Advertisement

عربي-دولي

بعد دخول باشاغا للعاصمة.. ليبيا أمام "تصعيد خطير" بعد تعثر الحلول السياسية

Lebanon 24
17-05-2022 | 10:00
A-
A+
Doc-P-953239-637883943910415433.jpg
Doc-P-953239-637883943910415433.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ذكر موقع "الحرّة" أنّ الليبيين استيقظوا في العاصمة طرابلس، صباح اليوم على وقع اشتباكات مسلحة، بعد دخول مفاجئ لحكومة فتحي باشاغا المعينة من مجلس النواب المنتهية ولايته قبل أن تخرج من العاصمة "حقنا للدماء".
Advertisement

وأعلنت حكومة باشاغا، مغادرتها طرابلس بعد دخول الحكومة المدعومة من المشير خليفة حفتر إلى العاصمة، مقر حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة الرافض للتخلي عن السلطة، مما أدى إلى حدوث اشتباكات مسلحة.

وقالت حكومة باشاغا في بيان صحفي إن "رئيس الحكومة فتحي باشاغا وعدد من أعضاء الحكومة قد غادروا العاصمة طرابلس، بعد وصولهم يوم أمس، حرصا على سلامة وامن المواطنين وحقناً للدماء".

ويرى محللون أن دخول حكومة باشاغا إلى العاصمة عنوة يمثل مسارا تصعيديا يعقد من أفق الحلول السياسية للأزمة الليبية، مما قد يرفع من درجة العنف المسلح بين الأطراف المتنازعة على السلطة.

ويعتقد المحلل السياسي الليبي، أحمد المهداوي، أن ما حدث خلال الساعات الماضية في العاصمة طرابلس من شأنه أن يرفع من درجة التصعيد على الأرض.

وقال إن "ما حدث يعبر عن عجز فتحي باشاغا دخول العاصمة بالطرق السلمية دون أن يكون هناك إراقة للدماء كما كان يصرح في خطاباته"، بحسب قوله. 

وتابع: "نتحدث اليوم عن قتلى واشتباكات مسلحة وحرق ممتلكات مواطنين ما يشير إلى فرضية دخول العاصمة بدون قتال انتهت بعد هذه الاشتباكات". ووصف المهداوي تلك الأحداث بـ "الاستهتار" بالقانون وحياة وممتلكات المواطنين الليبيين.

وشهدت العاصمة اشتباكات مسلحة وسماع دوي إطلاق نار، بحسب فرانس برس، كما أعلنت السفارة الإيطالية في ليبيا إصابة أحد عناصر الشرطة الدبلوماسية برصاصة عشوائية، لكن لم تعلن السلطات الصحية في طرابلس عن سقوط قتلى. 

وكان باشاغا يحاول مرارا وتكرارا تولي زمام إدارة الحكومة من العاصمة طرابلس، لكن الدبيبة كان يرفض تسليم السلطة.

من جانبه، قال المحلل السياسي، محمود الرملي، إن الأجواء في ليبيا "ملبدة" وانعكست على المشهد الأمني في العاصمة.

وأضاف أن "باشاغا حاول 3 مرات الدخول للعاصمة إدراكا منه بأن إدارة البلاد يجب أن تكون منها للوصول للسلطة وتنفيذ قرار البرلمان".

غياب الحلول السياسية
 
 استخدم باشاغا الرجل القوي في الغرب الليبي عنصر المباغتة للدخول للعاصمة واستلام مقرات رئاسة الوزراء وهذا ما قوبل بالرفض والقتال قبل أن ينسحب لحقن الدماء، وفقا للمهداوي، الذي أشار إلى إمكانية سفك المزيد من الدماء حال استمرار تواجد باشاغا في طرابلس.

في المقابل، يرى الطرف الآخر المتمثل في حكومة عبدالحميد الدبيبة، في نفسه أنه لا يمكن ترك السلطة في هذه المرحلة دون انتخابات لمجلس النواب، وفقا للرملي.

في شباط، عيّن البرلمان في شرق ليبيا وزير الداخلية السابق، فتحي باشاغا، رئيسا للوزراء. ويحظى البرلمان بدعم المشير خليفة حفتر الذي حاولت قواته السيطرة على العاصمة الليبية عام 2019.

لكن باشاغا فشل حتى الآن في إطاحة الحكومة التي تتخّذ من طرابلس مقرا برئاسة رجل الأعمال، عبدالحميد الدبيبة، الذي شدد مرارا على أنه لن يسلّم السلطة إلا لحكومة منتخبة.

استأنف مسؤولون ليبيون متنافسون المحادثات بينهما في مصر، الأحد، ضمن أحدث الجهود التي تقودها الأمم المتحدة للاتفاق على تعديلات دستورية للانتخابات.
وفي القاهرة، عقدت خلال الأيام الفائتة اجتماعات بين مجلس النواب ومجلس الدولة الأعلى في ليبيا للوصول لصيغة تفاهم دستورية تمهد لخروج البلاد من هذه الأزمة.

وقال المهداوي إن الأحداث الأمنية التي شهدتها طرابس، ليل الاثنين الثلاثاء، "جاءت في وقت حرج بعد أن شارفت لجنتي مجلس النواب والدولة على التوافق لإنهاء الانقسام والذهاب لقاعدة دستورية متفق عليها".

بدوره، قال الرملي إن اجتماعات القاهرة "يبدو أنها ستفضي إلى اتفاق يتمثل في وجود قاعدة دستورية"، لكنه تساءل عن ضمانات تنفيذ تلك الاتفاقات، لا سيما وأن الدولة التي مزقتها الحرب منذ عام 2011 فشلت في التوصل لاتفاق سياسية بعد اجتماعات مماثلة في تونس والغردقة على اعتبار أن الجميع يتمسك ببقائه، كما يقول الرملي.

"كارثة على الجميع"
وكانت القاهرة استضافت جولة أولى من المحادثات الشهر الماضي بين المجلس الأعلى للدولة، وهو هيئة استشارية من غرب ليبيا، والبرلمان الواقع في شرقي البلاد دون أن تحقق تلك الاجتماعات أي انفراجه في الخلاف حول الأساس القانوني للانتخابات التي كانت مقررة أن تقام في ديسمبر الماضي.

وفي هذا السياق، قال الرملي إن موقف المجتمع الدولي إزاء ما يحدث في ليبيا "ضبابي" في ظل الغزو الروسي لأوكرانيا، لافتا إلى أن الجهود الدولية الماضية لم تسفر عن حلول.

وأشار إلى أن ليبيا أمام وضع "خطير" بعد الاشتباكات الأخيرة لافتا إلى أن تلك التطورات الأمنية تمثل "أمرا ينذر بخطر أكبر" حال عدم تدخل المجتمع الدولي لرأب الصدع جزئيا.

وكانت الولايات المتحدة وأطراف دولية أخرى عبّرت عن قلقها إزاء الاشتباكات التي شهدتها طرابلس. وقالت السفارة الأميركية في بيان على تويتر، "تشعر الولايات المتحدة بقلق بالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن اشتباكات مسلحة في طرابلس. نحث جميع الجماعات المسلحة على الامتناع عن العنف وعلى القادة السياسيين أن يدركوا أنّ الاستيلاء على السلطة أو الاحتفاظ بها من خلال العنف لن يؤدي إلا إلى إلحاق الضرر بشعب ليبيا".

وعقب الأحداث المتسارعة التي شهدتها العاصمة الليبية، نددت المستشارة الخاصة للأمم المتحدة في ليبيا، ستيفاني وليامز، بالتصعيد في طرابلس، مطالبة بـ"الكف عن الخطاب التحريضي والمشاركة في الاشتباكات وحشد القوات".

وشددت وليامز عبر تويتر على "الحاجة الملحة للحفاظ على الهدوء على الأرض وحماية المدنيين".

ويعد السبيل الامثل لحل الأزمة في ليبيا وإنهاء الحكومتين هو تعيين حكومة تسيير الأعمال متفق عليها ثم الذهاب لانتخابات عاجلة لمجلس النواب قبل تعيين حكومة للبلاد، كما يرى المهداوي.

أما الرملي فيشدد على أهمية الاتفاق على قاعدة دستورية ثابتة تساعد الليبيون على إمكانية إجراء الانتخابات شريطة أن تكون "في مواعيد محددة بدقة لا يجوز تجاوزها".

وقال إنه خلاف ذلك "سنكون أمام كارثة للجميع على ليبيا وجيرانها أيضا".
المصدر: الحرة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك