منذ التاسع من أيار الحالي كان يُفترض أن تبدأ كبرى مناورات جيش العدو الاسرائيلي في حرب افتراضية، ولكن ما حصل أنّ المناورة إنقلبت إلى حرب عدوانية حقيقية، بدأت بمحاولات إسرائيلية لتهجير مئات الفلسطينيين من بيوتهم في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، واعتداء على المصلّين في المسجد الأقصى، ثم سرعان ما تطوّر الوضع العسكري نحو استهداف قطاع غزة بمئات الضربات الجوية، بالمقابل أمطرت حماس تل أبيب بوابل من الصواريخ.
رد حماس وقصفها مدنًا إسرائيلية بما فيها تل أبيب فرض معادلة جديدة، فاجأت إسرائيل والعالم ربما، بحيث أظهرت حماس قدرة على خرق المنظومة الدفاعية الإسرائيلية بمئة صاروخ خلال دقائق ولمرتين يومياً، وهو تطوّر لا بدّ أن يفرض نفسه على الحسابات الإسرائيلية في إطالة المعركة. "هذا الواقع أحرج إسرائيل" وليس أدل على ذلك بنظر وفق مقاربة الخبير الإستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب سوى لجوئها إلى مصر طلبًا للوساطة، وبالتوازي قيام الأميركي باتصالات كبيرة مع الدول المعنية لمنع تفاقم الوضع. أمّا تهديد نتنياهو بشنّ عملية ساحقة في قطاع عزة فهو كلام إعلامي ليس أكثر، وزيارة الوفد المصري إلى تل أبيب للبحث في عقد هدنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية أتى بناءً على طلب إسرائيل وليس حماس، مما يعني أنّ وضع الإسرائيلي ليس جيدًا، ولو أنّه أعلن عن عدم قبوله وقف إطلاق النار إلّا بشروط، إلّا أنّ الحقيقة مغايرة".
أضاف ملاعب زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان خاض انتخابات الكنيست تحت شعار 'لا أحسب حساباً لحماس'، وأنّه قادر على إنهاء وضع غزة بثلاثة أيام، علمً أنّه خلال ولايته في وزارة الدفاع لم يتمكن من الدخول إلى القطاع بمسافة متر واحد، بالمقابل حماس وعلى رغم تدمير مصر للأنفاق بين غزة وسيناء تمكّنت رغم الحصار من بناء منصّات ومصانع للصواريخ.