Advertisement

عربي-دولي

مصير العالم بين قطبين

Lebanon 24
22-06-2021 | 10:00
A-
A+
Doc-P-835642-637599652757714029.jpeg
Doc-P-835642-637599652757714029.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
الأجواء المشحونة التي كانت بين القطبين – الشرق والغرب - إبان الحرب الباردة، استُعيدت مع لقاء الزعيمين، الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين، في ظل تصاعد التوتر بينهما الذي وصل إلى حد كيل الاتهامات المتبادلة بين الجانبين وبما يمس الجوانب الشخصية، وكل ذلك وسواه جعل العالم يترقب عقد القمة ونتائجها.
Advertisement
في الأجندة ملفات عديدة وجميعها شائكة، وبالتالي كان على الجانبين – الأميركي والروسي - التباحث بشأنها، كما إنه من الطبيعي انشغال العالم بالقرارات التي ستصدر عن القمة، والتي لا بد وأنها ستعيد تشكيل هندسة الخارطة الدولية، فعشرات العناوين في مختلف القضايا الكبرى تتقاطع حولها مصالح الطرفين، لكن فيها ما فيها من تجاذب وتتنافر.
وحتماً هناك الملف النووي الإيراني، والأوضاع في سوريا واليمن وليبيا، والقضية الفلسطينية. وحقيقة فإنّه اجتماع الزعيمين خالف توقعات الخبراء والمحللين السياسيين، حيث الميل إلى التشاؤم كان أكبر في ظل وصول العلاقات بين الدولتين إلى أسوأ حالاتها وفقاً لاعتراف الزعيمين، فالعلاقات بينهما لا تخلو من المشاكل والأزمات التي تراكمت خلال السنوات الماضية، وأدت بالتالي إلى سلسلة خطوات وإجراءات حازمة ومفاجئة أحياناً ومتبادلة في الأشهر الفائتة، ومن بينها قرار سحب الدولتين سفيريهما في اذار الماضي.
وفي ظل تلك الأجواء عقدت القمة في جنيف، وحسب المراقبين فالقمة نجحت إلى حد ما في تخفيف حالة العداء بين القطبين وذلك بإعادة السفيرين إلى موقعيهما لاستكمال مهامهما الدبلوماسية، لكن تلك الخطوة لم تؤدِّ إلى انفراج كامل في العلاقات بين البلدين، ولم تحسم الملفات العالقة، وخصوصاً الصراع في أوكرانيا ووقف الهجمات السيبرانية. ومما اتفق عليه الرئيسان أيضاً استئناف محادثات الحد من التسلح، والعمل معاً من أجل منع إيران من امتلاك سلاح نووي.
لقد حرص الرئيس الروسي على نفي تقرير صحافي أميركي يذكر أن موسكو مستعدة لتقديم نظام أقمار صناعية متقدم لإيران، الأمر الذي من شأنه أن يحسِّن قدراتها التجسسية إلى حد كبير. وفي المقابل قال بايدن إنه أكد للرئيس بوتين أن بإمكانه المساعدة في دفع إيران إلى العودة للالتزام بالاتفاق النووي. فكلّ من الولايات المتحدة وروسيا تتشاطران المسؤولية عن الاستقرار النووي، ولهذا سوف تجريان محادثات بشأن التغييرات المحتملة لمعاهدة «ستارت الجديدة»، للحد من التسلح التي تم تمديدها في الآونة الأخيرة.
 
توترات وصراعات 
بوضوح تام أكدت القمة الرغبة الصادقة لدى الزعيمين في تهدئة التوتر بين المعسكرين، والبحث في تحقيق الاستقرار الاستراتيجي، وبدء مشاورات بشأن الهجمات السيبرانية. كما تَوافقا على أن المرافق الحيوية ومراكز الخدمات في كل من الولايات المتحدة وروسيا هي خط أحمر، ولا يجوز لأي منهما العبث بها وتهديد حياة المدنيين.
انتهت القمة، وتحقق ما لم يكن ممكناً من دونها. وعليه فإن ما تم إنجازه من خطوات يمكن البناء عليه، والتقدم نحو تحقيق المزيد من الإنجازات. لكن قطعاً لا يعني عقد القمة حل القضايا الخلافية كاملة بين الطرفين، ولا التوصل إلى صيغة تفاهم نهائية بشأن المسائل العالقة، لكنها خطوة على الطريق الصحيح تسهم بتعاونهما في عدة موضوعات تشكل تهديداً لهما معاً، ومن بينها مكافحة التغير المناخي ووباء كورونا والإرهاب وإقامة حوار مباشر وخلق آليات فعالة للتعاون في تلك المجالات التي تمثل مصالح مشتركة للبلدين بالتأكيد وتفيد بقية الدول، والتي تعلم قياداتها أن مصير العالم مرهون بما يدور بين القطبين، ففي كل تجاذب بينهما استقرار للعالم، وفي كل تنافر فرص لخلق توترات وصراعات.
المصدر: موقع 24 الإلكتروني
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك