Advertisement

عربي-دولي

150 سنة من النضال المستمر... حقوق المرأة بين الأمس واليوم

Lebanon 24
23-01-2022 | 15:00
A-
A+
Doc-P-910451-637785506906293456.jpg
Doc-P-910451-637785506906293456.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب "محمد عبد الهادي" مقالا في موقع الجزيرة الالكتروني حول أبرز المحطات التاريخية في التي عرفها النضال من اجل الوصول المرأة الى حقوقها، اليكم أهم ما جاء فيه:
 
كيف استطاعت مجموعة الأصوات الفردية التي كانت تطالب بالدفاع عن حقوق المرأة أن تتحول على مر الزمن إلى تحركات مؤسسية عالمية متنامية تطالب بالمساواة بين الرجل والمرأة؟ وكيف استطاعت أن تنشئ لها هيئة الأمم المتحدة منظمة خاصة بها، تتبنى مطالبها، وتحوّلها إلى برنامج عمل إلزامي لدول العالم يشتمل على كافة التفاصيل الخاصة بالرجل والمرأة في الدولة والمجتمع والأسرة في جميع مناحي الحياة، تتقاسم فيه المرأة مناصفة مع الرجل كل شيء حرفيا، وبقوة القانون والدستور؟ وكيف تمكّنت تلك المجموعة من وضع أسس لبرنامج عمل يشاركها فيه كثير من المؤسسات العالمية الرسمية والمدنية، بهدف تحقيقه بحلول عام 2030؟
Advertisement

تحت شعار "يا نساء العالم، اتحدن" نشرت منظمة الأمم المتحدة للمرأة في موقعها تقريرا يشتمل على الخط الزمني للمحطات الرئيسية في مسيرة حركة الدفاع عن حقوق المرأة والمطالبة بالمساواة بين الجنسين، وختمته بعبارة "يا نساء ورجال وفتيان وفتيات ومواطني العالم، اتحدوا".


ولنتمكن من الإجابة عن هذه الأسئلة، والاقتراب من فهم الأسس الفكرية والدوافع التي تقف وراء قضية المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، فإننا نحتاج إلى تتبع مسيرة هذه القضية على مدى ما يقرب من قرن ونصف من الزمان، على المستويين الرسمي ممثلا في الأمم المتحدة ودول العالم، والمدني ممثلا في نشاط الحركة النسوية ومؤسساتها.

محطات بارزة
تحت شعار "يا نساء العالم، اتحدن" نشرت منظمة الأمم المتحدة للمرأة في موقعها تقريرا يشتمل على الخط الزمني للمحطات الرئيسية في مسيرة حركة الدفاع عن حقوق المرأة والمطالبة بالمساواة بين الجنسين، وختمته بعبارة "يا نساء ورجال وفتيان وفتيات ومواطني العالم، اتحدوا". وفيما يأتي أبرز محطات ومعلومات هذه المسيرة كما عرضها التقرير وغيره من وثائق الأمم المتحدة:

الاتفاقية الأولى لحقوق المرأة: في عام 1848 أقيم بمدينة نيويورك أول مؤتمر لحقوق المرأة في الولايات المتحدة، طالب بحقوق مدنية واجتماعية وسياسية ودينية للمرأة، وحقها في التصويت على وجه الخصوص.
انطلاق الحركة النسوية: يعود أول استخدام موثّق لكلمة "النسوية" إلى عام 1837 في فرنسا، وهي حركة تدافع عن حقوق المرأة الاجتماعية والسياسية والقانونية والاقتصادية على قدم المساواة مع الرجل. وفي أوائل القرن الـ20، ارتبطت بحق المرأة في الاقتراع، لكنها تطورت لاحقا للتركيز على كيفية مواجهة النساء لأشكال مختلفة من التمييز على أساس عوامل، مثل العرق والطبقة والعرق والدين والتوجه الجنسي.
نيوزيلندا أول دولة تسمح للنساء بالاقتراع: في عام 1873 وقّعت 32 ألف امرأة في نيوزيلندا على عريضة عملاقة، طولها 270 مترا، مقدمة للبرلمان، تطالب بحق الاقتراع للمرأة، وبعد فترة وجيزة، أصبحت نيوزيلندا أول دولة تتمتع بالحكم الذاتي تسمح للمرأة بالتصويت.
تخصيص يوم عالمي للاحتفال بالمرأة: في الثامن من مارس/آذار من عام 1911، تجمّع أكثر من مليون شخص في النمسا والدانمارك وألمانيا وسويسرا من أجل حق المرأة في التصويت والعمل، وأصبح هذا التاريخ يوم الاحتفال السنوي بعيد المرأة.
ولادة الأمم المتحدة وتكريس المساواة بين الجنسين: في عام 1945، وبعد الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية، تشكّلت الأمم المتحدة لتعزيز التعاون الدولي، ونصّت في ميثاقها على تكريس المساواة بين الجنسين: "نحن الشعوب… نؤكد الإيمان… بالمساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة". وفي عام 1946 أصبحت "لجنة وضع المرأة" أول مؤسسة دولية مخصصة حصريا للمساواة بين الجنسين.
ترجمة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: في عام 1948، تمت ترجمة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان إلى أكثر من 500 لغة ولهجة، ولأول مرة في تاريخ البشرية يتم توضيح الحقوق الأساسية والحريات الأساسية التي يجب أن يتمتع بها جميع البشر، رجالا ونساء على حد سواء.
عقد المرأة: يعتبر عقد السبعينيات من القرن الماضي عقد تصعيد الخطاب العالمي حول حقوق المرأة، حيث شهد السنة الدولية الأولى للمرأة 1975، وإعلان عقد الأمم المتحدة الأول للمرأة 1976-1985، والمؤتمر العالمي الأول للمرأة في المكسيك 1975.
اتفاقية "سيداو" (CEDAW): في عام 1979 قدمت الجمعية العامة للأمم المتحدة اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، المعروفة باسم "سيداو"، التي تعتبر أكثر الصكوك الدولية شمولا لحماية حقوق المرأة، وقد صادقت عليها 189 دولة. تم تبني الاتفاقية عام 1979، وهي تُلزم الحكومات الموقعة عليها قانونا بإنهاء جميع أشكال التمييز ضد المرأة في الحياة العامة والخاصة، لتحقيق المساواة الجوهرية بين المرأة والرجل، ليس فقط في القوانين، ولكن أيضا على أرض الواقع.
عقد النشاط من أجل المرأة: وافق عقد الثمانينيات من القرن الماضي مرور أكثر من قرن على بدء حركة حقوق المرأة في التصويت، وبحلول هذا العقد، صار من الممكن للنساء في عدد كبير من دول العالم التصويت، وما زلن يكافحن لتولي مناصب قيادية اليوم. وقد شهد عقد الثمانينيات انعقاد الدورتين الثانية والثالثة للمؤتمر العالمي للمرأة، في كوبنهاغن عام 1980، وفي نيروبي عام 1985، وجميع الدورات تتبنى اتفاقية سيداو.
معاهدات واتفاقيات إضافية: شهدت نهاية القرن الـ20 توقيع عدد من المعاهدات البارزة ونتائج وضع المعايير التي غيرت حياة المرأة، منها إعلان القضاء على العنف ضد المرأة عام 1993، وهو أول صك دولي يتناول بشكل تعريفي صريح أشكال العنف ضد المرأة، وبرنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية عام 1994، وهو خطة عمل مدتها 23 عاما تضع الأشخاص وحقوقهم في صميم التنمية وتعترف بالصحة الجنسية والإنجابية للمرأة كمفتاح لرفاهية الجميع، وإعلان ومنهاج عمل بكين عام 1995، وهو إطار شامل تم اعتماده في المؤتمر العالمي الرابع للمرأة مع خارطة طريق للعمل في 12 مجالا حاسما للنهوض بحقوق المرأة.
الألفية الثالثة: شهدت الألفية الثالثة استمرارا متصاعدا في الفعاليات الإقليمية والدولية الخاصة بتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، ليس فقط على مستوى الإعلانات والاتفاقيات والقرارات، وإنما على مسارعة الدول في تنزيل هذه القرارات والإعلانات والاتفاقيات على أرض الواقع في أنظمتها وتشريعاتها وقوانينها.
وفي عام 2000 صدر قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1325 كأول إطار قانوني وسياسي للأمم المتحدة يربط بين المرأة والحروب، ويقرّ بأن الحرب تؤثر على المرأة بشكل مختلف، ويدعو إلى مشاركة المرأة في منع النزاعات وحلها.


