Advertisement

عربي-دولي

خطر "الجهاد المحلي".. استراتيجية المتشددين الجديدة بعد الهزيمة الدولية

Lebanon 24
21-09-2021 | 14:00
A-
A+
Doc-P-866398-637678548518262795.jpg
Doc-P-866398-637678548518262795.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لفتت "الحرة" إلى أنه على ما يبدو أن الجماعات المتشددة في الشرق الأوسط، ستحاول تقليد نموذج طالبان، في تغيير استراتيجيتها لما بات يعرف بـ "الجهاد المحلي"، في محاولة منها للهروب من الملاحقة الدولية الغربية، بحسب تحليل نشرته مجلة فورين بوليسي.
Advertisement

وأضاف التحليل أن حركة طالبان "استطاعت تقديم مثال سياسي لمحاكاة" استمرار وجود مثل هذه الجماعات مقابل عدم التركيز عليها وجعلها تحت الأضواء ومحاربتها عالميًّا، وهم على أمل بنجاح مهمتهم من خلال التصالح مع واشنطن في فترات لاحقة وإبرام صفقات مماثلة لطالبان مع الإدارة الأميركية.

لكن خبراء يرون أن هذه الستراتيحية قد لا تكون قابلة للتطبيق لأن الجماعات المتشددة المحلية  تحكمها ارتباطاتها مع الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة، سواء كان من خلال الانتماء والمبايعة بشكل مباشر أم من خلال التعاطف العام، وفي الحالتين من المستحيل الفصل بينهما.

ويشير تحليل غورين بوليسي إلى أن هيئة تحرير الشام، لربما كانت الأكثر بروزًا واحتفالًا بتسلم طالبان للسلطة في أفغانستان، حيث وعدت باستمرار القتال في سوريا وأنها ستستفيد من تجربة طالبان في الحرب التي خاضتها.

نماذج طالبان والقاعدة وداعش
أيمن جواد التميمي، باحث متخصص في برنامج التطرف في جامعة جورج واشنطن يقول لفورين بوليسي، إن هيئة تحرير الشام، تجد نموذجًا مناسبًا في طالبان لعدة أسباب، أولها أنها ستسخدم تجربة طالبان في الوصول للحكم لإلهام مقاتلين هيئة تحرير الشام ودفعهم لمواضلة القتال، وثانيًا أنها ستحذو حذو طالبان في التعامل الدولي مع القوى المختلفة بما يخدم مصلحتها.

ويقول المحلل السياسي السعودي، خالد الزعتر، لموقع "الحرة" إن "الهزيمة التي لحقت بتنظيم داعش الإرهابي لا شك أنها كانت ضربة قاصمة لتنظيم الجهاد العالمي والذي كان تنظيم داعش يمثل القيادة الرئيسية له بعد أن تسلم القيادة من تنظيم القاعده الذي انحسر تنظيميًّا وبخاصة بعد مقتل أسامة بن لادن المؤسس للتنظيم، وبالتالي فإن هزيمة داعش وتفككها بعد أن كانت تحلم بإقامة دولة الخلافة الإسلامية لا شك أنه يعني بداية أفول تنظيم الجهاد العالمي، ولذلك لم تعد داعش قادرة على القيام بعمليات إرهابية كما كانت في البدايات ولذلك هذا يرجح من كفة التحول في العمل الإرهابي من النظام الجهادي العالمي إلي الجهاد المحلي".

ويرى أنه مما لا شك فيه "أن ذلك لا يقل خطورة عن ما قامت به داعش ومن قبلها تنظيم القاعدة حيث سيقود هذا التفكك الذي يشهده تنظيم داعش إلى ولادة تنظيمات صغيرة لكنها ستركز أعمالها على النطاق الضيق المحلي بدلًا من النطاق الأوسع وهو الجهاد العالمي وهذا النوع من الإرهاب لا شك أنه سيشكل معضلة كبيرة لدول المنطقة باعتباره إرهابا خفيا وليس معلنا كما هو الحال مع إرهاب تنظيم داعش والقاعدة".

"الجهاد المحلي"
الباحث المصري في شؤون الحركات المسلحة، أحمد سلطان، يقول لموقع "الحرة" إن "الجهاد المحلي، هو النقيض مما يعرف بالجهاد المعولم، وهو يرتكز على تبني القضايا القومية، والنزاعات العرقية المحدودة، ولا علاقة له بمبادئ نشر الجهاد في جميع أنحاء العالم، أو القتال إلى ما لا نهاية، بل أنه له غاية يتوقف القتال عندما يصل لها".

وأضاف أن "الجهاد المحلي لديه أجندة محددة مثل حركة طالبان وحركة حماس أو هيئة تحرير الشام، وبدأت مثل هذه الحركات تلقى رواجًا خلال السنوات الماضية، مقابل تراجع حركات الجهاد المعولم، وذلك بعد تراجع تنظيم القاعدة، وانهيار تنظيم داعش في مناطق جغرافية محددة، وبهذا تبقى مثل هذه الحركات بعيدة عن أنظار القوى الدولية".

"الجهاد المعولم"
الباحث المصري في شؤون الجماعات الإسلامية، محمد يسري، يقول لموقع "الحرة" إن مثل هذه "الجماعات دائما في حالة فوران داخلي من الناحية الاستراتيجية حسب المواقف والظروف التي تحكمها، ورغم أن جميعها يتفق على هدف وغاية واحدة وهي قتال العدو البعيد، الذي يقف حجرا عثرة أمام أهدافها الرامية إلى الوصول للعالمية وأستاذية العالم، وهي الفكرة القديمة التي بدأت مع جماعة الإخوان وامتدت لكل الجماعات المنبثقة عنها والتي تختلف معها في مسائل كثيرة، وتتفق معها في هذا الأصل، مثل تنظيم داعش والقاعدة، وغيرها".

ويضيف أن جماعات الجهاد المعولم "شهدت مراحل كبيرة من التحولات، فقد بدأ تنظيم القاعدة، على أساس محلي يسعى خلاله إلى تكوين خلافة محدودة داخل نطاقه الضيق بأفغانستان، وما لبث التنظيم إلا وصارت له أجنحة في مناطق عديدة من العالم بعد أن انتقل إلى فكرة قتال العدو البعيد، وبدأ ينفذ عملياته في مناطق مختلفة من العالم إضافة إلى تأسيس إمارات في المناطق الرخوة بالدول التي تسيطر عليها الفوضي والنزاعات".

ويشير يسري إلى أنه مع الضغوط الدولية الضخمة لمحاربة الإرهاب بدأت هذه الجماعات بالفعل باتخاذ مسارات أخرى، ليس خوفًا من التحالفات الدولية والدول الكبرى فقط ولكن لعوامل أخرى محلية، والتي جعلت جزءًا منها يكتفي مؤقتًا بقتال العدو القريب عن قتال العدو البعيد.


أين يمكن أن يظهر "الجهاد المحلي"؟
 
ويعتقد سلطان أن مثل هذه "الحركات الجهادية المحلية ستظهر بشكل أكبر في شمال سوريا، في محافظة إدلب تحديدًا بمناطق سيطرة هيئة تحرير الشام، وفي بورما يوجد فصائل جهادية محلية مختلفة، حاول تنظيم داعش أن ينشئ علاقات معهم ولكنه لم ينجح بذلك".

إضافة إلى جماعات مثل تلك الموجودة في الساحل الإفريقي، مثل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين "فرغم ارتباطها بالقاعدة إلا أن أجندتها محلية بالكامل، بالإضافة إلى حركة الشباب الصومالية، إضافة لبعض الفصائل الموجودة في اليمن.

ويعتقد الباحث يسري أن "العوامل المحلية وضغوط الدول الكبرى المشتركة في تحالف محاربة الإرهاب كان لها الدور الأكبر في تحجيم الجماعات المسلحة جغرافيا والانشغال في محاربة العدو القريب وجعله على رأس أولوياتها، كإجراء تكتيكي لا يستبعد التحول ضد العدو القريب في حال ما إذا سمحت الظروف، عن طريق استخدام الذئاب المنفردة التي تستطيع أن تنفذ عمليات كبيرة سواء داخل الولايات المتحدة وأوروبا، أو ضد مصالحها المنتشرة في العالم".

ويرى الباحث جبور أن "المناطق التي قد تظهر فيها محلية الجهاد هي المناطق التي تشكل مناطق نفوذ إيرانية مثل العراق، سورية، اليمن، لبنان، بالإضافة إلى غزة".

المصدر: الحرة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك