Advertisement

خاص

"فورين بوليسي": إيران تبحث عن مخرج.. فهل يكون شرقاً؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
27-10-2021 | 03:30
A-
A+
Doc-P-879609-637709231649431103.JPG
Doc-P-879609-637709231649431103.JPG photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

لدى اختياره أول رحلة خارجية له كرئيس جديد لإيران، تجاهل إبراهيم رئيسي اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي. وعوضاً عن ذلك، قرر الإتجاه شرقاً، إلى دوشانبي، طاجيكستان، لحضور قمة منظمة شنغهاي للتعاون (SCO). كان الاختيار موضوعيًا وكذلك رمزيًا. في 17 أيلول، أي بعد 14 عامًا تقريبًا من تقديم إيران طلبًا مبدئيًا للحصول على العضوية الكاملة في منظمة شنغهاي للتعاون، حصلت أخيرًا على الموافقة، بحسب ما ذكرت صحيفة "فورين بوليسي" الأميركية.

وأعلن رئيسي في ذلك الوقت، "لقد دخل العالم حقبة جديدة"، في انتقاد غير مستتر لواشنطن. وتابع قائلاً: "الهيمنة والأحادية تفشل. التوازن الدولي يتجه نحو التعددية وإعادة توزيع السلطة لصالح الدول المستقلة".

ورأت الصحيفة أنه "في مواجهة العقوبات الأميركية الساحقة ووسط معاملة الغرب لها على أنها دولة منبوذة، تبحث إيران عن مخرج. وتعتقد أن القوى الآسيوية تنهض على حساب واشنطن وأن الصين وروسيا لا تشتركان في المصالح الأميركية التي تتمثل في احتواء إيران وخنق اقتصادها. لا بل على العكس، قد تكون هذه الدول مستعدة لاحتضان إيران من أجل تعزيز مصالحها الخاصة في الشرق الأوسط.

وفي هذا السياق، أشادت الصحافة الإيرانية بقبول إيران في منظمة شنغهاي للتعاون، والذي قد يستغرق ما يصل إلى عامين للانتهاء منه، واعتبرته بمثابة انتصار كبير. فهو يعزز علاقات طهران التعاونية مع الصين وروسيا، وكذلك مع الدول الأخرى الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، بما في ذلك الهند وطاجيكستان وكازاخستان وقيرغيزستان وأوزبكستان وباكستان. ووفقًا لوكالة تسنيم للأنباء، المقربة من الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، يمكن لعضوية إيران الكاملة في منظمة شنغهاي للتعاون تحييد جهود الدول الغربية لعزل إيران من خلال تعزيز روافع قوتها وتوطيد موقف إيران في غرب آسيا".

وتابعت الصحيفة، "سيحاول رئيسي الآن الاستفادة من هذا النجاح. يشعر الإيرانيون من جميع الأطياف بالإحباط بسبب الصفقة الفاشلة للحد من البرنامج النووي للبلاد، خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، التي ألغتها إدارة ترامب في العام 2018، بعد ثلاث سنوات من توقيعها. وفي الوقت الذي تبدو فيه المحادثات النووية مع إدارة بايدن متوقفة، يمكن للصين على وجه الخصوص أن تقدم دعمًا تفاوضيًا أو ربما حتى خيارات بديلة من خلال مبادرة "حزام واحد طريق واحد" والاستثمار الأجنبي المباشر في إيران، إذا كانت على استعداد لتحدي الولايات المتحدة.

ويشك صانعو السياسة الإيرانيون الجدد في أن خطة العمل الشاملة المشتركة لم تكن تتعلق أبدًا بما إذا كان البرنامج النووي الإيراني سلميًا أم لا. بدلاً من ذلك، يعتقدون أن الولايات المتحدة وحلفاءها ينتهجون استراتيجية احتواء، في محاولة للحد من قوة إيران الإقليمية ونفوذها بأي طريقة ممكنة. وعليه، فإن رئيسي وإدارته ينتهجون ما يسميه الإيرانيون سياسة "نظرة إلى الشرق"، وهم يعتبرون جهود روحاني السابقة لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة نوعًا من نهج "التطلع إلى الغرب" وفي النهاية الوصول إلى طريق مسدود. وعقب عودته من قمة منظمة شنغهاي للتعاون في طاجيكستان، انتقد رئيسي روحاني بشدة واتهمه بالاعتماد على الغرب. لن تتخلى الإدارة الجديدة بالضرورة عن المفاوضات النووية، لكنها تعتقد أنه حتى لو انتهت المفاوضات، فلن يتم رفع العقوبات بشكل فعال".

وأضافت الصحيفة، "ربما يكون ميل إيران نحو الشرق أعمق مما قد يبدو للوهلة الأولى. تقليديا، ارتبطت إيران اقتصاديا بالغرب وتعتمد عليه، على الأقل منذ عهد الشاه. وتأمل إيران الآن في الانضمام إلى مبادرة "حزام واحد طريق واحد" الصينية، المشروع الصيني العملاق المتصور على أنه "طريق حرير القرن الحادي والعشرين" الذي يربط جنوب آسيا بأوروبا. وتسعى إدارة رئيسي لجذب الاستثمار الصيني من خلال الانضمام إلى هذا المشروع الضخم. ويمكن للاستثمار الأجنبي الصيني أن يساعد إيران المتضررة من العقوبات على تحسين اقتصادها. إلى جانب ذلك ، يأمل الإيرانيون في تحويل إمكاناتهم الجيوسياسية إلى واقع من خلال الانضمام إلى ممرات مبادرة "حزام واحد طريق واحد". وترى إيران نفسها كجسر بين الشرق والغرب وأيضًا بين شمال وجنوب أوراسيا".

وختمت الصحيفة، " يبدو أن هناك إجماعًا واسعًا بين المسؤولين الجدد في إيران حول ضرورة الميل نحو الشرق، ومن غير الواضح اذا كان مثل هذا التحول سيحل أكثر التحديات إلحاحًا في البلاد. في حين يعتقد صانعو السياسة الإيرانيون أن النظام العالمي المستقبلي ستهيمن عليه آسيا في نهاية المطاف، فإن هذا المستقبل المتصور لا يزال غامضًا. في غضون ذلك، لا تزال العقوبات الأميركية تشكل عقبة كبيرة أمام الشركات الأجنبية التي تأمل في الاستثمار في إيران، ولا تزال الخلافات السياسية مع الولايات المتحدة وحلفائها تشكل حواجز هائلة أمام توسيع العلاقات التجارية مع جيران إيران الشرقيين. من الممكن أيضًا، وربما من المحتمل، أن ترى الصين وروسيا مصالحهما في الشرق الأوسط بشكل مختلف عما تتخيله إيران وأن التطلعات الإيرانية ليست من بين أولوياتهما القصوى".

 

 

Advertisement
المصدر: ترجمة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك