القدس في هذه الايام، كما رسالة كل الشعب الفلسطيني، هي رسالة تشبث وتمسك بالحقوق المسلوبة، فمهما تآمروا علينا وخططوا لتصفية قضيتنا ولنهب اوقافنا ومقدساتنا وللنيل من ارادتنا ومعنوياتنا، سنبقى دائما مؤكدين على وجودنا، فلا توجد قوة في هذا العالم مهما بلغت سطوتها، قادرة على سلب الفلسطيني ارادته وحقه المشروع في ان يعيش بحرية".

ويشير عطا الله الى انه "في وقت من الاوقات، كان المحتلون يرددون دائما ان ( الكبار يموتون والصغار ينسون)، وامام هذه المقولة، نؤكد ان الكبار سيموتون حتما فهذه هي سنّة الحياة، لكن الصغار ليسوا اقل حماسة من الكبار، فهم شباب اليوم المناضل والمتصدي للاحتلال، صغار الامس هم الواقفون اليوم عند خطوط المواجهة الامامية بصدورهم العارية، رافضين التطاول على القدس ومقدساتها واوقافها الاسلامية والمسيحية".

الانقسامات الفلسطينية يحركها الخارج
وعن وحدة الصف الفلسطيني في مواجهة العدو الاسرائيلي، يقول المطران عطالله ان "الفلسطينيين كانوا دائما موحدين في نضالهم من اجل الحرية، والانقسامات التي حدثت، تعود لاسباب وعوامل واجندات خارجية، فابناء فلسطين بغالبيتهم الساحقة، ليسوا جزءا من هذه الانقسامات وهذه التصدعات، لا بل على العكس هم موحدون في دفاعهم عن الحق والعدالة، واعتقد ان ما حدث مؤخرا وما يحدث في القدس وفي غزة وفي غيرهما من اماكن، جعل الفلسطينيين اكثر وحدة وتلاحما وتعاضدا في دفاعهم عن قضيتهم. المسيحيون الفلسطينيون، هم اصحاب قضية كما كل الشعب الفلسطيني، فالمسيحيون والمسلمون يدافعون عن قضية واحدة تهدف الى استعادة الحقوق المنهوبة".

ويؤكد عطالله "نحن كمسيحيين فلسطينيين نفتخر بانتمائنا للمسيحية المشرقية التي بزغ نورها من هذه الارض المباركة والمقدسة، كما نفتخر بانتمائنا لفلسطين ارضا وتاريخا وشعبا وقضية، فنحن لسنا اقلية في وطننا، وان كنا قلة بعددنا بسبب ما الّم بنا، لا بد من ان يعلم الجميع، اننا مكون اساسي من النسيج الفلسطيني في الماضي والحاضر والمستقبل، فالمسيحيون الفلسطنيون لهم دائما مساهماتهم في الحياة الفكرية والسياسية والثقافية والاجتماعية والوطنية".

شعب شامخ بالرغم من الألم

وعن المرحلة المقبلة وما ستؤول اليه الاوضاع، يرى عطا الله ان "هناك خطة طريق واحدة، وهي ان الفلسطينيين لن يتنازلوا عن انتمائهم لفلسطين وللقدس، حتى وان تآمر عليهم الكثيرون، فمهما حاولوا تصفيتنا و النيل من قضيتنا، لن نرفع الراية البيضاء، وكلمة الاستسلام، ليست موجودة في قاموسنا، فاليوم انتم تشاهدون الشباب الفلسطيني المنتفض والرافض للاحتلال والقمع والظلم، وهؤلاء الشباب يؤكدون باسمنا جميعا انه لا يضيع حق وراءه مطالب.فالبارحة كنت في زيارة للمصابين في مستشفيات القدس حيث شاهدت جروحا عميقة والاما مبرحة واصابات خطيرة جدا، لكن بالرغم من كل ذلك، شاهدت شبابا متمسكاً بارادته وعزيمته الصلبة، كما شاهدت شموخا لا يمكن ان تصفه الكلمات".

يا ايها المسيحيون دافعوا عن القدس... دافعوا عن هويتكم

ويتابع عطالله معتبرا ان "الاحتلال الذي نعاني منه، هو استعمار اقصائي بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، ومن يقرأ التاريخ يكتشف ان كل استعمار في هذا العالم كتب له ان ينتهي، وبالتالي نحن على يقين ان هذا الاحتلال الاسرائيلي سينهار بوقت من الاوقات، فما بني على باطل هو باطل، ولا يمكن ان يستمر هذا الظلم والقمع والاستهداف بحق الشعب الفلسطيني،
ونحن كشعب فلسطيني موجودون وسنبقى، فنحن الرقم الصعب الذي يرفض الظلم والاستعمار، ونرفض معاملتنا كغرباء في ارضنا ومنازلنا، فنحن اهل هذه الارض وابناؤها الاصليين،
والكنائس المسيحية، اصدرت موقفا واضحا في الايام الاخيرة، مؤكدة ان هذه القضية تخصنا جميعا، ونحن كمسيحيون عندما ندافع عن فلسطين انما ندافع عن مهد المسيحية وعن كنيسة القيامة،
ومن هنا وعبركم اوجه نداء الى كل الكنائس في هذا المشرق، أن تنضم الينا في معركة الدفاع عن القدس وفلسطين، فالدفاع عن فلسطين ما هو الا دفاع عن المسيحية في مهدها وعن من تبقى من مسيحيين في فلسطين".

وبصرخة يخاطب عطالله المسحيين قائلا: "بدفاعكم عن القدس تدافعون عن اقدس بقعة في هذا العالم حيث الميلاد والتجسد والبشارة وكل الاحداث الخلاصية المرتبطة بالايمان المسيحي،
دافعوا عن فلسطين يا ايها المسيحيون وعن القدس، لانكم عبرها تدافعون عن انفسكم ايمانكم وهويتكم وتاريخكم، فهنا الكنيسة الام، والقدس التي تشكل عند المسلمين اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، تعتبر القبلة الاولى والوحيدة بالنسبة للمسيحيين".

اسرائيل وأميركا لن يقدما لنا حريتنا
وحول الاحداث الجارية اليوم في القدس يشير عطا الله الى ان " ما يحدث على الارض هو ليس بصراع انما هو نضال من اجل الانعتاق من الاحتلال والاستعمار، البعض يقول ان ما يحدث هو صراع فلسطيني اسرائيلي، والحقيقة ان هذا التعبير هو غير صحيح، فقضيتنا ليست قضية صراع انما وجود، والاحتلال لا يريد بقاءنا في هذا الارض، ويتمنى ان تتكرر (نكبة 48) وان يختفي الفلسطيني من هذه الارض، والفلسطنيون منذ الـ 48 وحتى اليوم يعملون جاهدين من اجل رفع الظلم والوصول الى الحرية، وكلنا نعلم ان الحرية لا تقدم لطالبيها على طبق من ذهب،فكل الشعوب التي تحررت من الاستعمار كان لها نضالها وتضحياتها الكثيرة والكبيرة وبالتالي نحن ندرك ان حريتنا لن تقدمها لا اسرائيل ولا اميركا لنا بالمجان، بل سننتزعها مهما بلغت الاثمان".

لا بد للاجئين الفلسطنيين في لبنان من العودة الى ديارهم

وللتضامن العربي واللبناني، يوجه عطالله تحية من رحاب مدينة القدس، لاسيما الى لبنان الشقيق الذي يثمّن تصريحات غالبية قياداته واحزابه وتياراتة السياسية،معتبرا انه لا بد من ان يتجاوز لبنان محنته ولا بد "لنا من التضامن مع كل الشعب اللبناني، فنحن لا نتوقع دائما ان تتضامن معنا الشعوب، بل بدورنا نتضامن مع من يستحق، ولبنان قدّم تاريخيا الكثير للقضية الفلسطنية، و من اهم تقديماته استقباله اللاجئين الفلسطنيين، الذين لا بد لهم من العودة الى وطنهم الام".

واضاف "نعتقد ان القضية الفلسطنية ليست حكرا على الفلسطنيين، انما هي قضية الأمة العربية من المحيط الى الخليج، وبالتالي نحن نتمنى ان يقف العرب الى جانبنا، فالمؤتمرات والبيانات والخطابات على اهميتها، لن تتمكن من دعم صمود الفلسطيني في القدس، والدعوة الى كل الاشقاء العرب لدعم صمودنا وانتفاضتنا في القدس".

ويختم المطران عطا الله قائلا "الانحياز والدفاع عم القضية الفلسطنية انما هو انحياز للحق والعدالة والقيم الاخلاقية النبيلة، من هنا اطالب المسلمين والمسيحيين وحتى اليهود اينما وجدوا ان يرفضوا هذا الظلم الواقع على شعبنا الفلسطيني، كما اتمنى من كل احرار هذا العالم بغض النظر عن انتمائهم وعرقهم ومعتقدهم ان يقفوا الى جانب فلسطين، فالوقوف الى جانبنا شرف ونحن أوفياء دائما لكل من يناصر قضيتنا".

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك