Advertisement

عربي-دولي

الصراع العالمي الجديد في 2021

المحامي ماريو أبو عبدالله Mario Abou Abdallah

|
Lebanon 24
24-05-2021 | 06:30
A-
A+
Doc-P-826319-637574454015829457.jpg
Doc-P-826319-637574454015829457.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

إنّ تاريخ البشرية مليء بالأحداث والحروب والصراعات العالمية، خاصةً في ظل تطور مفهوم "العالمية" عبر التاريخ إذ أنّ العالم في التاريخ القديم يختلف عن العالم في التاريخ الحديث، لكنّ حرب الفرس واليونانيين هي من الحروب العالمية في العالم القديم، إذ نرى مثلاً البلوك الشرقي المتمثل بالجيش الفارسي بوجه البلوك الغربي المتمثل بالجيش اليوناني وحلافائه. وإنّ التجربة النازية الفاشية يمكن العودة بها قياساً الى تجربة المغول حين إجتاحوا نصف القُرة الأرضية وهدّموا الكثير من الممالك والأمبراطوريات المتمدنة في حينها.

أمّا في التاريخ الحديث، فنرى الحرب العالمية الأولى ومن ثم الثانية التي نتجت عن مساوئ إتفاقية "فرساي" يليهما الحرب الباردة، وهي حرب عالمية ايضاً كونها بين البلوك الشرقي الشيوعي المتمثل بالإتحاد السوفياتي والدول المؤيدة له وبين البلوك الغربي اللبرالي الحرّ المتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية وحلافائها.

في أيامنا هذه نعيش صراحةً الحرب العالمية الرابعة، فبعد سقوط الإتحاد السوفياتي وسقوط الشيوعية العالمية في تسعينيات القرن الماضي، ظهرت الولايات المتحدة على أنّها الأمبراطورية العالمية المنتصرة، وكل الدول يجب، نعم يجب وبصيغة الأمر، أنْ تنضوي تحت إمرتها وأوامرها وإدارتها بصورة التابع والمتبوع. بعض الدول إنصاع الى هذا النظام العالمي الجديد "unipolaire" بقيادة الولايات المتحدة، وبعض الدول الأخرى رفضت الإنصياع الى هذا النظام الإحادي وبدأت بالتحضير للمواجهة ونجحت الى حدٍّ ما، والدليل على ذلك مقولة Samuel Huntington "...صحيح أنّ العالم الحالي أصبح أكثر متطوراً ولكنه لم يصبح بعد غربياً أو ليبرالياً كما تريده الولايات المتحدة" (Le monde s’est modernise mais sans jamais occidentalise)!!!!

في الحقيقة التاريخية، إنّ عالم الغرب إستوطن رقعة كبيرة وواسعة من العالم نتيجة حوافز أو نقاط قوّة كان يتمتع بها وحده وهي التفوق في التعداد السكاني الكبير (la demographie) التفوق العلمي والعسكري والإقتصادي والأخلاقي الديني حين أدّعى الغرب أنّ غايته من الإستيطان هي نشر العلم والثقافة والحضارة لشعوب متخلفة. إنّ هذا العالم إنتهى في أيامنا هذه، ويمكننا القول أنّ العالم كله تطور وإمتلك أيضاً هذه الحوافز ونقاط القوّة التي كان يتمتع بها عالم الغرب (الصين والهند وغيرهما أصبحا دولاً نووية وتمتلك علم الفضاء وعلم التكنولوجيا الحديثة)، أي أنّ الحضارات التي كانت تحت هيمنة الغرب لسنين طويلة أصبحت الآن تمتلك ما يكفي من التعداد السكاني والتفوق العلمي والعسكري والإقتصادي وحتى الأخلاقي لمقاومة هيمنة الغرب عليها وحتى لرفضها قيادة الولايات المتحدة للعالم، وهنا أتحدث عن دول غربية ودول شرقية (الأزمة الأخيرة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لم تمنع هذه الأخيرة من متابعة تجاربها النووية – ها هي اليابان تحاول تعديل دستورها لبناء جيش قوي يدافع عن أراضيها – ها هي ألمانيا تطالب بتطوير نظامها الدفاعي ونظام الدفاعي للدول الأوروبية بعيداً من الخطط العسكرية للجيش الأمريكي)، وها هي الصين تعود من نومها العميق لتعود إحدى الدول القيادية في العالم كما كانت عبر التاريخ. والصراع الدولي القائم في ايامنا هذه والذي يمكن توصيفه بالحرب العالمية الرابعة هو بين دول الغرب المتقدمة (لغاية الان) تلك الدول التي ابت الانصياع لاحادية الولايات المتحدة في القيادة وهي الدول التي تؤمن بتاريخها وبهويتها وتحاول أخذ دورها في القرار العالمي.

Advertisement

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك