Advertisement

عربي-دولي

ناشيونال إنترست: العودة إلى النووي الإيراني إضعاف للأمن القومي الأميركي

Lebanon 24
24-05-2021 | 12:00
A-
A+
Doc-P-826464-637574730755487413.jpg
Doc-P-826464-637574730755487413.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

منذ أسابيع، تنعزل إدارة الرئيس الاميركي جو بايدن والنظام الإيراني في فندق فخم بفيينا، للتفاوض على شروط عودتهما المتزامنة إلى الإتفاق النووي في 2015. وبعد أربع جولات من المفاوضات، نقل عن الرئيس الإيراني حسن روحاني زعمه أن "معظم العقوبات الأساسية تقريباً، قد رفعت عن إيران".

يقول الكاتبان مايك وولتز ولين خودوركوفسكي في مقال مطول بموقع مجلة "ناشيونال إنترست" الأميركية، إذا كان ذلك صحيحاً، فإنه سيشكل أسوأ تفاوض ممكن، والأسوأ أنه سيكون بمثابة استسلام من المفاوض الأميركي روبرت مالي الذي عينه بايدن، للدولة الأكثر رعاية للإرهاب في العالم. لماذا؟. 

لفت الكاتبان إلى أن حملة "الضغط الأقصى" لإدارة الرئيس السابق دونالد ترامب دفعت بالنظام في طهران إلى أضعف مراحله منذ 1979. فقد قلصت أكثر من 20 دولة كانت من زبائن النفط الإيراني، مشترياتها إلى الصفر. ورحلت أكثر من 100 شركة من السوق الإيرانية، أخذة معها مليارات الدولارات من الإستثمارات.

نظام منبوذ

Advertisement
ونُبذ النظام الإيراني على الصعيد الدولي. وفرض الإتحاد الأوروبي عقوبات على وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية. وعمدت المملكة المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، والدنمارك، وبلجيكا، وهولندا، وألبانيا، وصربيا، إما إلى استدعاء سفرائها أو لإدانة "ديبلوماسيين" إيرانيين وطردهم. وحرمت شركة ماهان للخطوط الجوية الإيرانية من حق الهبوط في المطارات، أو ألغيت رحلاتها.
وقدّر روحاني أن العقوبات الأميركية كلفت إيران 200 مليار دولار. وهو المبلغ كان سيذهب إما إلى تمويل الإرهاب في الخارج، أو لارتكاب مجازر في الداخل.
ووفق روبرت غرينواي من معهد هدسون، فإن ترامب بفرضه عقوبات على أكثر من 1600 فرد وكيان في إيران، لم يكبح جماح وكلاء في المنطقة فحسب، ولكنه أيضاً تسبب في تراجع الناتج المحلي الإيراني بنسبة 23%، ليسجل نمواً سلبياً للعام الثالث على التوالي، في أكبر تراجع منذ 1983، كذلك انخفضت صادرات إيران من النفط 84% في في عامين، إلى أدنى مستوى في تاريخ إيران، فضلاً عن انخفاض في إنتاج النفط بـ 58% في عامين، وهي النسبة الأدنى في التاريخ الإيراني، وتدنى سعر صرف الريال إلى مستويات غير مسبوقة مقابل الدولار، وتدنى الاحتياط الإيراني من العملات الأجنبية إلى 4 مليارات دولار، من 112 مليار دولار في 2017، وهو الأدنى على الإطلاق.
وفي المحصلة بلغت الخسائر الاقتصادية في إيران 250 مليار دولار.
ولفت الكاتبان إلى أن يد الزعيم الإيراني علي خامنئي ضعيفة. وأن على فريق بايدن تجنب تقويتها بالتخلي عن ميزة تفاوضية هائلة.

هل ينخدع الإيرانيون؟
وحدد الكاتبان سلسلة محاذير، قبل أي اتفاق مع إيران. أولها أن الشرق الأوسط قد تغير. وشكل انسحاب ترامب من الإتفاق النووي دفعة قوية للعلاقات الإقليمية.
وأعيد بناء الثقة بين الولايات المتحدة وأصدقائها الإقليميين، إنطلاقاً من إدراك مشترك بأن إيران هي القوة الرئيسية المزعزعة للإستقرار في المنطقة، وأدى ذلك إلى الاتفاق الإبراهيمي التاريخي بين الكيان الاسرائيلي ودول عربية.
ومن شأن العودة إلى الاتفاق النووي، الذي وجد أصدقاء الولايات المتحدة، أنه يدمر مصالحهم، نزع تلك الثقة وقلب الوضع لمصلحة إيران.
وثانياً، أن النظام اعتمد الغش في الاتفاق الأصلي، وكشف استيلاء إسرائيل على الأرشيف الذري الإيراني في 2018، أن رئيس الهيئة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، لجأ إلى الازدواجية في شأن أنابيب مفاعل آراك، فضلاً عن برنامج نووي سري بقيادة محسن فخري زاده. وأن لا سبباً لاعتقاد أن الإرهابيين قد غيروا سلوكهم.
وثالثاً، على غرار ما حصل مع فخري زاده، صُفي قائد مهم في إيران قاسم سليماني، الأمر الذي أضعف قوة إيران في الشرق الأوسط، لأن سليماني لا يُعوض.
رابعاً، أن الشعب الإيراني في 2015، كان عنده أمل في الانتفاع من الأموال التي شحنتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما إلى طهران.
لكن ذلك لم يحصل، وذهبت الأموال مباشرة إلى الحرس الثوري والملالي ووكلاء الإرهاب. فهل ينخدع الإيرانيون في 2021؟
خامساً، فقد النظام كل رمزية أو شرعية محلية، بعد احتجاجات تشرين الثاني 2019 وما تلاها من مجزرة ذهب ضحيتها 1500 شخص، وتسببت في شرخ لا يمكن ترميمه بين الحكومة والشعب.
والحملة الحالية على وسائل التواصل الإجتماعي تحت عنوان "لا للجمهورية الإسلامية"، مؤشر آخر على الإستياء الشعبي.
ومن شأن حصول إيران على مليارات الدولارات بعد تخفيف العقوبات بسبب تنازلات إدارة بايدن في فيينا، أن يجعل هذه الأموال تنتهي في أيدي وكلاء إيران، ما سيعرض للخطر حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.
ورغم تشديد بايدن وفريقه على أهمية التحالفات القوية، فإن إضعاف حلفاء الولايات المتحدة يعني إضعافاً لتحالفاتها، ما سيضعف الأمن القومي الأمريكي نفسه.

المصدر: موقع 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك