Advertisement

عربي-دولي

بعد إعلان طالبان "الانتصار" فيها.. جولة ميدانية تكشف الواقع العسكري في بنشير

Lebanon 24
18-09-2021 | 15:30
A-
A+
Doc-P-865224-637675828962130826.jpg
Doc-P-865224-637675828962130826.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
"طرقات خالية من السيارات وهدوء يخرقه هتافات إسلامية"، بهذه العبارة وصف مراسلو صحيفة "نيويورك تايمز" واقع الحال في إقليم بنشير، بعد زيارة ميدانية لهم، كشفت تراجع حدة القتال بين حركة "طالبان" والجبهة الوطنية للمقاومة.
Advertisement

وبحلول السادس من أيلول، زعمت طالبان أنها استولت على بنشير بأكمله، وهو انتصار هائل في منطقة صدت العديد من الهجمات السوفيتية في الثمانينيات، وظلت خارج سيطرة طالبان خلال حكمها من عام 1996 إلى عام 2001.

ووفقا لجولة الصحيفة الثلاثاء الماضي، كان وادي بنشير خاليا من السيارات وفيه مواشي متجولة وهدوء وصمت كبير لا يخرقه إلا هتافات إسلامية كانت تطلق من حين لآخر من مكبرات الصوت في مركبات طالبان القليلة.

في المقابل، أكد علي ميسم نظاري، متحدث باسم جبهة المقاومة الوطنية، للصحيفة أن القتال لم ينته بعد. وقال نظاري: "قواتنا متمركزة في جميع أنحاء الوادي"، مذكرا بأن "الاتحاد السوفياتي أعلن النصر عندما دخل الوادي ولم يواجه بأي قتال لأيام أو أسابيع، ولكن المجاهدين في الثمانينيات كانوا ينتظرون ثم يهاجمون في الوقت المناسب".

وكانت الجبهة الوطنية للمقاومة قالت منذ أكثر من الأسبوع أن المعركة ضد طالبان "ستستمر" في وادي بنشير، آخر منطقة في أفغانستان كانت تسيطر عليها المقاومة.

وقالت الجبهة إنها تسيطر على "مواقع استراتيجية" في الوادي، مضيفة أن "النضال ضد طالبان وشركائها سيستمر".

إلا أنه في رحلة من 40 ميلا في الإقليم وعاصمته بازارك، أصبح من الواضح أن القتال قد توقف إلى حد كبير، ويبدو أن المقاومة المتبقية محصورة في المناطق الجبلية التي يتعذر الوصول إليها سيرا على الأقدام أو بالسيارة، بحسب الصحيفة.

وفر معظم السكان قبل بدء المعارك، وأولئك الذين بقوا يعانون من ارتفاع أسعار السوق ونقص الطعام.

وخلال أسابيع من القتال، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تقارير عن ارتكاب طالبان انتهاكات لحقوق الإنسان ضد مقاتلي المقاومة الأسرى والمدنيين. ومع ذلك، كان من المستحيل للصحيفة التحقق أو فضح روايات عمليات تفتيش المنازل وتنفيذ أحكام إعدام علنية، التي نفتها طالبان جميعا.

وسجلت حالات سرقة لبعض المنازل، حيث قال بصير عبدول (58 عاما) الذي عاد إلى الوادي لتفقد منزله: "نوافذ محطمة، وهناك من دخل ونام في غرفتي، لا أعلم من سرق ممتلكاتي إذا كان هذا من عمل طالبان أم لصوص".

وعلى مقربة من  الأحياء السكنية، كانت مجموعة من مقاتلي طالبان يقومون بتعبئة شاحناتهم الصغيرة، وقال قائد الوحدة: "انتهى القتال في بنشير، سيكون هناك سلام، أولئك الذين ألقوا أسلحتهم رحبنا بهم، والذين قاتلوا، لم تنته الأمور بشكل جيد بالنسبة لهم".

وعلى جانب الطريق الرئيسي، شكلت طالبان سلسلة للمصادرات، حيث أفرغوا عبوات ذخيرة من الشاحنات المتوقفة، قذائف وصواريخ وخراطيش من عيارات مختلفة وألغام أرضية مضادة للأفراد تم انتشالها من مخابئ أسلحة عمرها عقود.

وعلى طول الطريق الرئيسي جنوب بازارك، كانت مؤشرات القتال العنيف شحيحة، بعض المباني بها نوافذ مكسورة أو آثار رصاصة، ولكن كان من الصعب العثور على أضرار كبيرة.

بدورها، أكدت الدكتورة جينا بورتيلا، منسقة القسم الطبي في منظمة غير حكومية، إن مستشفى الجراحة والولادة في الوادي استقبل 60 إلى 70 شخصا يعانون من إصابات مرتبطة بالنزاع في الأسابيع الأخيرة، موضحة أن "العديد من المدنيين غادروا الوادي مقدما، ولذلك بقيت أعداد الإصابات منخفضة نسبيا".

ويؤوي الوادي الجبهة الوطنية للمقاومة، وهي معقل مناهض لطالبان منذ زمن طويل وقد ساهم القائد أحمد شاه مسعود في جعلها معروفة في أواخر التسعينات قبل أن يغتاله تنظيم القاعدة عام 2001.

وتضم الجبهة الوطنية للمقاومة، بقيادة أحمد مسعود نجل القائد مسعود، عناصر من ميليشيات محلية، وكذلك عناصر سابقين في قوات الأمن الأفغانية التي وصلت إلى الوادي عندما سقطت سائر الأراضي الأفغانية بين أيدي طالبان.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك