تكثف روسيا من ضرباتها الجوية والصاروخية وتحركاتها البرية أيضًا من أجل بسط سيطرتها على لوغانسك، وبالتالي إقليم دونباس، بعد أن سيطرت على مدينة سيفيرودونتسك عقب أسابيع من المعارك الدامية مع القوات الأوكرانية.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية الفريق إيغور كوناشينكوف إن "الأسلحة عالية الدقة للقوات الجوية الروسية وصواريخ كاليبر وجهت ضربات مكثفة على مراكز تدريب وأسلحة بمنطقة تشيرنغوفسكوي، وقرية ستاريتشي بمنطقة لفوف".
ويهدف هذا التكثيف العسكري بحسب الخبراء والمحللين إلى السيطرة على أكبر مساحة من الأراضي والمدن الاستراتيجية لإنهاء العملية العسكرية وإجبار كييف على التفاوض.
وعقب السيطرة على مدينة سيفيرودونتسك، تفقد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، عددا من وحدات القوات العسكرية الموجودة في أوكرانيا، كما استمع إلى تقارير من القادة حول الوضع الحالي وإجراءات القوات المسلحة الروسية في مناطق العمليات الرئيسية.
سقوط سيفيرودونتسك
وتصدرت المدينة الأحداث خلال الأسابيع الماضية حيث شهدت قتالًا عنيفًا بين الجانبين، ويعد سقوطها أكبر انتصار لروسيا منذ سيطرتها على ميناء ماريوبول الشهر الماضي.
ويمثل ذلك تحولا في ساحة المعركة بشرق أوكرانيا، وهنا يقول أولكسندر فينيسلافسكي، العضو في المركز الوطني الروسي للدراسات العسكرية، إن سيفيرودونيتسك أحد آخر المدن التي تقف في طريق سيطرة روسيا على منطقة دونباس التي تُعد المركز الصناعي لأوكرانيا.
ويُضيف فينيسلافسكي، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن بتحريرها تصبحت كامل أراضي الضفة اليسرى لنهر دونيتس داخل حدود جمهورية لوغانسك الشعبية تحت سيطرة روسيا بالكامل.
ويؤكد العضو في المركز الوطني الروسي للدراسات العسكرية، أن سيفيرودونيتسك التي حاولت كييف عدم سقوطها ودعمها الغرب بالكثير من الأسلحة المتقدمة، تُعد واحدة من 3 مدن يجب على روسيا السيطرة عليها لإحكام قبضتها على دونباس.
وتابع: "ستسعى القوات الروسية بعد إخضاع سيفيرودونتسك للسيطرة على لوغانسك ودونتيسك في المرحلة المقبلة وتعزيز وجودها في المحور الجنوبي الأوكراني أيضًا وليس إخضاع مناطق شرق أوكرانيا فقط.
في السياق ذاته، يؤكد فينيسلافسكي أن الطريق الآن أصبح ممهدا بالكامل لفتح الطريق البري بين الشرق وشبه جزيرة القرم خصوصًا بعد سقوط مدينة ماريوبول جنوب شرقي أوكرانيا الشهر الماضي، مما يُنذر بقرب انتهاء العملية العسكرية وحسمها.