وفي عام 2000 صدر إعلان الألفية للأمم المتحدة، والذي يضم 8 أهداف محددة زمنيا تبناها بالإجماع زعماء العالم لإنهاء الفقر والمرض وحقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين، على مدى 15 عاما. وفي عام 2015 تم مراجعة مستوى الإنجاز والإخفاق في تحقيق هذه الأهداف، وإعلان خطة بديلة لتحويل العالم، أطلق عليها أهداف التنمية المستدامة، لتحقيقها بحلول عام 2030، وتضم 17 هدفا، من بينها الهدف الخامس الخاص بالمساواة والتمكين.

12. هيئة الأمم المتحدة تنشئ منظمة خاصة بشؤون المرأة: في عام 2010 أصبحت هيئة الأمم المتحدة للمرأة أول وكالة تابعة للأمم المتحدة تناصر حقوق المرأة حصريا، تحت اسم "الأمم المتحدة للمرأة".

13. تعهد حكومات العالم بالتحقيق الكامل للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة: في عامى 2015، رحبت حكومات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في معرض تبنيها للإعلان السياسي بمناسبة مرور 20 عاما على إعلان بكين 1995، المعني بالمرأة، بالتقدم الذي تم إحرازه في هذه الفترة، لكنها تسلِّم أيضا بأن أيا من البلدان لم يحقق بالكامل المساواة والتمكين للنساء والفتيات، وأن التقدم كان بطيئا ومتفاوتا، وأن ثمة فجوات كبيرة لا تزال تعتري التنفيذ في مجالات الاهتمام الـ12 الواردة في منهاج العمل وأن ثمة تحديات جديدة برزت أمام التنفيذ في هذه المجال.


واستجابًة إلى ذلك، تتعهد الحكومات باتخاذ المزيد من الإجراءات لضمان التنفيذ الكامل والفعال والمعّجل لإعلان ومنهاج عمل بكين، بوسائل منها:

تعزيز تنفيذ القوانين والسياسات والإستراتيجيات وأنشطة البرامج لجميع النساء والفتيات.
توطيد وزيادة الدعم المقدم للآليات المؤسسية، للمساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات على كافة المستويات.
تغيير المعايير التمييزية والقوالب النمطية الجنسانية.
زيادة الاستثمار بقدر كبير من أجل سد الثغرات في الموارد.
تعزيز المساءلة عن تنفيذ الالتزامات القائمة.
النهوض ببناء القدرات وجمع البيانات والرصد والتقييم.
وتعهدت الحكومات أيضا بتحقيق نتائج ملموسة بحلول عام 2020، والسعي إلى بلوغ المساواة التامة بين الجنسين وتمكين المرأة بحلول عام 2030.

14. مشاركة 5 ملايين في مسيرة المرأة: في يناير/كانون الثاني عام 2017، شارك حوالي 5 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم فيما سمي "مسيرة المرأة" تضامنا مع حقوقها.

15. انطلاق منتدى أجيال المساواة: عام 2020 انطلق تحالف "منتدى أجيال المساواة" (Generation Equality Forum) بالشراكة بين منظمة الأمم المتحدة للمرأة والمكسيك وفرنسا، وينعقد سنويا في المكسيك وفرنسا في موعدين مختلفين على التوالي، ويركز على الشباب، والتزامات وصفت بأنها "ثورية" للتسريع العالمي للنهوض بالمساواة بين الجنسين خلال 5 سنوات حتى 2026، بدعم مالي بلغ 40 مليار دولار أميركي.


وقد حققت هذه الخطوات الحثيثة المتسارعة تقدما كبيرا في مجال المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، بالتوازي مع الخطوات التي تقوم بها الحركة النسوية في جميع دول العالم، والتي تسبق بكثير -في بعض الأحيان- ما تقوم به الأم المتحدة.
 
(الجزيرة) 
المصدر: االجزيرة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك