Advertisement

عربي-دولي

صفقة الغواصات الفرنسية.. كيف تعيد تشكيل التحالفات في العالم؟

Lebanon 24
19-09-2021 | 16:00
A-
A+
Doc-P-865470-637676627708183339.jpg
Doc-P-865470-637676627708183339.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
نشرت قناة "سكاي نيوز عربية" تقريراً تحت عنوان: "صفقة الغواصات الفرنسية.. كيف تعيد تشكيل التحالفات في العالم؟"، أشارت فيه الى أنّه لا تزال صفقة الغواصات النووية بين الولايات المتحدة وأستراليا تلقي بظلالها على الساحة الدولية، بعدما تسببت في أزمة دبلوماسية بين فرنسا وأستراليا من جانب وفرنسا وأميركا من جانب آخر، عقب فسخ أستراليا تعاقدها مع باريس لشراء 12 غواصة فرنسية وفقا لاتفاق مبرم بينهما عام 2016، وهو الأمر الذي وصفته الأخيرة بـ "طعنة في الظهر" اعتراضا على إلغاء الصفقة وإبرام تحالف ثلاثي بين أميركا وأستراليا وبريطانيا.
Advertisement
 
وبحسب التقرير، يرى مراقبون أن تبعات الأزمة الراهنة ولجوء أميركا لتحالف ثلاثي مع المملكة المتحدة وأستراليا، وتزويد أستراليا بغواصات تعمل بالطاقة النووية، تؤزم الخلاف بين أوروبا وأميركا الذي جاء عقب أزمة الانسحاب من أفغانستان، وربما تؤدي تلك الخلافات إلى رسم تحالفات جديدة خاصة مع تمسك عدد من دول الاتحاد الأوروبي بمقترح "تأسيس قوى عسكرية أوروبية" موازية لحلف الناتو.
 
وأدخل تحالف واشنطن مع لندن وكانبيرا العلاقات الأميركية – الأوروبية في أزمة تشبه أزمات حكم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، رغم ان الإدارة الأميركية الحالية بقيادة جو بايدن استهدفت إعادة العلاقات مع أوروبا لسابق عهدها بزيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى باريس، حزيران الماضي لإعادة مسار "العلاقات العابرة للأطلسي" إلى أصلها القديم.
 
وبحسب التقرير، فإنّه أستراليا تستمر في تبرير موقفها بالتأكيد على إبلاغ فرنسا مسبقا بوجود مشاكل حقيقية بقدرة الغواصات التقليدية لتحقيق أهدافها الأمنية والاستراتيجية في المحيطين، حيث قال وزير الدفاع الأسترالي بيتر دونون، إن بلاده كانت صريحة ومنفتحة وصادقة" مع فرنسا بشأن مخاوفها من صفقة الغواصات الفرنسية.

ولم تكتفِ أميركا بتصريحات أستراليا، بل أكد أنتوني بلينكن، على عدم التخلي عن أستراليا في مواجهة الممارسات الصينية لذا دعمتها بحيازة الغواصات النووية لتحسين قدرتها الدفاعية.
 
تغير التحالفات
يرى العميد سمير راغب، الخبير الاستراتيجي، أن فرنسا تفسر الموقف الراهن بـ "الحرب الباردة" نظرا لأن صفقة الغواصات بين أميركا وأستراليا والتي أبرمت وفقا للتحالف العسكري الذي جمعهما مع بريطانيا خارج مظلة حلف الناتو له تبعات سلبية على أوروبا وفرنسا بالتحديد على المستويين العسكري والاقتصادي، كما أن باريس لم تعترض حينما طرح تشكيل هذا التحالف الدفاعي في المحيطين الهادئ والهندي وظنت أنها ستصبح شريكا في التحالف عبر تسليح أستراليا بالغواصات، قبل الإعلان عن إلغاء الصفقة.

ويوضح راغب في تصريحات لموقع " سكاي نيوز عربية" أن طبيعة الضغوط الاقتصادية التي تتعرض لها باريس لعدم امتلاكها سوقا لبيع الغواصات، تدفعها إلى الشراكة مع الهند وتدشين علاقات قوية لبيع الأسلحة من مقاتلات الرافال والغواصات التي تعمل بالديزل والكهرباء، وهو الأمر الذي قد ينجم عنه خلاف بين الصين والهند من جانب، وخلاف بين الصين وأميركا من جانب آخر لدخول غواصات نووية إلى منطقة المحيطين.
 
ويشير إلى احتمالية تقارب فرنسي روسي جديد في مجال تصنيع وبيع الأسلحة، وبالتالي فهو تقارب أوروبي – روسي محتمل، حيث تعد فرنسا القائد السياسي لأوروبا في إقامة العلاقات مع الدول، علاوة على وجود تقارب ألماني – روسي نوعا ما، وفي حالة إثبات موسكو النوايا الحسنة لإقامة علاقات مشتركة مع باريس وبرلين قد تنضم دول أوروبا الشرقية إلى هذا التحالف.
 
تراجع الناتو

الى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، أن إلغاء أستراليا صفقة الغواصات معها واستبدالها بأخرى أميركية سيؤثر مستقبلا على حلف الناتو.

ويقول راغب إن الأمر سيكون له تأثير على تحالف الناتو الذي يعمل على مواجهة التهديدات الصينية – الروسية، لاسيما أن فرنسا لديها تحفظات على دور الحلف في الحرب على الإرهاب، وتحملها أعباء مواجهة التنظيمات المتطرفة بمفردها في دول الساحل والصحراء وسوريا والعراق، مشيرا إلى أن أوروبا تدرك جيدا أن نتائج الحروب التي جمعت الناتو وأميركا تحملتها وحدها.

وعن احتمالية خروج فرنسا من الناتو، يقول الخبير الاستراتيجي: "لن تخسر فرنسا شيئا فهي تمتلك نفوذا في الشرق الأوسط تسعى للحفاظ عليها، لذا ستتحرك الفترة المقبلة في سياسات مستقلة خارج حلف شمال الأطلسي لتسهل على نفسها إقامة علاقات عسكرية مع روسيا وتجارية مع الصين"، متوقعا تراجع أهمية الناتو والتعاون العسكري بين الشركاء، كما جاء في تقرير "سكاي نيوز عربية". 
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك